قررت محكمة باكستانية الجمعة فرض الاقامة الجبرية مجددا على الرئيس السابق برويز مشرف لمدة اسبوعين بسبب مداهمة مسجد متطرف في العام 2007. واعتقلت الشرطة في وقت متاخر الخميس مشرف بسبب العملية العسكرية على المسجد الاحمر التي خلفت عشرات القتلى وذلك غداة امر من محكمة بالافراج عنه بكفالة في قضية اخرى. والرئيس السابق البالغ من العمر 70 عاما كان قيد الاقامة الجبرية في الفيلا التي يملكها بضواحي اسلام اباد منذ نيسان/ابريل بسبب سلسلة قضايا تعود الى فترة حكمه البلاد بين 1999 و 2008. ومنحته المحكمة العليا الاربعاء افراجا بكفالة في قضية مقتل زعيم متمرد، في خطوة كانت ستؤدي الى الافراج عنه فور استكمال الاجراءات القضائية. وسبق ان افرجت عنه المحكمة بكفالة في قضيتين اخريين ضده احداها تتعلق باغتيال رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو. وقال مسؤول في المحكمة لوكالة فرانس برس ان "المحكمة فرضت الاقامة الجبرية على مشرف لمدة 14 يوما. والموعد الجديد للجلسة حدد في 25 تشرين الاول/اكتوبر". من جهته اكد افشان عادل محامي الرئيس السابق هذه التفاصيل. واستهدف القضاء برويز مشرف بعد عودته الى باكستان في نهاية اذار/مارس بنية المشاركة في الانتخابات التشريعية في ايار/مايو "لانقاذ" بلاده من ازمة اقتصادية وتصاعد نفوذ حركة طالبان الباكستانية. لكن سرعان ما أمر القضاء بوضعه قيد الاقامة الجبرية في منزله الفخم في شاك شهزاد بضاحية العاصمة اسلام اباد. ومنع بالتالي من خوض الانتخابات التي فاز فيها رئيس الوزراء نواز شريف، الرجل الذي اطاح به مشرف من السلطة في 1999، ووجهت ضده عدة قضايا جنائية تعود الى فترة حكمه. وبرويز مشرف متهم باغتيال عدوته رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو في 2007 وبطرد قضاة بشكل احادي في تلك السنة عندما فرض حالة الطوارئ وبقتل أكبر بغتي الزعيم المتمرد في ولاية بلوشستان (جنوب غرب) المضطربة في عملية عسكرية قبل سنة من ذلك. واطلق سراح الجنرال مشرف الذي حكم البلاد من 1999 الى 2008، بكفالة في القضيتين الاوليين وافرجت عنه المحكمة الاربعاء بكفالة في قضية بغتي ما قد يفسح له المجال ليرحل الى الخارج. ودفع محامو مشرف كفالته الخميس في هذه القضية الاخيرة لكن في خطوة مفاجئة ألقت الشرطة القبض عليه مجددا مساء الخميس في اطار قضية رابعة وهي العملية الدامية التي شنها الجيش في 2007 ضد المسجد الاحمر في اسلام اباد حيث كان يعتصم اسلاميون متطرفون. ورغم ان محامي مشرف قالوا الاربعاء ان امر الافراج عنه بكفالة يعني انه اصبح حرا، الا انه عمليا سيبقى في منزله لان حياته في خطر. وتتولى حماية الفيلا التي يقيم فيها قوة من 300 عنصر شرطة وجيش. وقد هددت حركة طالبان بقتل الرئيس السابق الذي تحالف اباه فترة حكمه مع الولاياتالمتحدة في حربها ضد الارهاب بعد اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001. ومنذ فوز شريف في الانتخابات سرت شائعات متكررة بانه يمكن التوصل الى صفقة للسماح لمشرف بمغادرة البلاد قبل استكمال محاكمته. واحدى الفرضيات كانت تقول انه سيسمح لمشرف بزيارة والدته المسنة في دبي على اساس انساني. لكن مسؤولين في وزارة الداخلية اكدوا لوكالة فرانس برس ان اسمه لا يزال مدرجا على لائحة الاشخاص الممنوعين من مغادرة البلاد.