استهدفت الغارة التي شنتها القوات الاميركية السبت في الصومال قياديا كينيا في حركة الشباب الاسلامية الصومالية، كما اعلن مسؤول اميركي كبير الاثنين، في حين تدافع واشنطن عن اعتقالها في ليبيا هذه المرة احد قادة تنظيم القاعدة في عملية انتقدتها طرابلس بشدة. واعلن مسؤول اميركي كبير رفض كشف هويته لوكالة فرانس برس ان الغارة السبت في الصومال استهدفت الكيني من اصل صومالي عبد القادر محمد عبد القادر وهو قيادي في حركة الشباب الاسلامية ويعرف باسم "عكرمة" وكان "قائدا لمقاتلين اجانب في صفوف الشباب في الصومال". وتابع المسؤول ان عكرمة كان على علاقة "بناشطي القاعدة الراحلين هارون فضل وصالح نبهان اللذين ساهما في التفجير الذي استهدف سفارة (الولاياتالمتحدة) في نيروبي العام 1998 وهجمات مومباسا (كينيا) العام 2002". واعلنت واشنطن في وقت سابق انها هاجمت "ارهابيا معروفا من حركة الشباب" اثناء غارة السبت في مدينة براوي الصومالية الساحلية على بعد حوالى 180 كيلومترا من العاصمة مقديشو، من دون كشف نتيجة هذه العملية. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول اميركي لم يكشف اسمه قوله ان الهدف قتل على الارجح، لكن السلطات الاميركية لم تؤكد ذلك. وهذه الغارة التي تاتي بعد اسبوعين على الهجوم الدامي الذي تبنته حركة الشباب على مركز وست غيت التجاري في نيروبي، هي الاكبر التي تشنها الولاياتالمتحدة في الصومال منذ الغارة في العام 2009 التي قتل خلالها نبهان. وايد رئيس الوزراء الصومالي عبدي فرح شيردون العملية معلنا ان بلاده تتعاون "مع شركائها الدوليين في مكافحة الارهاب". وجاء رد فعله متعارضا مع رد فعل طرابلس التي انتقدت بشدة غارة اخرى للقوات الاميركية جرت السبت ايضا في ليبيا. وادت هذه الغارة الثانية الى اسر احد القادة المفترضين في تنظيم القاعدة هو ابو انس الليبي، وقد وصفتها طرابلس بانها عملية "خطف". وابو انس الليبي واسمه الحقيقي نزيه عبد الحميد الرقيعي، كان عضوا في "الجماعة الاسلامية الليبية المقاتلة" قبل الانضمام الى القاعدة، وهو مطلوب لدى الولاياتالمتحدة لدوره في هجمات 1998 الدامية على السفارتين الاميركيتين في تنزانيا وكينيا التي اسفرت عن مقتل اكثر من 200 شخص. والاثنين دافع وزير الخارجية الاميركي جون كيري في اندونيسيا عن اسر ابو انس الليبي. واكد كيري ان اعتقال القيادي في تنظيم القاعدة ابو انس الليبي في عملية خاصة اميركية هو عمل قانوني بعدما طالبت طرابلس بتوضيحات. وقال الوزير الاميركي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اثر لقائهما في اندونيسيا على هامش قمة آسيا المحيط الهادئ "في ما يتعلق بابو انس الليبي، فهو شخصية بارزة في القاعدة ويعتبر هدفا قانونيا ومناسبا للجيش للاميركي". الا ان كيري لم يشأ التعليق على سؤال عما اذا كان تم ابلاغ السلطات الليبية مسبقا بهذه العملية، مكتفيا بالاشارة الى ان واشنطن اعتادت "عدم الدخول في تفاصيل" مثل هذه العمليات مع حكومات اجنبية. واكدت طرابلس ان اسر ابو انس الليبي هو عملية "خطف" وقالت انها لم تتبلغ مسبقا بها. واعلنت طرابلس انها "اتصلت" بالسلطات الاميركية طالبة منها "توضيحات"، مذكرة بان "شراكة استراتيجية" تربطها بواشنطن. وابو انس الليبي كان يعتبر من كبار المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي آي) الذي عرض مكافأة بقيمة خمسة ملايين دولار لمن يساعد في القاء القبض عليه. وتم نقله على متن سفينة حربية تابعة لسلاح البحرية الاميركية موجودة في المنطقة حيث تم استجوابه. وقال كيري ان ابو انس الليبي ارتكب "اعمالا ارهابية" وكان "متهما من قبل محاكم في اطار اجراء قضائي". واوضح وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل في بيان الاحد ان ابو انس الليبي "معتقل لدى الولاياتالمتحدة". وقد يتم ترحليه الى الولاياتالمتحدة. واعلن وزير الدفاع ايضا ان واشنطن ستواصل "ممارسة الضغوط على المجموعات الارهابية التي تهدد شعبنا ومصالحنا وسنشن عند الضرورة عمليات مباشرة ضدهم بما يتوافق مع قوانيننا وقيمنا".