وقعت مواجهات الاربعاء بين جيش جنوب السودان والمتمردين في ولاية الوحدة النفطية في وقت اجاز مجلس الامن الدولي ارسال نحو ستة الاف جندي دولي اضافي لتعزيز قوة الاممالمتحدة في جنوب السودان (مينوس) في محاولة لوقف النزاع في جنوب السودان. وحصيلة المعارك التي اندلعت في 15 كانون الاول/ديسمبر من المواجهات العنيفة بين قوات الرئيس سلفا كير وخصمه رياك مشار بلغت الاف القتلى، بحسب الاممالمتحدة التي اعلنت اكتشاف مقبرة جماعية. ولجأ نحو 50 الف مدني على الاقل من جنوب السودان الى قواعد الاممالمتحدة بينهم 20 الفا في العاصمة جوبا بحسب ما افادت الاممالمتحدة الثلاثاء. وفر مئات الاف الاشخاص الاخرين على الارجح الى الادغال. وقال وزير الاعلام الجنوب سوداني مايكل مكوي لوكالة فرانس برس "تدور معارك في ملكال (عاصمة ولاية النيل الاعلى النفطية في شمال البلاد) منذ هذا الصباح بين القوات الحكومية والمتمردين"، نافيا ان يكون المتمردون استولوا على هذه المدينة الهامة. وتعد السيطرة على الولايات النفطية في شمال البلاد رهانا استراتيجيا بالنسبة للطرفين. واليوم الاربعاء ما زال المتمردون يسيطرون على بنتيو عاصمة ولاية الوحدة، الولاية النفطية الرئيسية، لكن القوات الحكومية قالت انها تستعد لاستعادة المدينة. ولمواجهة تصاعد الازمة الانسانية في هذا البلد، اجاز مجلس الامن الدولي الثلاثاء ارسال نحو ستة الاف جندي دولي اضافي لتعزيز قوة الاممالمتحدة في جنوب السودان (مينوس). وتبنى مجلس الامن باجماع اعضائه ال15 قرارا يرفع السقف المسموح به لعديد جنود قوة الاممالمتحدة من سبعة الاف الى 12 الفا و500 جندي، فيما سيبلغ عديد عناصر الشرطة 1323 عنصرا بعدما كان 900. وبذلك، تصبح قوة مينوس ثالث بعثة اممية لحفظ السلام في العالم لجهة عدد الجنود الدوليين، بعد بعثتي جمهورية الكونغو الديموقراطية ودارفور. لكن الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ابلغ المجلس بان اعادة الانتشار هذه "لن تتم بين ليلة وضحاها" وان الاممالمتحدة "لا يمكنها حماية جميع المدنيين" في جنوب السودان. واضاف ان هذا الامر يعود الى طرفي النزاع عبر الدعوة الى مفاوضات بين الرئيس كير وخصمه مشار. واستعادت حكومة جنوب السودان مساء الثلاثاء السيطرة على مدينة بور عاصمة ولاية جونقلي التي تقع على بعد مئتي كلم شمال جوبا، والتي كانت سيطر عليها المتمردون في 9 كانون الاول/ديسمبر الماضي. وقال وزير الاعلام الجنوب سوداني مايكل مكوي ان الجيش يواصل الاربعاء "تنظيف" بعض جيوب المتمردين في المنطقة. واضاف "هناك عمليات جارية صباح اليوم ضد جيوب المتمردين في منطقة المطار. ويقوم الجيش بتنظيفها، ولكن معظم المتمردين الذين كانوا في المدينة فروا منها". ويشهد جنوب السودان منذ 15 كانون الاول/ديسمبر مواجهات عنيفة منذ اتهم الرئيس كير نائبه السابق الذي اقيل في تموز/يوليو بتنفيذ محاولة انقلاب قبل اسبوع. ونفى مشار هذا الامر متهما كير بانه يريد القضاء على خصومه. وفي الفاتيكان دعا البابا فرنسيس في رسالته "الى المدينة والعالم" لمناسبة عيد الميلاد الى وقف اعمال العنف في جنوب السودان وافريقيا الوسطى. ودعا البابا من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان الى "تشجيع الوفاق في جنوب السودان حيث تسببت التوترات الحالية بسقوط ضحايا وتهدد التعايش السلمي في الدولة الفتية". ولم تثمر الدعوات الدولية من اجل وقف المعارك الى اي نتيجة، وكان الخصمان المتحاربان قد وافقا على وقف المعارك وبدء حوار ولكن دون تحديد موعد لذلك. وفي رسالة الى الامة بمناسبة عيد الميلاد، اعترف الرئيس كير بوقوع اقتتال اتني في البلاد، وقال "هناك حاليا اناس يستهدفون الاخرين بسبب انتماءاتهم القبلية الخاصة"، محذرا من ان "هذا سيقود دولتنا الجديدة الى حالة من الفوضى". وعثر على مقبرة جماعية تضم 34 قتيلا على الاقل في جنوب السودان في بنتيو عاصمة ولاية الوحدة النفطية (شمال) بحسب ما اعلنت الثلاثاء في جنيف نافي بيلاي المفوضة العليا في الاممالمتحدة المكلفة حقوق الانسان. وقالت بيلاي في بيان نشر في جنيف "لقد عثرنا على مقبرة جماعية في بنتيو ويمكن ان يكون هناك مقبرتان جماعيتان في جوبا". والاثنين، اكد الامين العام للامم المتحدة ان المنظمة الدولية ستحقق "حول اتهامات (بارتكاب) انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان وجرائم ضد الانسانية".