نوسا دوا (اندونيسيا) (رويترز) - أشاد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ببدء تدمير الأسلحة الكيماوية في سوريا واصفا ذلك بأنه "بداية طيبة" وقال إن واشنطنوموسكو اتفقتا على مطالبة الاممالمتحدة بتحديد موعد لمؤتمر السلام الخاص بسوريا في نوفمبر تشرين الثاني. وفي إشادة غير معتادة بدمشق اثنى كيري ايضا على حكومة الرئيس بشار الأسد لاستجابتها السريعة لقرار الاممالمتحدة الخاص بتدمير ترسانتها الكيماوية. وقال كيري في مؤتمر صحفي مع نظيره الروسي سيرجي لافروف في قمة دول آسيا والمحيط الهادي في جزيرة بالي الاندونيسية "اعتقد انها خطوة مهمة للغاية ان نرى تدمير بعض الأسلحة الكيماوية امس الأحد خلال اسبوع واحد من صدور القرار." وأضاف "اعتقد ايضا انها خطوة تستحق التقدير لنظام الأسد لاستجابته بسرعة كما ينبغي له." لكنه قال "نأمل الان ان يستمر ذلك. لا أحكم اليوم على ما سيحدث في اشهر قادمة ولكنها بداية طيبة ويجب ان نرحب بالبداية الطيبة." وبدأ فريق من خبراء منظمة حظر الاسلحة الكيماوية في لاهاي وأفراد من الاممالمتحدة تدمير ترسانة الغازات السامة السورية يوم الأحد. وجاء ذلك بعد اتفاق بين واشنطنوموسكو عقب هجوم بالاسلحة الكيماوية على مشارف دمشق في 21 اغسطس اب أوقع مئات القتلى مما دفع الولاياتالمتحدة للتهديد بشن غارات جوية على الحكومة السورية. ومن المتوقع ان تستمر عملية ازالة الاسلحة الكيماوية السورية حتى منتصف عام 2014. وفي بالي التقى كيري ولافروف في باديء الامر في حضور مساعديهما ثم اجتمعا على انفراد حيث ناقشا سبل انهاء الحرب الاهلية السورية والمحادثات المقرر عقدها يومي 15 و16 أكتوبر تشرين الأول بين القوى العالمية وإيران لانهاء النزاع القائم بشأن برنامجها النووي. ووصف كيري اجتماعه مع لافروف بأنه "من أبرز الاجتماعات البناءة التي عقدناها" قائلا انهما تحدثا باستفاضة في سبل دفع الاطراف المتحاربة في سوريا إلى الجلوس معا في جنيف لاجراء ما يعرف بمحادثات جنيف 2. وأضاف "التزمنا اليوم من جديد بالقيام بجهود محددة للغاية لتحريك عملية جنيف للسلام بأسرع ما يمكن" مضيفا أن الجانبين سيعملان على "تمهيد الطريق لجولة من المحادثات". وقال انهما سيجتمعان مع مبعوث الأممالمتحدة الخاص بسوريا الأخضر الإبراهيمي لتحديد موعد نهائي لمؤتمر السلام. وقال الإبراهيمي يوم الأحد انه ليس واثقا من ان محادثات السلام ستعقد في أواسط نوفمبر تشرين الثاني كما هو مقرر. وكان الأسد صرح لمجلة ألمانية بأنه لن يتفاوض مع المعارضين إلا بعد ان يلقوا السلاح وقال إن روسيا تساند حكومته اكثر من اي وقت مضى. وقال انه لا يعتقد ان من الممكن حل الصراع في سوريا من خلال التفاوض مع المعارضة المسلحة. ونقلت مجلة دير شبيجل الألمانية عن الأسد قوله إن أي معارضة سياسية لا تحمل السلاح وإنه اذا ألقى أحد السلاح وأراد العودة إلى الحياة اليومية فيمكن مناقشة ذلك. لكن كيري عبر عن امله في اجراء محادثات السلام في نوفمبر تشرين الثاني. وقال "أملنا المشترك ان يتسنى حدوث ذلك في نوفمبر ونحن عازمان ومصممان على العمل بالتشاور مع اصدقائنا في هذه الجهود على ضمان إمكان حدوث هذا في نوفمبر" مضيفا "الموعد النهائي وشروط المشاركة ستحددها الاممالمتحدة." وقال لافروف متحدثا من خلال مترجم إن موسكو "ستفعل كل ما في وسعها" لضمان استجابة الأسد لقرار الأممالمتحدة الذي يطالب بتدمير الأسلحة الكيماوية السورية ويؤيد خطة للانتقال السياسي في سوريا. لكن لافروف قال إنه لا يمكن لجماعات المعارضة في سوريا ان تضع شروطا للمحادثات في جنيف ويجب ان تأتي مستعدة "للتحدث بصوت واحد". ونفى كيري ما يتردد من أن الولاياتالمتحدةوإيران اصبحتا اكثر تقاربا. وقال إن واشنطن تصر على ان أفعال إيران وليس اقوالها هي التي ستقنع الولاياتالمتحدة بجدية طهران في حل الخلافات. وأضاف كيري إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها ينتظرون خططا من إيران توضح ان برنامجها النووي يستخدم للاغراض السلمية وليس لاكتساب القدرة على صنع اسلحة نووية. وتابع "الولاياتالمتحدة وحلفاؤنا مستعدون تماما للتحرك بطرق ملائمة للتجاوب مع أفعالهم ولهذا ما زال علينا الانتظار لنرى ان كان سيحدث ذلك." لكنه أضاف "الحديث في تلك الايام الاولى وتبادل بعض المكاسب والاتصال الهاتفي لا تشير إلى حدوث تقارب.. انها تشير إلى فرصة.. تشير الى فرجة في الباب لبعض النقاش." ومن المقرر ان تعقد القوى العالمية الست وهي الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا محادثات مع ايران في جنيف الاسبوع القادم. وقال كيري انه ولافروف ناقشا كذلك المحادثات بين موسكووواشنطن بخصوص التعاون في مجال الدفاع الصاروخي. وأضاف "اعتقد اننا الآن في وضع يتيح اتخاذ الخطوة التالية في تلك المناقشات بصرف النظر عما يحدث فيما بخص إيران." واستطرد "نود التوصل إلى تفاهم مع روسيا واعتقد ان روسيا تود التوصل إلى تفاهم معنا." (إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير عمر خليل)