واصل الغرب حملته على النظام السوري غداة فشل الجولة الثانية من المفاوضات في جنيف، واتهم وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاحد هذا النظام ب"العرقلة" مشيدا في المقابل ب"شجاعة وجدية" المعارضة السورية خلال هذه المفاوضات. من جهته، اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم ان الجولة التفاوضية الثانية في جنيف "لم تفشل واحرزت تقدما هاما" في تصريحات تناقض ما كان اعلنه الموفد الاممي الاخضر الابراهيمي السبت الذي قدم اعتذاره الى الشعب السوري ولم يحدد موعدا جديدا لجولة ثالثة كما كان متوقعا. وقال كيري في بيان الاحد "لم يفاجأ احد بان المحادثات كانت صعبة (...) الا انه لا بد ان يكون واضحا لدى الجميع ان العرقلة من قبل نظام الاسد جعلت التقدم اكثر صعوبة". وفي اشارة الى روسيا الداعمة لنظام الرئيس بشار الاسد من دون ان يسميها، دعا وزير الخارجية الاميركي "داعمي النظام الى الضغط" عليه ليضع حدا "لتعنته في المفاوضات ولاساليبه الوحشية على الارض"، على غرار البراميل المتفجرة التي تلقى على بعض احياء حلب. وتحدث كيري عن "تعليق" للمفاوضات يجب ان يتيح للفريقين وللمجتمع الدولي "تحديد سبل الاستفادة من هذه الفترة والعمل لكي يفتح استئناف المفاوضات الباب امام التوصل الى حل سياسي لهذه الحرب الاهلية الفظيعة". وبعدما حمل كل من وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ ونظيره الفرنسي لوران فابيوس السبت النظام السوري مسؤولية فشل مفاوضات جنيف، اعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الاحد ان فشل المفاوضات "يؤكد مرة جديدة ان الرئيس السوري بشار الاسد وجماعته ليسوا مهتمين جديا بالمفاوضات". وشدد الوزير الالماني على انه بات "من الضروري جدا" ان يتحرك مجلس الامن ويعتمد قرارا يضع حدا لجرائم الحرب في سوريا. من جانبه، قال المعلم في طريق عودته من جنيف في تصريحات نقلتها وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "الجولة الثانية لم تفشل على عكس بعض التحليلات الاعلامية التي ظهرت او ردود فعل وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا". واضاف ان "الجولة الثانية أنجزت نقطة مهمة جدا بفضل وعي المفاوض السوري عندما اعلن موافقة سورية على جدول الاعمال الذي اقترحه الوسيط الدولي الاخضر الابراهيمي والذي يبدأ ببنده الاول ببند العنف ومحاربة الارهاب". وكان الابراهيمي عزا السبت الوصول الى طريق مسدود الى رفض الوفد الحكومي جدول الاعمال الذي اقترحه. كذلك، انتقد المعلم مواقف واشنطن وباريس ولندن من المفاوضات. وقال ان "وزيري خارجية فرنسا وبريطانيا قفزا ضمن اوركسترا معدة مسبقا لتحميل وفد الجمهورية العربية السورية مسؤولية الفشل في المحادثات". وقال "هذا ليس مستغربا، فبريطانيا وفرنسا كانتا باستمرار جزءا من المؤامرة على سوريا". ولاحظ ان الولاياتالمتحدة "حاولت ايجاد أجواء سلبية للغاية للحوار في جنيف"، معتبرا ان "الاتفاق على جدول الاعمال الذي يبدأ بنبذ العنف ومكافحة الارهاب جعلها تسارع الى افشال الجولة الثانية". ولم تقلع المفاوضات عمليا بين الطرفين في كلا الجولتين الاوليين، لان الفريقين يختلفان على اولويات البحث. ففي حين تتمسك المعارضة بان البند الاهم هو "هيئة الحكم الانتقالي" التي يجب ان تتمتع بكل الصلاحيات بما فيها صلاحيات الرئيس الحالية، يصر الوفد الحكومي على البحث في بند "مكافحة الارهاب" الذي يتهم مجموعات المعارضة المسلحة به. ميدانيا، اعلن محافظ حمص طلال البرازي تعذر اجلاء مدنيين اضافيين من مدينة حمص القديمة بسبب تعرضهم لاعتداء من "مجموعات مسلحة"، حسب ما ذكر الاحد بيان. واكد المحافظ "ان المحافظة ستتابع جهودها مع الأممالمتحدة لإجلاء كل من يرغب في الخروج من المدينة القديمة سواء كان من الأطفال أو النساء أو كبار السن أو الشباب". وتم بين 7 و13 شباط/فبراير اجلاء اكثر من نحو 1400 مدني من الاحياء المحاصرة في حمص منذ حوالى عشرين شهرا من قوات النظام، وذلك بموجب اتفاق بين السلطات السورية ومقاتلي المعارضة باشراف الاممالمتحدة. وفي جديد التطورات في مخيم اليرموك بجنوب دمشق، اعلن مدير الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في سوريا انور عبد الهادي لفرانس برس الاحد ان غالبية مسلحي المعارضة السوريين انسحبوا من المخيم و"لم يبق فيه الا المسلحين الفلسطينيين الذين تم نشرهم على مشارف المخيم لمنع عبور المسلحين الغرباء". وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد ان "لجانا عسكرية تابعة لفصائل فلسطينية دخلت اليوم الى المخيم، وبدأت العمل على نزع الالغام تمهيدا لعودة الحياة الى طبيعتها في المخيم". وطالبت وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) السبت بالسماح لها مجددا بدخول مخيم اليرموك بعد اسبوع من تعليق عمليات توزيع المساعدات فيه. وفي لبنان المجاور الذي لا يزال يعاني تداعيات النزاع السوري، ذكرت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية ان الجيش اللبناني ضبط الاحد في شرق البلاد سيارة مفخخة مصدرها منطقة القلمون السورية، وذلك بعد اربعة ايام على تفكيك سيارتين مفخختين اخريين. وذكر مصدر امني لفرانس برس ان السيارة ضبطت على طريق الشعيبة- حام في شرق بعلبك وكانت مفخخة ب200 كلغ من المتفجرات. وتشهد القلمون معارك ضارية بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية السورية المدعومة من مقاتلي حزب الله اللبناني.