جوبا (رويترز) - تبدأ الولاياتالمتحدة يوم الأربعاء إجلاء موظفي سفارتها غير الأساسيين ومواطنين أمريكيين من جنوب السودان بعد اشتباكات أدت إلى مقتل حوالي 500 شخص وأثارت مخاوف من صراع أوسع في الدولة التي قامت منذ عامين فقط. واندلعت اشتباكات مسلحة مساء الأحد بين فصائل الجيش وتركزت حول اثنتين من ثكنات الجيش بالقرب من العاصمة جوبا فيما وصفته الحكومة بأنه محاولة انقلاب. وقال سكان إن الهدوء ساد جوبا يوم الأربعاء بعد إطلاق نار متقطع خلال الليل. وعادت حركة المرور ببطء إلى الشوارع وقال مسؤولون إن المطار سيعاد فتحه يوم الأربعاء. وقالت الحكومة إنها اعتقلت عشرة أشخاص بينهم سبعة وزراء سابقين فيما يتعلق "بانقلاب تم إحباطه" وإنها تريد استجواب آخرين من بينهم نائب الرئيس السابق ريك مشار. وحثت الولاياتالمتحدة مواطنيها على مغادرة جنوب السودان وقالت انها ستبدأ في إجلاء مواطنيها من مطار جوبا في رحلات جوية نظمتها وزارة الخارجية الأمريكية. وقالت بريطانيا انها تجمع أسماء مواطنيها الذين يريدون المغادرة وقال سكان إن من المتوقع أن تحذو دول غربية أخرى حذوها. ويعيش ويعمل كثيرون من عمال الإغاثة في جوبا. وقال دبلوماسيون إن الأممالمتحدة تلقت تقارير تفيد بمقتل ما بين 400 و500 شخص وجرح زهاء 800 آخرين في الاضطرابات الأخيرة في البلاد. وقال أحد عمال الإغاثة في جوبا "يخشى معظم الناس مواجهة حشود أو رؤية جثث القتلى." وأضاف أن المدينة كانت أكثر هدوءا صباح يوم الأربعاء بعد أن استيقظ السكان على إطلاق نار كثيف وانفجارات المدفعية يومي الإثنين والثلاثاء. وحمل سلفا كير رئيس جنوب السودان انصار مشار مسؤولية الاشتباكات. وأقال الرئيس نائبه في يوليو تموز وبعدها قال مشار انه سيخوض انتخابات الرئاسة واتهم كير بالدكتاتورية. وكير الذي قال قبل الاشتباكات إن منافسيه يثيرون الخلافات التي أدت إلى إراقة الدماء في التسعينيات يواجه انتقادات لانه لم يفعل شيئا يذكر لتحسين المعيشة في احد أفقر دول أفريقيا منذ الاستقلال عن السودان في عام 2011. وكتب اريك ريفز الخبير في شؤون جنوب السودان في تقييم لأعمال العنف "يجب أن يدرك سلفا أن تهمة 'الدكتاتورية' قد استفحلت وأنه يجب أن يفعل ما هو ضروري للتخلص من هذا الوصف قدر الإمكان." وينتمي كير إلى جماعة الدينكا العرقية ومشار إلى جماعة النوير ووقعت بينهما اشتباكات في الماضي. لكن محللين يقولون إن الانقسامات في جنوب السودان تتعمق إذ أن الفصائل المتناحرة على أسس عرقية ظهرت على نطاق واسع في الجيش وربما تكون خارج سيطرة القادة. وقال ريفز "هناك عدد من الخطوات العاجلة يجب أن يتخذها (الرئيس) لضمان ثقة المجتمع الدولي وتهدئة جماعة النوير في منطقة جوبا ومناطق أخرى... يجب أن يضمن عدم انتشار القتال." وقال محللون إن الصراع بين الجنوبيين قد يضر تدفق المساعدات الحيوية ويمكن أن تستغله حكومة السودان. وكثيرا ما دخل جنوب السودان في خلافات سياسية مع السودان مما أدى إلى توقف إنتاج النفط وصادراته 15 شهرا عبر خط أنابيب يمر في اراضي السودان وقطع المصدر الوحيد تقريبا لإيرادات الدولة الوليدة. وعلى الرغم من أن القتال تركز حول العاصمة كانت هناك بعض التقارير عن اشتباكات في مناطق أخرى. وقال حسين مار نائب حاكم ولاية جونقلي إن القتال في اثنتين من الثكنات على بعد بضعة كيلومترات من بلدة بور حيث قتل جنود موالون لمشار المئات من الدينكا عام 1991. وقال ماجوك قواندونق سيب سفير جنوب السودان في كينيا للتلفزيون الكيني إن المطار سيعاد فتحه يوم الأربعاء. وقال إن الوضع في جوبا تحت السيطرة. (إعداد محمد اليماني للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)