بيروت (رويترز) - تعهد الزعيم السني ورئيس وزراء لبنان السابق سعد الحريري يوم الجمعة بمواجهة كل محاولات التطرف في الطائفة السنية لكنه قال إن مكافحة الارهاب في لبنان تتطلب سحب مقاتلي حزب الله الشيعي الذي يقاتلون الى جانب القوات الحكومية في سوريا. وقال الحريري إن منطق الاعتدال يجب ان يتغلب على ما عداه في الوقت الذي يواجه فيه لبنان موجة من العنف الطائفي بما في ذلك الهجمات الانتحارية التي يغذيها الصراع في سوريا والازمات السياسة التي تركت البلاد بدون حكومة منذ اكثر من عشرة اشهر. وقال الحريري "سنتصدى للتحريض والدعوات المشبوهة لزج اللبنانيين والطائفة السنية خصوصا في حروب مجنونة لا وظيفة لها سوى استدراج لبنان الى محرقة مذهبية." جاءت تصريحات الحريري في الذكرى التاسعة لاغتيال والده رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في انفجار مروع في بيروت - وهو الحادث الذي أدى الى تفاقم التوترات بين السنة والشيعة في لبنان وساهم في سلسلة من الازمات السياسية في بيروت. وبدأت المحكمة الدولية الشهر الماضي محاكمة خمسة من اعضاء حزب الله غيابيا بتهمة اغتيال الحريري لكن الجماعة المسلحة المدعومة من ايران تنفي اي دور لها في الاغتيال. وقال الحريري "عندما دخلت قبل شهر الى قاعة المحكمة الدولية الخاصة بلبنان شعرت للمرة الاولى منذ تسع سنوات ان دوي العدالة في لاهاي كان أقوى من دوي الانفجار في 14 شباط 2005" واشار الحريري الى موجة لم يسبق لها مثيل من الهجمات الانتحارية في لبنان ودعا انصاره في تيار المستقبل الى ان يسيروا على نهج والده المعتدل. وتأثر لبنان بالصراع الدائر في سوريا منذ ثلاث سنوات حيث تزايدت التوترات الطائفية بين السنة والشيعة. وأرسل حزب الله مقاتلين ومستشارين لدعم الرئيس السوري بشار الأسد الذي ينتمي الى الاقلية العلوية في حربه ضد جماعات المعارضة المسلحة التي ينتمي معظم أعضائها للطائفة السنية. كما عمق الصراع في سوريا من تأثير الافكار المتطرفة التي تتبناها جماعات سنية متشددة مثل جبهة النصرة والدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) وهما الاقوى في وجه القوات الحكومية. وقال عبر شاشة عملاقة "كما يرفض تيار المستقبل ان يكون على صورة حزب الله فإننا نرفض أن نكون على صورة داعش أو النصرة وأيِ دعوة لإقحام التيار والسنة في لبنان بالحرب الدائرة بين حزب الله والقاعدة." ووصف المشاركة في الحرب السورية بأنها تشكل الخطر الأكبر على الاستقرار الوطني وعلى أسس الحياة المشتركة بين الطوائف الاسلامية وقال "مواجهة الإرهاب تتطلب قرارا سريعا من حزب الله بالخروج من سوريا والتخلي عن وهم الحرب الاستباقية." وغادر الحريري لبنان بعد وقت قصير من الاطاحة بحكومة الوحدة الوطنية عام 2011 عندما انسحب وزراء حزب الله وحلفاؤه. ووصف نبيل بومنصف الكاتب في جريدة النهار اللبنانية دعوة الحريري الى الاعتدال بأنها مهمة جدا بالنسبة للجمهور المحلي. وقال لرويترز "أعتقد ان هذه من أهم الخطب التي ألقاها منذ نشوب الحرب السورية حتى الان من ناحية مخاطبة الشارع السني بالذات والشارع الشيعي بالذات." ولم يتطرق الحريري في خطابه الى موضوع تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة تمام سلام بعد تعثر استمر اكثر من عشرة اشهر. وكان سلام على وشك اعلان الحكومة يوم الجمعة لكن تأخر اعلانها بعد ظهور خلاف بين حزب الله وحلفائه وتيار المستقبل على تسمية المدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي والذي يتهمه حزب الله بقيادة مجموعات سنية مسلحة في طرابلس بشمال لبنان لمواجهة مسلحين من الطائفة العلوية. ومن الاسباب التي أدت الى استقالة حكومة نجيب ميقاتي في مارس اذار الماضي عدم موافقة حزب الله وحلفائه على تمديد مدة ولاية ريفي في منصب مدير عام قوى الامن الداخلي. وفي مايو ايار سيصبح لبنان بدون رئيس للجمهورية ما لم يتمكن الفرقاء المتنافسون من الاتفاق على خليفة للرئيس ميشال سليمان الذي يختتم ولايته التي استمرت ست سنوات. وتعليقا على هذا قال الحريري "نحن نرفض الفراغ في رئاسة الجمهورية... ونحن لا مشروع لنا سوى الدولة. ونرفض الفراغ في رئاسة الجمهورية لأننا من مدرسة تعتبر الرئيس المسيحي الماروني اللبناني رمزا للعيش الواحد بين المسلمين والمسيحيين الذي نعلن تمسكنا به أساسا للبنان." من ليلى بسام وتوم بيري