الجزائر (رويترز) - قالت الحكومة الجزائرية يوم السبت إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي اصيب بجلطة العام الماضي سيترشح في الانتخابات الرئاسية المقررة في 17 ابريل نيسان سعيا للفوز بفترة رئاسية رابعة. وينهي التصريح الذي جاء على لسان رئيس الوزراء عبد المالك سلال تكهنات استمرت شهورا حول مستقبل بوتفليقة بعد ان زادت رحلاته العلاجية إلى باريس النقاش بشأن من سيخلفه بعد ان امضى في السلطة 15 عاما. وقال سلال إن بوتفليقة -الذي يعتقد معارضوه ان حالته الصحية لا تسمح له بقيادة البلاد- قرر الترشح وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية انه سجل ترشحه رسميا. وقال سلال في مدينة وهران بشمال غرب الجزائر "بطلب ملح من ممثلي المجتمع المدني خلال زياراتي إلى 46 ولاية أعلن لكم اليوم وبصفة رسمية عن ترشح رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة لرئاسيات 17 ابريل المقبل." ولم يظهر الرئيس بنفسه لكن وكالة الأنباء الجزائرية قالت انه سجل ترشحه لدى وزارة الداخلية قبل عشرة ايام من المهلة المحددة لذلك في الرابع من مارس اذار. ويحظى بوتفليقة بدعم حزب جبهة التحرير الوطني وحلفاء اخرين للجبهة لذا فهو شبه متأكد من اعادة انتخابه حيث لن يمثل مرشحو المعارضة تحديا خطيرا على الارجح. وينظر الموالون لبوتفليقة للرئيس على انه الرجل الذي اعاد للبلاد السلام والاستقرار الاقتصادي بعد صراع دموي مع الاسلاميين في التسعينات اسفر عن مقتل نحو 200 الف شخص. ويشعر كثير من الجزائريين بالقلق من حدوث اي اضطرابات بعد تلك التجربة الدموية. وما زالت المعارضة ضعيفة في الجزائر. فمنذ الاستقلال عن فرنسا عام 1962 هيمن كبار زعماء جبهة التحرير الوطني وضباط الجيش على الحياة السياسية وتنافسوا فيما بينهم على النفوذ وراء الكواليس. وخلال الاشهر الماضية زادت التكهنات حول سعي بوتفليقة للفوز بفترة رئاسة جديدة وعما اذا كان في حالة صحية تسمح له بالترشح لفترة رابعة. وكان بوتفليقة قام بزيارة ثانية لباريس في يناير كانون الثاني لاجراء فحوصات طبية وهو ما قاد للحديث مجددا عمن سيخلفه. وفي اشارة واضحة لانتقادات المعارضة المتعلقة بصحة بوتفليقة قال سلال في تصريحات اوردتها وكالة الانباء الجزائرية ان الرئيس في حالة صحية جيدة ويتمتع "بكل طاقاته الفكرية والرؤية اللازمتين لتولي هذه المسؤولية." وفيما يتعلق بالحملة الانتخابية قال سلال "الرئيس ليس ملزما بفعل كل شيء وان اعضاء لجان المساندة يمكنها التكفل بالعملية." لكن المنتقدين يقولون ان بوتفليقة الذي لم يظهر علنا الا نادرا منذ عودته من العلاج في فرنسا العام الماضي ليس في حالة صحية تسمح له بالترشح ويجب ان يتيح الفرصة لجيل جديد من الزعماء لتولي المسؤولية. وطالب احد زعماء المعارضة بوتفليقة بالكشف عن سجلاته الطبية قبل السعي للترشح مرة اخرى. وقال عبد الله جاب الله رئيس حزب جبهة العدالة والتنمية الإسلامي للصحفيين ان الدليل على ان بوتفليقة ما زال مريضا هو انه غير قادر حتى على ان يعلن بنفسه قرار ترشحه لفترة رئاسية رابعة. ودعا جاب الله إلى مقاطعة الانتخابات. وعلى الامد القصير يعني تولي بوتفليقة الرئاسة لولاية جديدة الاستقرار لدولة شريكة في حملة أمريكية على المتشددين الإسلاميين في منطقة ما زالت تعاني من الاضطرابات بعد انتفاضات في دول اخرى بشمال افريقيا مثل تونس وليبيا ومصر. لكن الجزائر في حاجة ايضا إلى اصلاح اقتصادي جاد لجذب المزيد من الاستثمارات الى قطاع النفط والغاز وتقليص القيود على الاستثمارات خارج قطاع النفط في اقتصاد ما زال يعاني من اثار سنوات من التحكم المركزي. وأدى هجوم شنه اسلاميون متشددون على منشأة للغاز في الجزائر إلى مقتل 39 من العمال الاجانب قبل عام مما اثار قلق شركات النفط الاجنبية المتخوفة بالفعل من الشروط الصعبة التي طالبت بها الجزائر في السابق لابرام تعاقدات. وعزز بوتفليقة مركزه منذ اواخر العام الماضي عندما قلص نفوذ رئيس جهاز المخابرات العسكرية. واقالت الحكومة الشهر الماضي اثنين من ضباط جهاز المخابرات العسكرية في الوقت الذي عزز فيه فصيل بوتفليقة سيطرته في مواجهة نفوذ الجيش. من لمين شيخي وحميد ولد احمد