ستحاول الولاياتالمتحدة بعد الاتحاد الاوروبي، الخميس الضغط من اجل التوصل الى حل سياسي في اوكرانيا غداة تحذير من روسيا من اي تغيير في موقف كييف بالنسبة لالتزاماتها حيال موسكو. وتصل مساعدة وزير الخارجية الاميركي فيكتوريا نولاند الخميس الى العاصمة الاوكرانية لاجراء محادثات مع قادة المعارضة والسلطات. وكان الاتحاد الاوروبي ممثلا بوزيرة خارجيته كاثرين اشتون التي زارت كييف الاربعاء حث اوكرانيا على "بذل المزيد من الجهود" للخروج من الازمة التي تهز البلاد منذ اكثر من شهرين. وعبرت روسيا الاربعاء عن قلق متزايد حيال تأخر اوكرانيا في تسديد فواتير الغاز وقد طلبت توضيحات حول التطور السياسي في هذا البلد الذي تتواصل فيه التظاهرات الموالية لاوروبا. واوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لاذاعة روسية ان الرئيس فلاديمير بوتين لن يعود عن التزامه منح مساعدة لاوكرانيا بقيمة 15 مليار دولار وفي الوقت نفسه خفض سعر الغاز الروسي الذي يتم تسلميه الى الدولة الجارة طالما ستحترم كييف من جهتها التزاماتها حيال موسكو. وقال بيسكوف "اذا احترم الجميع حرفيا الوثائق القائمة، فلن يتعين على اي شخص تعديل اي شيء كان". لكنه اوضح "نحن قلقون من ارتفاع الدين المتعلق بشحنات الغاز". وبحسب المجموعة الروسية العملاقة في مجال الغاز "غازبروم"، فقد كان لا يزال يترتب على الشركة الوطنية للطاقة في اوكرانيا هذا الاسبوع 3,9 مليارات دولار من الفواتير غير المسددة عن العام 2013 وكانون الثاني/يناير من هذا العام. واضاف بيسكوف ان "غازبروم قالت ان الدين يرتفع، حتى انه يزداد بسرعة كبيرة. نأمل ان يطبق شركاؤنا الاوكرانيون كل بنود الاتفاقيات السارية المفعول". والاسبوع الماضي، اعلن بوتين لقادة الاتحاد الاوروبي في بروكسل ان روسيا ستحترم بنود اتفاقها بشان المساعدة لاوكرانيا ايا كان رئيس الحكومة في كييف. وقدم رئيس الوزراء الاوكراني الموالي لروسيا ميكولا ازاروف استقالته الاسبوع الماضي بعد شهرين على تظاهرات موالية لاوروبا في شوارع كييف. واضاف بيسكوف "بالتاكيد هذا سيتطلب وقتا قبل ان يكون في وسع رئيس الحكومة الاوكراني الجديد ان يوضح لموسكو الى اي حد سينتهج سياسة الفريق (الحكومي) السابق". وتابع المتحدث "نريد ان نفهم فقط ماذا سيحدث لهذه الاموال"، في اشارة الى المساعدة المالية الروسية. من جانب اخر، اعتبرت اشتون اثر محادثاتها في كييف الاربعاء انه يجب "القيام بالمزيد من العمل" في مجال الاصلاحات وعبرت عن امله في ان "تتسارع هذه الخطوات" وذلك بعد لقائها الرئيس الاوكراني فيكتور يانوكوفتيش وبارز قادة المعارضة. واوضحت ان الاتحاد الاوروبي مستعد لدعم الاصلاحات والمساهمة في التحقيق حول اعمال العنف التي وقعت الشهر الماضي. من جهتها اكدت الرئاسة الاوكرانية ان اللقاء تناول بشكل خاص الاصلاح الدستوري الذي تطالب به المعارضة والذي لا ترفضه السلطة مبدئيا. لكن المعارضة تريد العودة الى دستور 2004 للحد سريعا من السلطات الرئاسية فيما يدعو يانوكوفتيش الى صياغة قانون اساسي جديد وهو ما قد يستغرق المزيد من الوقت. وقال احد قادة المعارضة فيتالي كليتشكو امام البرلمان الاربعاء "يجب ان نعود الى دستور 2004 وبعد ذلك ناخذ وقتنا في بحث دستور جديد" والا فانه يجب التوجه نحو اجراء انتخابات مبكرة. وقال "اذا لم يتم اتخاذ قرار سريع، فسيحصل تصعيد جديد للتظاهرات". وظهرت خطورة الازمة الاربعاء اثر تراجع العملة الوطنية "هريفنيا" بنسبة 5% امام الدولار واليورو. وتحدث خبير اقتصادي لوكالة فرانس برس عن "بداية حالة ذعر" معتبرا ان اوساط الاعمال قد تكون تخرج اموالا من البلاد. ومن المرتقب ان يبحث الرئيس الاوكراني كل هذه الصعوبات الجمعة مع الرئيس فلاديمير بوتين اثناء لقائهما على هامش الالعاب الاولمبية الشتوية في سوتشي. وقالت اوساط سياسية اوكرانية انه من غير المرجح ان يحصل تطور هام في الازمة في كييف قبل هذا اللقاء. وتواجه اوكرانيا منذ اكثر من شهرين ازمة غير مسبوقة. فتظاهرات الاحتجاج التي فجرها في اواخر تشرين الثاني/نوفمبر تراجع الحكومة الاوكرانية عن اتفاق شراكة كانت على وشك توقيعه مع الاتحاد الاوروبي، واختيارها سياسة التقارب مع موسكو، تحولت رفضا للنظام الرئاسي الذي اقامه يانوكوفيتش. ويحتل المعارضون وسط كييف منذ ذلك الحين. واسفرت صدامات عن سقوط اربعة قتلى على الاقل واصابة 500 بجروح في كانون الثاني/يناير.