حث وزير الخارجية الاميركي جون كيري الاثنين ايران على تقديم اقتراحات جديدة في المفاوضات بشأن برنامجها النووي رافضا موقف طهران التي ترى ان المسؤولية تقع الان على عاتق الدول الكبرى لتحريك هذا الملف. وقد اعلن وزير خارجية ايران محمد جواد ظريف الاحد ان العرض السابق الذي قدمته مجموعة 5+1 خلال اجتماعين في الماتي قبل انتخاب الرئيس حسن روحاني في حزيران/يونيو لم يعد قائما. لكن كيري الذي رحب ببادرات الانفتاح الاخيرة وبينها اتصال تاريخي بين روحاني والرئيس الاميركي باراك اوباما، قال ان الكرة لا تزال في ملعب ايران. وقال كيري بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف على هامش مشاركته في قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول اسيا والمحيط الهادئ (ابيك) في جزيرة بالي الاندونيسية ان "مجموعة الست قدمت اقتراحا في الماتي (عاصمة كازاخستان) ولا اعتقد ان ايران ردت فعلا على هذا الاقتراح المحدد". واضاف "ما يلزمنا بالتالي هو مجموعة اقتراحات من جانب ايران تكشف تماما كيف سيتمكنون من ان يظهروا للعالم ان برنامجهم سلمي". وتتهم القوى الغربية واسرائيل ايران بالسعي لتطوير قنبلة نووية تحت غطاء برنامجها النووي المدني وهو ما تنفيه طهران على الدوام. وخلال الاجتماعين الاخيرين في الماتي في شباط/فبراير ونيسان/ابريل، اقترحت مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا) تعليق ايران تخصيبها لليورانيوم بنسبة 20% والحد من انشطتها للتخصيب في منشأة فوردو قرب قم وسط ايران، وهي منشأة تحت الارض يصعب تدميرها باي عمل عسكري. في المقابل، تقوم القوى الكبرى بتخفيف العقوبات على تجارة الذهب والقطاع البتروكيميائي. لكن وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تمثل القوى الست في المفاوضات قالت الشهر الماضي انها لا تزال تنتظر رد ايران على هذه المقترحات السابقة. الا ان ظريف قال ان انتخاب روحاني ادى الى تغيير الوضع. واضاف ان هذا العرض "اصبح من التاريخ" وان على القوى الكبرى "المجيء الى طاولة المفاوضات مع مقاربة جديدة" كما نقلت عنه وكالة الانباء الطلابية الاحد. ومن المقرر ان يستأنف الجانبان محادثاتهما يومي 15 و16 تشرين الاول/اكتوبر في جنيف. وهذه المحادثات الاولى بين مجموعة 5+1 وايران منذ انتخاب الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني. وقد ابدى روحاني رغبته في التوصل سريعا الى اتفاق بشأن البرنامج النووي الايراني، في وقت لم تحرز المفاوضات اي خرق منذ ثماني سنوات. الى ذلك، وصف كيري الخطاب الانفتاحي للرئيس الايراني الجديد امام الجمعية العامة للامم المتحدة نهاية الشهر الفائت بانه "مشجع". لكنه اضاف "ليس الكلام وحده ما سيحدث الفرق، بل الافعال". واوضح انه في حال كان الوضع كذلك، فإن "الولاياتالمتحدة وحلفاءها على استعداد للتقدم خطوة الى الامام للتجاوب مع هذه الافعال" مضيفا "لكننا لا نزال ننتظر". وقلل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من اهمية تصريحات ظريف معتبرا ان طهران والغرب يتشاركان الهدف نفسه. واشار الى ان القادة الايرانيين لا يسعون "على الارجح سوى الى الحصول على مزيد من التفاصيل". وقد رحب المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي ببادرة روحاني تجاه الغرب لكنه انتقد بعض جوانب زيارته الى مقر الاممالمتحدة. وقال خامنئي امام عدد من القادة العسكريين والجنود الخريجين السبت في تصريحات نشرت على موقعه "نؤيد المبادرة الدبلوماسية للحكومة ونولي اهمية لانشطتها خلال هذه الرحلة". الا انه اضاف ان "بعض ما حصل خلال الزيارة الى نيويورك لم يكن في محله (...) رغم اننا نثق بمسؤولينا"، بدون ان يوضح ما يقصد بتلك الجوانب. الا ان محللين قالوا انه كان يقصد الاتصال الهاتفي بين روحاني واوباما. وقد فاز روحاني من الدورة الاولى للانتخابات بعدما تعهد بالسعي لرفع العقوبات الدولية عن البلاد. واسرائيل التي تعتبر ان البرنامج النووي الايراني يشكل تهديدا وجوديا لها، تصر على انه يجب عدم رفع العقوبات.