طهران (رويترز) - تحدى الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد مطالب اقالة أحد أقرب مساعديه وعينه مبعوثا للشرق الاوسط فيما يشير الى انه ما زالت له اليد العليا على منتقديه. وذكرت وسائل الاعلام يوم الاثنين ان اسفنديار رحيم مشائي الذي تعرض لانتقادات متواترة من داخل التيار المتشدد منذ أن أصبح مديرا لمكتب الرئيس العام الماضي سيتولى أحد أربعة مناصب جديدة في مجال السياسة الخارجية. وجاءت أنباء تعيينه بعد يوم من اجتماع أحمدي نجاد ورئيس البرلمان وقولهما انهما سينحيان جانبا خلافاتهما التي كشفت عن انقسامات عميقة في صفوف التيار المتشدد ودفعت الزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي لاصدار تحذير. وقال أحمدي نجاد "كلنا أسرة واحدة ولنا مهمة واحدة كبيرة. ادارة البلد هي النقطة المحورية." وأصبح رحيم مشائي الذي يرتبط بأحمدي نجاد بالمصاهرة اذ تزوجت ابنته من ابن الرئيس النقطة المحورية للاقتتال بين المتشددين الذين يحكمون الجمهورية الاسلامية. وكان خامنئي أجبر أحمدي نجاد قبل عام على اقالته من منصب النائب الاول للرئيس وسط انتقادات حادة من جانب كثير من المحافظين الذين شعروا بالاستياء على نحو خاص لتصريحه بأن ايران صديقة لكل الشعوب بما في ذلك شعب اسرائيل. لكن أحمدي نجاد تمكن من الحفاظ على حليفه السياسي من خلال تعيينه مديرا لمكتب الرئيس حيث ظل هدفا للانتقاد المستمر. وبلغ هذا الانتقاد ذروته في وقت سابق هذا الشهر عندما أيد مشائي علنا فكرة وجود "مذهب ايراني" للاسلام وهو ما اعتبره كثير من المتدينين المحافظين موضوعا خلافيا الى ابعد حد. واتهمه رجل الدين الكبير اية الله أحمد خاتمي "بالشعوبية" ووقع نحو 200 عضو بالبرلمان شكوى بهذا الشأن لاحمدي نجاد. وقال عبد النبي نمزي وهو رجل دين مخضرم اخر "أقل ما نتوقعه من السيد أحمدي نجاد هو اقالة رحيم مشائي." وبدلا من ذلك عين أحمدي نجاد مشائي في واحد من أربعة مناصب جديدة في مجال السياسة الخارجية متحديا منتقديه المحافظين ومظهرا انه لم يضعف سياسيا بسبب الانقسامات في صفوف اليمين الحاكم في ايران. ويقول محللون ان الاقتتال داخل المؤسسة بات واضحا بشكل متزايد في الاشهر الاخيرة مع انحسار احتجاجات المعارضة على فوز احمدي نجاد في الانتخابات في يونيو حزيران 2009 تحت وطأة القمع الذي اتسم احيانا بالوحشية. وتظهر هذه الخطوة ايضا عزم أحمدي نجاد على القيام بدور قيادي أكبر في الدبلوماسية الاقليمية. وقال مرسوم رئاسي نشر في صحيفة ارمان انه بالاضافة لبقاء مشائي مديرا لمكتب الرئيس سيكون دوره الجديد التصدي "لقوى الهيمنة" التي تريد "الحفاظ على وضع الكيان الصهيوني ووجوده". وفضلا عن تعيين مبعوث للشرق الاوسط عين أحمدي نجاد ثلاثة حلفاء اخرين له في مناصب مشابهة تغطي أفغانستان واسيا ومنطقة بحر قزوين مما يظهر رغبته في تحسين علاقات بلاده في المنطقة حيث تقاطعها كثير من الدول.