جددت السلطات السعودية عزمها مواصلة الحملات الامنية للتفتيش عن العمالة الاجنبية المخالفة حتى يصبح جميع المقيمين نظاميين، في حين اعلن سفير اثيوبيا ان ما لا يقل عن 23 الفا من مواطني بلاده ينتظرون اجراءات ترحيلهم من المملكة. ونقلت صحيفة "عرب نيوز" الاربعاء عن السفير محمد حسن كبيرا قوله "تم ابلاغنا بان 23 الف اثيوبي سلموا انفسهم". واضاف ان السفارة تدخلت لان العديد من العمال المخالفين لم يعرفوا الطريقة التي يجب اتباعها بعد انتهاء مهلة تصحيح الاوضاع، في اشارة الى سبعة اشهر منحتها السلطات السعودية للعمالة المخالفة. واكد ان سفارة اثيوبيا ساعدت اكثر من 38 الف من مواطنيها على تصحيح اوضاعهم خلال المهلة الزمنية التي انتهت في الرابع من الشهر الحالي. وغادر الالاف من الاثيوبيين المخالفين لنظام الاقامة حي منفوحة الشعبي في الرياض الى مراكز تجمع تمهيدا لترحيلهم من السعودية، في اعقاب اعمال شغب ومواجهات ادت الى مقتل ثلاثة اثيوبيين السبت الماضي، بحسب سلطات بلادهم. وفي حين اعلنت شرطة منطقة الرياض غداة الشغب مقتل شخصين احدهما سعودي واصابة عشرات اخرين بجروح بعضها خطرة، اكد امير الرياض الامير خالد بن بندر مقتل مواطن واثنين من العمالة المخالفة. وضمن القابعين في مراكز التجمع، الالاف من النساء فضلا عن اطفال ولدوا في المملكة. وقد نددت السلطات الاثيوبية الثلاثاء بمقتل ثلاثة من مواطنيها في المواجهات منددة بعمل "غير مبرر". واعمال الشغب التي تخللتها مواجهات في منفوحة كانت الاولى من نوعها منذ انطلاق حملات الدهم عن العمالة الاجنبية المخالفة. وكانت السفارة الاثيوبية اتهمت في بيان بعض "ضعاف النفوس" بمحاولة الاعتداء على النساء بعد ان اعتقلت الشرطة الشبان في حي منفوحة ما اسفر عن اعمال الشغب. وعبرت عن استنكارها "اعمال التحرش الجنسي والتعدي والترهيب والنهب والخطف الذي قام به بعض الشباب في الحي وتأمل السفارة ان تقوم السلطات السعودية بتقديم كل من قام بذلك للعدالة". لكن امير منطقة الرياض اكد ان الحملة الامنية "ليست موجهة ضد فئة معينة" انما تستهدف كل مخالف لنظام الاقامة والعمل. ونقلت عنه وسائل الاعلام قوله خلال لقائه مساء الثلاثاء عددا من العلماء والمسؤولين ان "الحملات التفتيشية الحالية من قبل وزارتي الداخلية والعمل ستستمر حتى تحقيق هدفها لكي يكون جميع المقيمين نظاميين". واشار الى اعمال شغب "تمت السيطرة عليها نتج عنها مقتل مواطن واثنين من العمالة المخالفة". واكد الامير ان ذلك "سيؤدي لتحقيق السيطرة الأمنية وحصول المواطن والمقيم على حقوقهما". واوضح ان بلاده "ليست الدولة الوحيدة التي تطبق هذا النظام بل في كافة دول العالم، كل يحافظ على أمن بلاده. وكل دولة ذات سيادة تحرص على أن يكون كل مقيم في بلادها بشكل نظامي". وحول تذمر مواطنين من ان الحملة أدت الى قصور في بعض المرافق وان الاسعار تغيرت، اجاب الامير خالد "نتابع مع وزارة التجارة عدم الاخلال بالسوق المحلي وتوفير جميع المواد الغذائية ومتطلبات المواطن". وفي اعقاب المواجهات في منفوحة، يحاول العديد من العمالة الاجنبية المخالفة التي لم تتمكن من تصحيح اوضاعها تسريع اجراءات الترحيل. وفي هذا السياق، اعلن المتحدث باسم شرطة جدة الملازم اول نواف البوق نقل عدد من الاشخاص من جنسيات متعددة يرغبون في ترحيلهم تجمعوا الى مراكز تجمع تمهيدا لترحيلهم. واضاف ان هؤلاء تجمعوا في احد شوارع جدة مساء الثلاثاء لان "اجراءات سفر البعض منهم لم تنته من قنصليات بلدانهم (...)وتم نقلهم جميعاً إلى دار الإيواء حتى إنتهاء إجراءات سفرهم ومن ثم مغادرتهم". واكد عدم حدوث اعمال شغب في الموقع مشيرا الى تعطل حركة السير فقط. وبدات السعودية قبل تسعة ايام طرد العمال الاجانب المخالفين لنظام الاقامة والعمل بعد انقضاء مهلة سبعة اشهر منحتها لهم لتسوية اوضاعهم او مغادرة المملكة. وفي هذا السياق، غادر اكثر من 900 الف عامل اجنبي مخالف لنظام الاقامة والعمل المملكة منذ مطلع العام الحالي. يشار الى وجود ما لا يقل عن تسعة ملايين وافد في المملكة تشغل غالبيتهم العظمى وظائف برواتب متدنية للغاية لا يقبلها السعوديون.