أعلن زعيم الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأمريكي هاري ريد الاثنين أن أول تصويت في المجلس حول مشروع القرار الذي يجيز للرئيس باراك أوباما التدخل عسكرياً في سوريا سيتم الأربعاء (10 سبتمبر/ أيلول 2013). وهذا التصويت الأولي الذي سيكون مؤشراً على مدى التأييد الذي يحظى به مشروع أوباما في مجلس الشيوخ يشكل مرحلة لا بد منها لمواصلة المناقشة واقتراح تعديلات والتبني النهائي للمشروع، الذي قد يتم في مجلس الشيوخ بحلول نهاية الأسبوع. ومشروع القرار الذي تبنته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأربعاء الماضي يلحظ تدخلاً عسكرياً في سوريا لمدة ستين يوماً يمكن تمديدها إلى تسعين يوماً، ويحظر على الرئيس نشر قوات على الأرض. وكثف الرئيس أوباما الاثنين الحملة الرامية إلى إقناع المتشككين في الكونغرس بدعم توجيه ضربات عسكرية أمريكية إلى سوريا رغم أن بعض المشرعين انتقدوا نهج الإدارة واقترحوا حلولا بديلة. ويعتزم أوباما إجراء ست مقابلات تلفزيونية مساء الاثنين. ومن المقرر أن يزور مبنى الكونغرس غداً الثلاثاء للتحدث بشكل مباشر مع المشرعين قبل أن يوجه خطاباً إلى الأمة من البيت الأبيض في المساء. وتأتي هذه الحملة المكثفة قبل تصويت تجريبي حاسم من المتوقع أن يجريه مجلس الشيوخ يوم الأربعاء على التفويض بالقيام بعمل عسكري في سوريا، رداً على الهجوم الكيماوي الذي استهدف مدنيين سوريين الشهر الماضي. وفي حين سعى أوباما لحشد الدعم الداخلي للعمل العسكري قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يبحث دعوة مجلس الأمن الدولي إلى مطالبة دمشق بنقل مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية إلى مواقع سورية يمكن تحزينها فيها بشكل آمن وتدميرها. وأيدت روسيا وبريطانيا هذه الفكرة التي قد يساهم نجاحها في نزع فتيل الأزمة غير أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أبدى تشككه فيها أثناء حديثه في لندن. دمشق ترحب بالاقتراح الروسي وتجري مناقشات الكونغرس، بينما تتوالى ردود الفعل على مبادرة روسية بوضع أسلحة سوريا الكيماوية تحت مراقبة دولية. وقد رحب وزير الخارجية السوري وليد المعلم بالمبادرة وأشاد اليوم، بعد محادثات في موسكو، بالكرملين لسعيه 'لمنع العدوان الأمريكي'. ولم يصل المعلم الذي تحدث للصحفيين بعدما عبرت روسيا عن الأمل في أن يمكن للاقتراح منع توجيه ضربات عسكرية لسوريا إلى حد القول صراحة إن حكومة الرئيس بشار الأسد تقبل الاقتراح. وقال المعلم إن سوريا ترحب بالمبادرة الروسية بدافع من قلق القيادة السورية على أرواح مواطنيها وأمن البلاد وبدافع أيضاً من ثقتها في حكمة القيادة الروسية التي تحاول 'منع العدوان على شعبنا'.