كييف (رويترز) - لم يقدم رئيس أوكرانيا فيكتور يانوكوفيتش تنازلات تذكر يوم الجمعة في محادثات مع المعارضة حول الأزمة السياسية في البلاد في أول مسعى مباشر منه لانهاء الاضطرابات المستمرة منذ أسابيع بسبب تحول سياسي نحو روسيا بعيد عن أوروبا. وجاء الاجتماع مع تدفق المحتجين على العاصمة من أقاليم أغلبها مؤيد للغرب للمشاركة في مظاهرة حاشدة يوم الأحد لدعم الآلاف المعتصمين بالفعل في ميدان الاستقلال في كييف الذي أصبح مركز المظاهرات في الآونة الأخيرة. وفي الوقت نفسه طالبت روسيا الاتحاد الأوروبي بألا يتدخل في شؤون أوكرانيا. وبدأ يانوكوفيتش في استجابة لمطالب المجتمع الدولي محادثات مائدة مستديرة مع المعارضة في محاولة لإيجاد مخرج من الأزمة التي وضعت أوكرانيا في قلب لعبة شد الحبل بين الشرق والغرب. لكن من غير المرجح على ما يبدو أن تحول المحادثات دون الحد من تزايد الغضب ضده يوم الأحد نظرا لإصرار المعارضة على مطالب أساسية من بينها إقالة حكومته. وقال السياسي المعارض فيتالي كليتشكو بطل الملاكمة السابق "هذه المائدة المستديرة إعلان فقط ولم تتخذ خطوة واحدة للاستجابة للمعارضة. لدي انطباع بأن السلطات لم تستمع اليوم إلى مطلب واحد من مطالب المعارضة." وبالرغم من المحادثات التي أجرتها حكومة يانوكوفيتش في بروكسل بهدف الحصول على مساعدة مالية من الاتحاد الأوروبي لبلاده التي شارفت على الإفلاس لا يزال يانوكوفيتش على ما يبدو ماضيا في خططه لزيارة موسكو يوم 17 ديسمبر كانون الأول لتوقيع اتفاق تجاري تخشى المعارضة أن يغلق الباب أمام الاندماج مع أوروبا. وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الجمعة إنه يتعين على أوكرانيا تفادي "الانشطار" مما يسلط الضوء على المخاطر السياسية الكبيرة التي تواجهها البلاد. وأضاف أن ظهور سياسيين من الاتحاد الأوروبي في احتجاجات كييف "تدخل فظ" في شؤون أوكرانيا في إشارة واضحة إلى زيارة قامت بها مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون ووزراء خارجية بالاتحاد لمواقع الاحتجاج في الأسابيع الماضية. ومثلت محادثات المائدة المستديرة أول اجتماع مباشر لأحد زعماء المعارضة مع يانوكوفيتش بشأن الأزمة حول السياسة تجاه أوروبا التي بدأت منذ شهور واشتعلت في 21 نوفمبر تشرين الثاني عندما أعلنت الحكومة التراجع فجأة عن اتفاق سياسي وتجاري مع الاتحاد الأوروبي بعد سنوات من الإعداد والسعي لإحياء العلاقات التجارية مع موسكو بدلا من ذلك. وحاول يانوكوفيتش في تصريحات خلال محادثات المائدة المستديرة تبني موقف محايد في الصراع الذي تعاملت فيه الشرطة بشدة مع احتجاجات سلمية. ودافع أيضا عن تغيير سياسته تجاه موسكو قائلا إنه لا يمكن علاج المشاكل الاقتصادية لبلاده بدون استعادة العلاقات التجارية الطبيعية مع روسيا. وفي لفتة لاسترضاء المعارضة قال إنه سيقترح عفوا عن الذين احتجزوا في المظاهرات في الآونة الأخيرة لكنه لم يشر إلى إقالة رئيس الوزراء ميكولا أزاروف استجابة لمطلب المعارضة الرئيسي.