تدفقت الإمدادات الطارئة يوم السبت على منطقة وسط الفلبين التي ضربها الإعصار المدمر هايان بعد طول انتظار لتصل إلى الأسر البائسة التي صارعت الموت على مدى أيام للنجاة بحياتها فيما بدأ الناجون في إعادة بناء المنازل المدمرة في الوقت الذي ضاعفت فيه الأممالمتحدة تقديرها لعدد المشردين إلى نحو مليوني شخص. ولكن جهود الإغاثة لم تكتمل بعد وما زالت الجثث ملقاة على الأرض في حين حاول رجال الانقاذ إخلاء المناطق المنكوبة اليوم السبت بعد أكثر من أسبوع من مقتل ما لا يقل عن 3633 ألف شخص جراء الإعصار هايان الذي صاحبته رياح عاتية اقتلعت الأشجار وأمواج عالية تشبه أمواج المد (تسونامي). وقال ماريكسي ميركادو المتحدث باسم صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف) للصحفيين في جنيف "إننا قلقون جدا على ملايين الاطفال." وتشير الإحصاءات الوطنية الرسمية إلى أن 1179 شخصا صاروا في عداد المفقودين. ويقول الناجون والمسؤولون في تاكلوبان أكثر المناطق تضررا من الإعصار إن حصيلة القتلى قد تصل إلى عدة آلاف في المدينة وحدها مع اكتشاف المزيد من الجثث كل ساعة. وبعد تأجيلات لفترة طويلة أقام مئات من عمال الإغاثة الدوليين مستشفيات مؤقتة ونقلوا الإمدادات بشاحنات يوم السبت بينما نقلت طائرات هليكوبتر من حاملة طائرات أمريكية أدوية ومياه لمناطق نائية منكوبة تفتقر فيها بعض العائلات إلى الطعام ومياه الشرب منذ أيام. ومن المقرر أن يزور الرئيس الفلبيني بنينو أكينو المناطق المتضررة من الإعصار الأحد. وتعرض اكينو الذي فوجئ بحجم الكارثة لانتقادات بسبب بطء وتيرة توزيع المساعدات وعدم وضوح تقديرات عدد الضحايا خصوصا في تاكلوبان عاصمة إقليم ليتي الأكثر تضررا. وكتبت حصيلة القتلى على لوحة إعلانات بمجلس مدينة تاكلوبان وتدفن الجثث في مقابر جماعية منذ يوم الخميس. وقال الفريد روموالديز رئيس بلدية تاكلوبان إن بعض السكان ربما جرفتهم المياه إلى البحر بعد أن ضربت أمواج عاتية مثل تسونامي المناطق الساحلية. وذكر أن إحدى المناطق التي كان يقطنها ما بين عشرة آلاف و12 ألف نسمة أصبحت الآن مهجورة. وذكر مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن عدد المشردين جراء الإعصار ارتفع إلى 1.9 مليون شخص من 900 ألف. وتعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم السبت بتقديم 30 مليون جنيه استرليني (48 مليون دولار) لوكالات الإغاثة الدولية العاملة في الفلبين. وتعتزم اليابان إرسال 1180 جنديا إلى الفلبين وهو أكبر عدد من القوات تنشره في الخارج للإغاثة من الكوارث. ومن المقرر أن تغادر سفينة نقل ومدمرة يابانيتان إلى الفلبين في غضون أيام قليلة وعلى متنهما طائرات هليكوبتر تساهم في توصيل المساعدات. غير أن كريستالينا جورجيفا المفوضة الأوروبية للتعاون الدولي والمساعدات الإنسانية والاستجابة للأزمات قالت إن عمليات الإغاثة الأولية غير المكتملة أبرزت الحاجة إلى استكمال استعداد الوكالات الدولية والحكومات المحلية لكوارث طبيعية أكثر تكرارا وخطورة. وتتدفق المساعدات العسكرية الأمريكية إلى الفلبين منذ يوم الخميس عندما وصلت حاملة الطائرات جورج واشنطن وسفن مرافقة لها قبالة ساحل إقليم سامار في شرق البلاد وعلى متنها طاقم من خمسة آلاف فرد وأكثر من 80 طائرة. وقالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أمس الجمعة إن سفن البحرية الأمريكية ستغادر أوكيناوا في اليابان "في الساعات المقبلة" وعلى متنها ألف بحار وفرد إضافي من مشاة البحرية يساهمون في جهود الإغاثة. وتشير تقديرات الجيش الأمريكي إلى أنه أرسل نحو 283 ألف كيلوجرام من إمدادات الإغاثة الأمريكية إلى الفلبين حتى الآن. وتشير تقديرات الجيش الأمريكي أيضا الى أنه أرسل حوالي 1200 عامل إغاثة إلى تاكلوبان ونقل ما يقرب من 2900 شخص مشرد جوا من المناطق المنكوبة حتى الآن. من أوبري بلفورد (إعداد عبد المنعم درار للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)