رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري للصحفيين يوم السبت إن إسرائيل والفلسطينيين يحرزون تقدما نحو التوصل إلى "اتفاق إطاري" يضع الخطوط الارشادية لمحادثاتهما حول اتفاق سلام رسمي لكن ما زالت هناك خطوات ينبغي على الجانبين اتخاذها. جاءت تصريحات كيري بعد محادثات منفصلة مع الزعيمين الفلسطيني والإسرائيلي. وعبر كيري عن تفاؤله إلى حد ما تجاه فرص إنهاء الصراع رغم شكوك الجانبين المعلنة في الآونة الأخيرة وعدم ظهور أي علامات ملموسة على التحرك. ويحاول كيري في زيارته العاشرة للمنطقة خلال عام وضع ما يسميه مسؤولون أمريكيون "إطارا" للخطوط الإرشادية العامة للاتفاق على أن يتم بلورة التفاصيل في وقت لاحق. وقال وزير الخارجية الأمريكي بعد اجتماعه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس "أنا واثق بأن المحادثات التي أجريناها في اليومين الماضيين تمخضت بالفعل عن بلورة (أفكار) بل وحل أنواع معينة من القضايا وأتاحت فرصا جديدة للآخرين." وأبلغ كيري الصحفيين في رام الله بالضفة الغربية أنه لم يتم الوصول إلى المستوى المنشود حتى الآن "ولكننا نحرز تقدما." وأمضى كيري نحو ثماني ساعات مع عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي التقى معه مجددا في القدس يوم السبت. وقال كيري إنه سيزور الاردن والسعودية يوم الأحد للقاء العاهلين الاردني الملك عبد الله الثاني والسعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لبحث محادثات السلام التي استؤنفت يوم 29 يوليو تموز بعد توقفها ثلاث سنوات. ويعد الدعم العربي الواسع حاسما اذا كان الفلسطينيون سيقدمون التنازلات التي من المرجح ان يثبت انها ضرورية للتوصل لاتفاقية سلام مع اسرائيل. وقال كيري ايضا انه يعتزم الاجتماع مع مجموعة من وزراء الخارجية العرب مطلع الاسبوع. وكان كيري قال لدى وصوله إلى القدس يوم الخميس إن الإطار الذي يسعى لإعداده يهدف إلى معالجة جميع القضايا الجوهرية في الصراع ومن بينها الحدود والأمن ووضع اللاجئين الفلسطينيين ومصير القدس. وعبر الجانبان عن شكوكهما إزاء جهود كيري. وأبدى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شتاينتز الذي يحظى بثقة نتنياهو يوم السبت تشككه في نوايا عباس. وقال "لدينا شك كبير في استعداد أبو مازن (عباس) للتوصل إلى اتفاق... فنحن نرى أن التحريض القوي ومعاداة السامية من جانب السلطة الفسلطينية تحت قيادته (عباس) يشكل عقبة رئيسية في طريق التوصل لاتفاق." وندد محتجون فلسطينيون في رام الله يوم الجمعة بجهود وزير الخارجية الأمريكي وهتفوا قائلين "يا كيري يا جبان في فلسطين ما لك مكان". وحث رئيس وفد المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إسرائيل على التوقف عن البناء في المستوطنات اليهودية بالأراضي المحتلة وهدم المنازل الذي تعتبره جماعات حقوقية نوعا من العقاب الجماعي. غير أنه دافع عن عملية السلام قائلا إنه لن يستفيد أحد من نجاح جهود كيري أكثر من الفلسطينيين ولن يخسر أحد من فشلها أكثر منهم. (إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية)