يدلي الروانديون الاثنين باصواتهم في انتخابات برلمانية من المتوقع ان تعزز هيمنة حزب الرئيس بول كاغامي الممسك بالسلطة في هذه الدولة الواقعة وسط افريقيا منذ انهاء الابادة قبل 20 عاما. ويبلغ عدد الناخبين المسجلين نحو ستة ملايين بدأوا الادلاء باصواتهم اعتبارا من السابعة صباحا (05:00 تغ). ويتوقع ان تكون نسبة المشاركة كبيرة رغم حملة غير صاخبة وغياب اي معارضة تذكر لحزب كاغامي، الجبهة الوطنية الرواندية. وقالت احدى الناخبات وتدعى ساندرين امام مركز اقتراع في كيغالي "انا في العشرين من العمر، انها اول مشاركة لي ولذا فالامر مهم". وبدت طوابير الانتظار هادئة امام مراكز الاقتراع فيما كانت السيارات تجوب الشوارع بمكبرات الصوت فجرا تذكر المواطنين بوجوب حمل بطاقة الهوية. والحادثة الوحيدة التي عكرت اجواء ما قبل الانتخابات كانت انفجار عبوتين في عطلة نهاية الاسبوع في سوق في كيغالي التي تعد من اكثر المدن الافريقية امنا. ولم تعلن اي جهة مسؤوليتها عن الانفجار لكن الحكومة الرواندية وجهت اصابع الاتهام لمنشقين مرتبطين ب"القوات الديمقراطية لتحرير رواندا" وهي مجموعة متمردة تنشط عبر الحدود من جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتضم هذه المجموعة فلول ميليشيات هوتو المتطرفة المسؤولة عن عمليات الابادة في 1994 والتي طردها حزب كاغامي الذي كان جيش تمرد آنذاك. ويقود حزب الجبهة الوطنية في هذه الانتخابات ائتلافا يضم اربعة احزاب اصغر. وستسعى المعارضة البسيطة او الاحزاب المستقلة ومنها الليبراليون والاشتراكيون الديمقراطيون وحزب اميبراكوري الاشتراكي، للفوز بعدد من المقاعد باحراز 5 بالمئة على الاقل من مجمل عدد الاصوات لكن يعتقد ان ليس لديها فرصة كبيرة للتأثير على هيمنة الجبهة الوطنية. ويضم البرلمان 80 مقعدا، يتم انتخاب 53 منها مباشرة، فيما يخصص 24 مقعدا للنساء والشبان والمعوقين تعينهم بشكل غير مباشر مجالس محلية ووطنية يومي الثلاثاء والاربعاء. وهذا النظام الانتخابي جعل برلمان رواندا المجلس الوحيد في العالم ذا الغالبية النسائية (56,3 بالمئة في الانتخابات الاخيرة). ولدى كاغامي حاليا 42 من المقاعد ال53 المنتخبة مباشرة، فيما يؤيد نواب آخرون فازوا في انتخابات غير مباشرة الغالبية رغم عدم انتمائهم الحزبي مبدئيا. ومع اقتصاد يعد من الاسرع نموا في القارة الافريقية، تسعى الحكومة لاظهار الانتخابات بانها علامة على الوحدة الوطنية والسلامة الديمقراطية. والدولة الصغيرة عانت من دمار الابادة الوحشية في 1994 التي قتل فيها قرابة مليون شخص معظمهم من اقلية التوتسي الاتنية على يد متطرفي الهوتو قبل ان يتمكن متمردو الجبهة الوطنية من السيطرة على البلاد. وشهدت رواندا تحولا كبيرا في العقدين الماضيين وسجلت نموا اقتصاديا قويا واجتثاثا للفساد بفضل الحكم القوي لكاغامي. وتصنف وكالة الشفافية الدولية رواندا بين الدول الاقل فسادا في افريقيا فيما وضع مؤشر البنك الدولي لسهولة مزاولة الاعمال رواندا في المرتبة 52 بين 185 دولة وصنفها ثالث افضل دولة في افريقيا جنوب الصحراء بعد الموريشوس وجنوب افريقيا. غير ان البعض يقولون ان النمو الاقتصادي والامن تحققا على حساب حرية التعبير. ودعم الليبراليون والاشتراكيون الديمقراطيون الفوز الساحق لكاغامي في 2003 وفيما قدم الحزبان مرشحيهم للانتخابات التالية بعد خمس سنوات، لم يمنع ذلك كاغامي من تحقيق انتصار ساحق بفوزه ب93 بالمئة من الاصوات. وبالنسبة لحزب ايمبراكوري الذي سجن زعيمه السابق في 2010 لجرائم ضد امن الدولة و"الطائفية" يعتقد ان انصار الحزب الحاكم يسيطرون عليه حاليا. وفيما نال حزب الخضر الرواندي الشهر الماضي اعترافا رسميا الا انه لم يقدم مرشحين وقال انه لم يكن لديه الوقت للاستعداد.