قتل 20 شخصا على الاقل الثلاثاء في قصف بالطيران على احياء يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في شرق مدينة حلب في شمال سوريا، في اليوم الثالث من حملة قصف جوي مركز ودام تتعرض لها حلب، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. واشارت منظمة "اطباء بلا حدود" الى سقوط مئة قتيل خلال الايام الماضية في حملة القصف على حلب، مشيرة الى اكتظاظ في المستشفيات التي تفتقر الى تجهيزات وادوية. وافاد المرصد بعد ظهر الثلاثاء عن سقوط قتيلين أحدهما في ال18 من عمره، "جراء قصف بالبراميل المتفجرة من الطائرات في حي طريق الباب" في حلب، ما يرفع حصيلة القصف الجوي على المدينة الثلاثاء الى عشرين. وكان المرصد افاد في وقت سابق عن مقتل 15 شخصا بينهم طفلان وفتى وسيدة في قصف بالطيران الحربي على مناطق في حي الشعار، ومقتل ثلاثة اشخاص في قصف مماثل على حي المعادي. وطال القصف الجوي ايضا حيي القاطرجي وضهرة عواد. وقتل الثلاثاء عشرون شخصا في قصف جوي على حيي الانذارات والانصاري. وقال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في بيان الثلاثاء ان القصف طال الاثنين مدرسة للتعليم الأساسي. واعتبر ان "الغارات الممنهجة" على حلب تكشف "عن حقيقة الموقف الذي يتبناه النظام من جنيف2 ومن أي حل سياسي"، مشيرا الى ان المجتمع الدولي يبدو "غير مهتم أو معني بالقيام بأي جهد من شأنه إنجاح المؤتمر، وعاجزاً عن اتخاذ موقف جاد يضمن وقف شلال الدم". وكان قتل الاحد 76 شخصا بينهم 28 طفلا في قصف "بالبراميل المتفجرة" نفذته القوات النظامية على ستة احياء في حلب على الاقل، في حصيلة هي من الاكثر دموية منذ لجوء النظام الى سلاح الطيران في مواجهته مع المقاتلين المعارضين قبل 18 شهرا، بحسب المرصد. وتقع كل هذه الاحياء المستهدفة في الجزء الشرقي من المدينة وهي تحت سيطرة مقاتلي المعارضة، بينما يسيطر النظام اجمالا على الاحياء الغربية. ونقلت منظمة "اطباء بلا حدود" في بيان مساء عن مصادر طبية محلية "ان موجة الغارات الجوية خلال الايام الاخيرة على مدينة حلب اوقعت حوالى مئة قتيل والعديد من الجرحى"، وان المنظمة "تقدم الدعم بالمعدات لمستشفيات المنطقة لكي تتمكن من التعامل مع الحالة الطارئة". وتابع البيان ان "المروحيات السورية بدأت بالقاء براميل من المتفجرات في 15 كانون الاول/ديسمبر على مناطق عديدة في شرق حلب. وعلى الرغم من انتشار المعاناة، لا تزال هذه الاعتداءات مستمرة اليوم وتسببت باضرار كبيرة في مناطق ماهولة". واكدت اصابة مدرسة في القصف ودوار ينتظر عليه الناس سيارات النقل العام. واشار البيان الى ان هذه "الحالة الطارئة جعلت مستشفيات حلب مكتظة مع علاجات قليلة او من دون علاجات". ونقل البيان عن منسق عمليات المنظمة في حلب ايتور زابالغوجاسكوا قوله ان "الاعتداءات المتكررة تقود الى الفوضى وتجعل مساعدة المرضى امرا اكثر صعوبة، ما يهدد بزيادة عدد الوفيات". وطالبت المنظمة كل الاطراف في النزاع السوري "وخصوصا الحكومة السورية في هذه المرحلة بوقف استهداف البنى التحتية للمدنيين، مثل المستشفيات والمدارس". وبقيت حلب التي كانت تعد العاصمة الاقتصادية لسوريا، مدة طويلة في منأى عن النزاع المستمر منذ 33 شهرا في البلاد. الا انها تشهد منذ صيف 2012 معارك شبه يومية. في دمشق، ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية "سانا" ان شخصين قتلا في حي المهاجرين في شمال غرب العاصمة نتيجة سقوط قذيفة هاون. وقالت الوكالة ان أحد القتيلين طفل، مشيرة الى الاعتداء نفذه "ارهابيون". كما اصيب ثلاثة مواطنين آخرين بجروح. من جهة اخرى، اورد المرصد السوري ان الدولة الإسلامية في العراق والشام أفرجت عن 71 مواطنا كرديا كانت خطفتهم في 13 كانون الاول/ديسمبر في شمال البلاد، ولا تزال تحتجز اثنين. وكانت الدولة الإسلامية اقتحمت فجر ذلك اليوم قرية احرص في ريف مدينة إعزاز في محافظة حلب، وخطفت ما لا يقل عن 120 كرديا، واقتادتهم إلى جهة مجهولة. وافرجت في اليوم التالي عن 48 منهم وبقي 73 تم اطلاق 71 منهم اليوم. كما لا تزال الدولة الاسلامية تحتجز، بحسب المرصد، "منذ الثاني من الشهر الجاري 57 مواطناً كردياً على الأقل بينهم طفلان وسيدة وسبع فتيات"، كانت خطفت 51 منهم من مدينة منبج وقراها ومدينة جرابلس في حلب، وأفرجت لاحقا عن خمسة منهم. ثم خطفت قبل اسبوع 11 اخرين بينهم سيدة وفتاة من جرابلس.