قبل اسبوعين من الانتخابات البلدية الكوسوفية المقررة في 3 تشرين الثاني/نوفمبر يواجه صرب شمال كوسوفو معضلة بين مقاطعة الاقتراع الذي تنظمه بريشتينا التي لا يعترفون بسلطتها ودعوة بلغراد الى المشاركة. وتقول سوزانا ميسيتش (35 عاما) استاذة الادب في كوسوفسكا ميتروفيتسا "اذا قررت عدم التصويت، فذلك بدافع الخوف على المستقبل. وهذا الخوف نفسه هو الذي قد يدفعني الى التصويت". وغالبية الصرب الذين استطلعت آراؤهم يؤكدون انهم سيقررون في اللحظة الاخيرة بخصوص المشاركة في انتخابات تنظمها بريشتينا لاول مرة منذ اعلان استقلال كوسوفو في شباط/فبراير 2008. ومشاركة حوالى 40 الف صربي يقيمون في شمال كوسوفو، المنطقة المتاخمة لصربيا حيث يشكلون غالبية وحيث لا تمارس بريشتينا اي سلطة تقريبا، يعتبر عاملا اساسيا لحسن سير هذه الانتخابات البلدية. وتمت الدعوة الى الانتخابات بموجب اتفاق بروكسل الهادف الى تطبيع العلاقات بين صربيا وكوسوفو والذي ابرم في نيسان/ابريل بين بلغراد وبريشتينا تحت رعاية الاتحاد الاوروبي. والصرب الذين يقيمون في جيوب كوسوفو وعددهم حوالى 80 الفا وسط غالبية ساحقة من الالبان، سبق ان شاركوا في انتخابات نظمتها سلطات كوسوفو. وصربيا التي تامل في ان تفتح قريبا مفاوضات انضمامها الى الاتحاد الاوروبي تشجع صرب كوسوفو على المشاركة في الانتخابات لا سيما صرب الشمال الذين ينص اتفاق بروكسل على منحهم بعض الحكم الذاتي. وفي مطلع ايلول/سبتمبر قامت بلغراد بحل المجالس البلدية لصرب شمال كوسوفو لمعاقبة بعض هؤلاء على معارضتهم تنظيم الاقتراع. وفي نهاية المطاف تم تسجيل عدة لوائح صربية. ويجوب الوزير الصربي المكلف شؤون كوسوفو الكسندر فولين هذه المنطقة بدون توقف منذ الايام الماضية لاقناع الصرب بالتوجه الى صناديق الاقتراع. وقال في زفيكان (شمال كوسوفو) "غداة الانتخابات، سيستمر الناس بالاقامة هنا لكنهم لن ينجحوا" بدون مشاركة في الانتخابات. لكن في هذا القسم من كوسوفو، ليس هناك اي مؤشرات تقريبا على وجود حملة انتخابية. لا ملصقات على الطرقات ولا تجمعات انتخابية. ودعا رئيس الوزراء ايفيتسا داسيتش السبت من جيب غراغانيتسا صرب كوسوفو الى "الاتحاد من اجل الدفاع عن مصالح صربيا بشكل افضل" في هذه المنطقة. وقال داسيتش "نطلب منكم التصويت، ان دولتكم تقول لكم ان ذلك يصب في مصلحتكم" لكنه لم يقم بزيارة ميتروفيتسا حيث ينشط جدا معارضو الاقتراع. وفي شوارع ميتروفيتسا تنتشر ملصقات تدعو الى مقاطعة الانتخابات. وعلى احداها صورة داسيتش يصافح نظيره الكوسوفي هاشم تاجي وكتب تحتها "افضل الا تتسخ يداي". وتجوب شوارع ميتروفيتسا من الصباح وحتى المساء شاحنة صغيرة عليها مكبر صوت تصدح منه الاغاني الوطنية ودعوات الى مقاطعة الانتخابات. ويقول ماركو جاكسيتش النائب عن التنظيم القومي المتشدد "دي اس اس" المعارض لاي تقارب بين صربيا والاتحاد الاوروبي "اذا صوتوا، سيستبدل الصرب دولتهم بدولة (كوسوفية) قامت على محنة الشعب الصربي. كل الناس هنا يدركون انها خيانة". اما دانييلا فويسيتش المرشحة على لائحة "المبادرة المواطنية صربسكا" فترى ان الانتخابات ستتيح للصرب تشكيل مؤسسات شرعية معترف بها من قبل بريشتينا والمجموعة الدولية. واضافت "اذا كانت المشاركة (الصربية) حاشدة فلن تتمكن بريشتينا بعد الان من اتخاذ قرارات بدون الصرب". من جهته يقول نيفينكا ميديتش (44 عاما) "لقد قاطعنا انتخابات نظمتها بريشتينا في السابق كما حصل في العام 2010. وهذا الامر منع الكوسوفيين من السيطرة على الشمال، فلماذا لا نقوم بالمثل الان". وفي حال قاطع صرب كوسوفو الانتخابات، فذلك يمكن ان يؤدي الى وضع غير منتظر وغريب وهو ان يصل الى رئاسة البلديات ذات الغالبية الصربية ممثلون البان لان الاحزاب الكوسوفية قدمت لوائح مرشحين في كل دوائر شمال كوسوفو. وقد دعي حوالى 1,5 مليون شخص لانتخاب رؤساء واعضاء مجالس 36 بلدية في كوسوفو من بين 102 احزاب ومنظمات.