روما (رويترز) - سيدخل سيرجيو ماركيوني رئيس فيات في مواجهة مع نقابات العمال القوية اذ يسعى لمزيد من المرونة في ممارسات العمل مما قد يؤدي الى تعديلات أوسع نطاقا في القواعد المنظمة لصناعة السيارات الايطالية. ويخشى ماركيوني من أن تؤدي معارضة احدى نقابات العمال الخمس في مصنع فيات ضعيف الاداء في بوميليانو داركو قرب نابولي الى انهيار اتفاق مهم لتحسين الانتاجية بالمصنع وطالب بالتوصل لاتفاق قبل نهاية سبتمبر أيلول. وهدد رئيس الشركة في حالة عدم التوصل لاتفاق بالانسحاب من رابطة كونفندوستريا التي مثلت الشركات الكبيرة في ايطاليا على مدار المئة عام المنصرمة في خطوة تعتبر انسحابا من الهيكل الذي يدعم منظومة العلاقات العمالية في ايطاليا. وقال جيليانو كاتسولا نائب رئيس لجنة العمل بالبرلمان "فيات هي الشركة الصناعية الاولى في ايطاليا وستتبعها باقي الشركات قريبا (اذا انسحبت من الرابطة)." وقد تم بالفعل تأسيس شركة جديدة لادارة مصنع بوميليانو ولن تنضم هذه الشركة لكونفندوستريا مما يعني أنها لن تخضع للقواعد الوطنية للعقود المعمول بها حاليا. لكن انسحاب فيات سيجعل كونفندوستريا بلا فاعلية ويحدث خرقا في نظام أشاد الجميع باستقراره أثناء الازمة الاقتصادية وقد يشجع على ظهور كثير من الاتفاقات المحلية. وقال ماركيوني -الذي اضطلع بدور حيوي في انقاذ كل من فيات والشركة الامريكية العملاقة المتهاوية كرايسلر- ان الموضوع قد يحدد مستقبل فيات في ايطاليا. وقال يورجين بايبر المحلل لدى متزلر اكويتيز في فرانكفورت "اعادة هيكلة قاعدة الانتاج الايطالية ورفع كفاءتها أمر مهم بالنسبة لفيات والا فسينهار التعافي تماما وفي وقت قريب جدا اذا انسحب ماركيوني. "من المهم للغاية ايجاد ظروف عمل جديدة لجعل فيات شركة منافسة حقا خاصة أن انتاج السيارات في ايطاليا ليس رخيصا وأن فيات تعتمد الان بشدة على طاقة وتحفيز رئيسها التنفيذي." وأظهرت أرقام صدرت في الاونة الاخيرة تراجع مبيعات السيارات الجديدة في ايطاليا 19.2 بالمئة في يونيو حزيران مما يبرز التحدي الذي يواجه صناعة تجد نفسها مضطرة الى اعادة النظر بصورة جذرية في أسلوب عملها. وقال ماركيوني الشهر الماضي في مقال بجريدة لا ستامبا اليومية التي تملكها فيات وتصدر في تورينو "الشيء الوحيد الذي طلبناه هو ايجاد مزيد من تحمل المسؤولية في المصنع." ورغم موافقة أربع من خمس نقابات عمالية و62 بالمئة من 4800 عامل بالمصنع على الخطة التي تستحدث وردية عمل ليلية جديدة أيام السبت وتقيد حقوق العمال في الاضراب الا أن النقابة الهندسية الرئيسية في ايطاليا رفضت التوقيع عليها. وتقول النقابة ان الاتفاق يخرق الاتفاقات الوطنية للاجور وأوضاع العمل وكذلك الحق في الاضراب الذي يكفله الدستور مما يثير مخاوف من تحديات قانونية محتملة. وراهن ماركيوني بمبلغ 20 مليار يورو (25.60 مليار دولار) على خطة لرفع انتاج فيات في ايطاليا الى 1.4 مليون سيارة بنهاية 2014 من 650 ألفا حاليا لكنه يقول ان يديه مقيدتان في ظل النظام الحالي. ويعتقد كثير من المحللين أن هدف ماركيوني هو صياغة عقد جديد لعمال صناعة السيارات في ايطاليا غير الاتفاق الحالي الذي يحدد -مع استثناءات محدودة- معايير أوضاع العمل في قطاع المعادن في ايطاليا. ويفرض ذلك العقد قيودا على قواعد أوقات العمل حيث يحظر العمل ورديات كاملة بعد ظهر أو مساء أيام السبت ويحد من عدد ساعات العمل الاضافية التي يمكن أن تفرضها الشركة. وسبب احتمال انسحاب فيات من كونفندوستريا انزعاجا في الجماعة وفي النقابات العمالية على حد سواء وربما يتم التوصل لاتفاق يفسح المجال أمام ابرام اتفاقات مفصلة لعمال كل قطاع في اطار النظام الحالي. وقال وزير العمل الايطالي الاسبق تيزيانو تريو "اعتقد انهم سيحصلون عليه وستبقى فيات في كونفندوستريا ... بدون استثناءات أوسع نطاقا للعقد الوطني فسينهار النظام بأكمله."