تضرب موجة من البرد الخميس منطقة الشرق الاوسط حيث اودت بحياة طفلين سوريين حسبما قالت المعارضة، بينما ادت الاحوال الجوية السيئة الى اغلاق مدارس وزيادة الصعوبات في حياة النازحين السوريين وخصوصا في لبنان. وتتأثر سورياولبنانوالاردن ومصر واسرائيل وتركيا والاراضي الفلسطينية بعاصمة ثلجية ترافقها امطار غزيرة وتدني كبير في درجات الحرارة. وتوفي طفلان احدهما في شهره السادس بردا في سوريا التي تجتاحها العاصفة، بحسب ما ذكر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية وناشطون اليوم الخميس. وقال مسؤول في المكتب الاعلامي للائتلاف سونر احمد لوكالة فرانس برس "توفي الطفل حسين طويل، وهو طفل في شهره السادس امس نتيجة البرد في مدينة حلب" في شمال سوريا التي تساقط فيها الثلج خلال الساعات الماضية. واضاف ان الطفل "كان في منزل متضرر على الارجح (بسبب المعارك) ولم يتمكن من الصمود".، مشيرا الى ان "طفلا آخر توفي امس في مدينة الرستن" الواقعة في محافظة حمص في وسط البلاد، من دون ان يتمكن من اعطاء تفاصيل اضافية. وبث ناشطون الخميس شريط فيديو يظهر جثة طفل بدت ذراعاه مرفوعتين في الهواء، مجلدتين على الارجح. وقال المصدر تعليقا على صور الطفل الملفوف ببطانية "الاطفال يموتون بردا في الرستن". واذا كانت مثل هذه العاصفة امرا عاديا في مثل هذا الفصل، بحسب الارصاد الجوية، الا ان تداعياتها اكثر قسوة من السنوات العادية بسبب غياب الحماية والمأوى المناسب لمئات الاف السوريين المتضررين بسبب حرب مدمرة مستمرة منذ حوالى ثلاث سنوات، والنازحين واللاجئين الذين يعيشون في مخيمات هشة ومنازل غير مجهزة بوسائل التدفئة. واعلنت وزارة التربية السورية تعطيل المدارس الخميس في كل المحافظات السورية "نظرا للظروف المناخية والعاصفة الثلجية". وفي لبنان، حيث يعيش آلاف اللاجئين السوريين في خيام هشة في مناطق لبنانية مختلفة، عبرت المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة عن قلقها على اوضاعهم. لكن على الرغم من كل هذه الجهود، تقول ليزا ابو خالد من المفوضية "نحن قلقون لان البرد قارس في منطقة البقاع (شرق)، ونحن قلقون خصوصا على اللاجئين الذين يعيشون في خيم، لان بعض هذه الامكنة تفتقر الى الحد الادنى من الحماية". بين المساعدات التي تقدمها المفوضية بطانيات من الصوف وفرش بلاستيكية وفرش عادية للذين تضررت فرشهم نتيجة العاصفة. وقال صقر (13 عاما) لصحافي من وكالة فرانس برس في مخيم بالقرب من سعد نايل شرق لبنان "عندما يذوب الثلج يتحول الى طين داخل الخيام والخيام تنهار تحت ثقله". واكد مدير مصلحة الارصاد الجوية في لبنان مارك وهيبي ان "الامطار ستصبح اكثر غزارة بعد ظهر الخميس وثلوج اعتبارا من ارتفاع 500 متر. الوضع سيستمر كذلك الجمعة قبل ان يتحسن الطقس السبت". وفي الاردن، قررت الحكومة تعطيل الوزارات والدوائر الحكومية اليوم بسبب سوء الأحوال الجوية والتساقط الكثيف للامطار والثلوج، على ما افاد مصدر رسمي. كما قرر البنك المركزي تعطيل دوام المصارف في المملكة. وكان النسور قرر الاربعاء تعطيل الجامعات والمدارس الحكومية والخاصة "نظرا للظروف الجوية التي تسود المملكة وحرصا على سلامة الطلبة ولتوفير الظروف والاجواء المناسبة للجهات المعنية للتعامل مع الحالة الجوية". ودعت مديرية الامن العام المواطنين عبر التلفزيون الرسمي الى اخذ الحيطة والحذر وعدم الخروج من المنازل الا للضرورة القصوى خصوصا في المناطق التي تشهد تساقطا كثيفا للثلوج و"رؤية شبه معدومة". وتتوقع دائرة الارصاد الجوية في الاردن استمرار التساقط الغزير للامطار والثلوج اليوم الخميس وغدا الجمعة مع درجات حرارة حول الصفر المئوي. من جهة اخرى، قال مدير ادارة شؤون مخيمات اللاجئين السوريين العميد وضاح الحمود لوكالة فرانس برس انه "حتى الآن لم تقع اي حوادث تذكر في المخيمات، نحن جاهزون للتعامل مع أي طارىء" نظرا للظروف الجوية. واضاف ان "كارفانات (منازل متنقلة) جديدة وزعت على اللاجئين السوريين بحسب الدور بحيث وصل عددها الان في المخيم الى 20 الف كارفان، الا ان هناك ثلاثة الاف خيمة لم تستبدل بعد لكن سيتم ذلك بالتعاون مع المنظمات الانسانية العاملة بالمخيم". واعلن الحمود الاربعاء خطة طوارىء لتأمين اللاجئين السوريين في مخيم الزعتري (85 كم شمال- شرق عمان) قرب الحدود مع سوريا والذي يأوي اكثر من 120 الف لاجئ، في ظل العاصفة الجوية التي تضرب البلاد. وقال هيثم صياد، من المخيم ، لفرانس برس "الوضع هذا الشتاء افضل من العام الماضي، لحسن حظي املك كارفان الآن بعد انتظار دام اكثر من 300 يوم لاستلامه". واضاف واولاده الاربعة يتحلقون حول مدفأة كهربائية صغيره (قدرتها 1000 واط) داخل الكارفان "نحتاج مدفأة فالجو بارد جدا هنا، اشتريت هذه المدفأة الصغيرة لان اولادي لا يحتملون البرد ولازلت انتظر استلام مدفأة أفضل من المنظمات الانسانية". واكد ان عددا من جيرانه في الخيام تركوها ليسكنوا مع اقارب لهم في كارفانات او في عمان ومدن اخرى، بينما عاد البعض لسوريا لتفادي الاوضاع المزرية. ويستضيف الاردن الذي يملك حدودا تمتد لاكثر من 370 كيلومترا مع سوريا، اكثر من نصف مليون لاجئ سوري منهم نحو 120 الفا في مخيم الزعتري. وقد اغلقت المدارس في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة ايضا اليوم. وفي القدس القديمة غطت الثلوج قبة الصخرة والمسجد الاقصى وكنيسة القيامة والقبب القديمة وصعد الاولاد الى اسطح منازلهم للعب في الثلج. كما اعلنت السلطة الفلسطينية تعطيل المدارس والدوائر الحكومية في الضفة الغربية باستثناء مؤسسات الطوارئ لنفس السبب. وقررت حركة حماس التي تسيطر على غزة تعطيل المدارس في القطاع. وتساقطت الثلوج منذ ساعات الصباح الباكر في القدس ورام الله وبيت لحم والخليل ونابلس التي غطتها طبقة ثلج من عدة سنتيمترات، بحسب ما افاد خبراء الاحوال الجوية. وفي ايران، تضرب العاصفة الثلجية غرب البلاد وادت الى عزل مئتي قرية في محافظة كردستان. وهطلت امطار غزيرة شمال صحراء سيناء المصرية ما ادى الى انقطاع التيار الكهربائي واغلاق المرافئ، كما قالت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية. واخيرا، هطلت ثلوج كثيفة فوق المناطق الحدودية لتركيا مع سوريا. وقال مسؤول تركي لوكالة فرانس برس ان "الاجراءات اللازمة" اتخذت لمساعدة حوالى مئتي الف لاجئ سوري في مخيمات في المنطقة.