جدد الرئيس الايراني حسن روحاني الاحد التاكيد على حق بلاده في تخصيب اليورانيوم على اراضيها وذلك عشية توجهه الى الاممالمتحدة للمشاركة في جمعيتها العامة التي ستتناول هذه المسألة. وكرر روحاني ان "الشعب الايراني يريد ان يتطور ولا يريد صنع السلاح النووي"، في حين تشتبه الدول الكبرى في ان ايران تريد حيازة السلاح الذري تحت غطاء برنامجها المدني. وفي خطاب القاه بمناسبة العرض السنوي للقوات المسلحة، دعا الرئيس الايراني الدول الغربية الى الاعتراف "بكل حقوق الامة الايرانية خصوصا بحقوقها النووية وفي تخصيب اليورانيوم في الاراضي الايرانية في اطار القوانين الدولية". واعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في اخر تقرير لها صدر في اب/اغسطس ان ايران ما زالت تزيد في قدراتها لتخصيب اليورانيوم. واضاف "اذا وافق (الغربيون) على هذه الحقوق، فان الشعب الايراني (...) مستعد للتعاون وبامكاننا سويا تسوية مشاكل المنطقة وحتى مشاكل العالم". وحسن روحاني الذي يعتبر معتدلا، تولى رئاسة فريق المفاوضين الايرانيين في الملف النووي مطلع سنوات الالفين ووافق حينها على تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم قبل ان يستأنفه الرئيس محمود احمدي نجاد في 2005. ويغادر روحاني طهران الاثنين متوجها الى نيويورك حيث سيلقي امام الجمعية العامة للامم المتحدة خطابا مرتقبا جدا، وهذه اول رحلاته الدبلوماسية منذ توليه مهام الرئاسة، في حين صادق مجلس الامن الدولي على ستة قرارات اربعة منها مرفقة بعقوبات بحق ايران لارغامها على تعليق بعض النشاطات النووية. وسيلتقي الرئيس الايراني في نيويورك ايضا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، ولم يستبعد مقابلة الرئيس الاميركي باراك اوباما على الرغم من ان واشنطن اوضحت انه لم يتم تحديد اي لقاء في الوقت الراهن، واذا حصل اللقاء على هذا المستوى فستكون سابقة منذ الثورة الاسلامية في 1979. ووصل وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى نيويورك وسيلتقي مع نظيريه الفرنسي والبريطاني لوران فابيوس ووليام هيغ ووزيرة الخارجية الاوروبية كاثرين آشتون لدفع المفاوضات النووية بين ايران والدول الكبرى في مجموعة خمسة زائد واحد (روسياوالولاياتالمتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا والمانيا) المتعثرة منذ بداية نيسان/ابريل. وكرر روحاني ان ايران "مستعدة للحوار مع الغرب شرط ان لا يفرض شروطا مسبقة". وقد اعرب منذ انتخابه في 14 حزيران/يونيو عن رغبته في استئناف المفاوضات النووية بسرعة مع مجموعة 5+1. واخذت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها علما برغبة ايران في استئناف الحور، لكنها بقيت في ريبة حيال ذلك. واعتبرت واشنطن ان تصريحات روحاني "غير كافية" وطلبت من ايران "افعالا" بدلا من الاقوال في حين دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس العالم الى "عدم الانخداع" بتصريحات الرئيس الايراني حسن روحاني المهدئة. وانتقد حسن روحاني تهديدات باراك اوباما باحتمال التدخل عسكريا اذا لم تفلح الدبلوماسية والعقوبات في تسوية الازمة النووية. وقال مخاطبا اوباما "لا يمكنكم استعمال لغة القوة والعقوبات مع ايران"، "لا يمكن استعمال منطق الحرب والدبلوماسية في آن واحد"، مشددا على ان ايران مستعدة لمقاومة اي عدوان "بحزم". وتاكيدا على تصريحاته، عرضت القوات الايرانية المسلحة الاحد 30 صاروخا بالستيا من طراز "سجيل" و"قدر" يبلغ مداهما الفي كيلومتر وذلك اثناء عرضها العسكري السنوي. وعرض اثناء الاستعراض العسكري في جنوب العاصمة الايرانيةطهران اثنا عشر صاروخا من طراز سجيل وثمانية عشر صاروخا من طراز قدر، القادرة نظريا على بلوغ اسرائيل وكذلك القواعد العسكرية الاميركية في المنطقة. وادلى روحاني بهذه التصريحات عشية استلام طهران الاثنين محطة بوشهر النووية التي بنتها روسيا في جنوبايران. وقالت السلطات الايرانية ان المفاوضات بين ايرانوروسيا حول بناء محطة ثانية بقوة الف ميغاوات في بوشهر "حققت تقدما جيدا".