قتل 31 عنصرا من القوات النظامية السورية ومسلحي المعارضة السبت في تفجير سيارة مفخخة واشتباكات جنوب شرق دمشق، فيما بدأ مبعوث الأممالمتحدة الخاص الى سوريا الأخضر الإبراهيمي جولة إقليمية في مصر تهدف الى التحضير لمؤتمر دولي حول السلام في سوريا. ميدانيا، افاد المرصد السوري لحقوق الانسان "ارتفع الى 15 عدد شهداء الكتائب المقاتلة الذين قضوا خلال الاشتباكات بين القوات النظامية السورية من طرف والوية الحبيب المصطفى وكتائب شباب الهدى وجبهة النصرة واحرار الشام وجيش الاسلام من طرف اخر" في بلدة المليحة جنوب شرق العاصمة السورية. وبدأت الاشتباكات صباحا "بتفجير مقاتل من جبهة النصرة نفسه بعربة مفخخة على حاجز القوات النظامية في محيط معمل تاميكو" الواقع بين بلدة المليحة ومدينة جرمانا. وكان المرصد اشار في وقت سابق الى "مقتل ما لا يقل عن 16 جنديا من القوات النظامية" في الانفجار والاشتباكات. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان مقاتلي المعارضة "يحاولون احكام سيطرتهم على الحاجز" الذي تم تفجيره، مشيرا الى النظام "يشن غارات جوية على المنطقة لمنع تقدم المقاتلين". واشار الى ان الاستيلاء على الحاجز الاستراتيجي والمنطقة المحيطة به من شأنه ان يجعل مدينة جرمانا، احد اماكن ثقل النظام، "مكشوفة" امام مقاتلي المعارضة. في المقابل، تحدثت وكالة الانباء السورية سانا عن "تفجير ارهابي انتحاري نفسه بسيارة مفخخة بكمية كبيرة من المتفجرات فى محيط شركة تاميكو للصناعات الدوائية" عند مدخل جرمانا من جهة المليحة ما تسبب ب"اصابة 15 مواطنا"، "اصابة معظمهم بليغة"، بالاضافة الى "وقوع اضرار مادية كبيرة في المكان". وبعد التفجير، اندلعت معارك عند اطراف جرمانا تخللها سقوط قذائف هاون مصدرها مسلحو المعارضة على هذه الضاحية التي تسيطر عليها القوات النظامية، بحسب سكان من جرمانا والمرصد الذي يعتمد في اخباره على شبكة من الناشطين في مختلف المناطق السورية، والذي وصف الاشتباكات ب"الاعنف" في المنطقة منذ بدء النزاع. وتقطن جرمانا غالبية من الدروز والمسيحيين، ونزحت اليها عائلات من المدن المجاورة التي تشهد عمليات عسكرية. وقد شهدت تفجيرات دموية متكررة خلال الاشهر الاخيرة كان اخرها في السادس من اب/اغسطس اسفر عن مقتل عشرات الاشخاص. كما شهدت المدينة، في الاونة الاخيرة، سقوط عدد من قذائف الهاون، ما ادى الى مقتل واصابة عدد من المدنيين. وعلى جبهة ثانية في حلب بشمال البلاد، "اعتقل مقاتلو دولة الاسلام في العراق والشام اكثر من 35 مقاتلا من الكتائب المقاتلة"، بحسب المرصد. ومنذ اسابيع تتكثف عمليات التصفية والمواجهات بين هذين الطرفين في المنطقة التي يشتركان فيها بمحاربة النظام. ورفع الائتلاف الوطني السوري المعارض من حدة لهجته اخيرا منتقدا دولة الاسلام في العراق والشام (داعش) ومتهما اياها "بسرقة الثورة". دبلوماسيا، يواصل المجتمع الدولي جهوده لعقد مؤتمر دولي لحل الازمة السورية يتوقع انعقاده في تشرين الثاني/نوفمبر. ولهذه الغاية، بدأ الموفد الخاص للامم المتحدة الاخضر الابراهيمي السبت في مصر جولة تقوده الى عدد من بلدان المنطقة بينها دمشق وطهران، بحسب ما اعلنت المتحدثة باسمه. وتاتي هذه الجولة قبل ايام من عقد اجتماع في لندن ل"مجموعة اصدقاء سوريا" الذي سيتناول ايضا مؤتمر جنيف 2. والتقى الابراهيمي في القاهرة وزير الخارجية المصري نبيل فهمي على ان يلتقي الاحد الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي. وصرح الابراهيمي اثر اللقاء مع فهمي للصحافيين ان "المباحثات تناولت الازمة في سوريا وهي ازمة قاتلة يتخبط فيها الشعب السوري الشقيق منذ عامين ونصف" عام. واضاف ان "هناك الان جهدا حثيثا من قبل جهات مختلفة على المستوى الدولي والاقليمي لعقد مؤتمر جنيف 2 ووضع الأخوة السوريين على طريق الحل السياسي الذي يعد وحده القادر على ان ينهي هذه الازمة بما يحقق طموحات الشعب السوري في الحرية والاستقلال ووحدة الشعب والتراب السوري وبناء كما يسميه البعض وانا منهم + الجمهورية السورية الجديدة+" . وتابع الابراهيمي "املنا ان ينعقد هذا المؤتمر.. وسيكون لمصر فيه دورها الطبيعي كدولة رائدة فى المنطقة، فهي دولة تؤثر على ما يجري فى الوطن العربي كله وخاصة في ما يتعلق بما يعانيه الشعب السوري". من جهته، قال فهمي عقب المباحثات ان "الحديث مع الابراهيمي دار حول الوضع في سوريا وما يتم حاليا من جهد للأعداد لمؤتمر جنيف 2 .. وقد أكدت من جانبي فى هذا الاطار تأييد مصر الكامل للحل السياسي للمشكلة السورية والحل الذي يحقق تطلعات وآمال الشعب السوري في حياة حرة ديموقراطية وكريمة للجميع ويحافظ على وحدة سوريا كدولة وعلى صيانة اراضيها". في موازاة هذه التطورات، تستمر عملية تفكيك الترسانة الكيميائية السورية. وبث التلفزيون الرسمي السوري في نشرته الاخبارية ليل الجمعة لقطات مصورة تظهر قيام مفتشي البعثة المشتركة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية والامم المتحدة بتفكيك واتلاف تجهيزات في مواقع لانتاج هذه الاسلحة وتخزينها. واعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي تتخذ من لاهاي مقرا الجمعة، ان البعثة المشتركة تحققت من 14 موقعا للانتاج والتخزين، من اصل 20 موقعا قدمت دمشق لائحة بها. واعتبرت موسكو السبت ان اقتراح وزير الخارجية الاميركي جون كيري بنقل مخزون الاسلحة الكيميائية السورية "في سفينة الى خارج المنطقة" لتدميره بشكل آمن، "سابق لاوانه".