سيطر مقاتلون من المعارضة السورية على بلدة معلولا المسيحية شمال دمشق، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان وسكان وكالة فرانس برس الاحد. وقال المرصد ان المعارك ادت الى سقوط 17 قتيلا واكثر من مئة جريح من مقاتلي المعارضة وعشرات القتلى والجرحى في صفوف القوات الحكومية واللجان الشعبية الموالية لها. وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "ليلا دخلت قوات النظام الى المدينة لكنها عاودت الانسحاب"، مشيرا الى ان أعدادا كبيرة من المقاتلين المعارضين دخلوا البلدة و"سيطروا عليها بشكل كامل بعد معارك عنيفة". واشار الى ان القوات النظامية انسحبت الى مشارف البلدة. واوضح الملازم اول المنشق عرابة ادريس الذي يقود مجموعة مقاتلة في المنطقة من ضمن "كتائب بابا عمرو" في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان "القوات النظامية موجودة عند الحاجز الذي تم نسفه واعادت تعزيزه عند مدخل معلولا". وذكر ان "الشباب (المعارضون) تمكنوا من التقدم ودخول معلولا بعد هجوم واسع قام به الجيش النظامي امس على ثلاثة محاور في محيط معلولا واستخدم فيه الدبابات والمدافع والطيران، ما اجبر الشباب على الانسحاب في مرحلة اولى بعد ان استشهد عدد منهم". وتلت ذلك "معارك عنيفة" تمكن خلالها مقاتلو المعارضة من استعادة السيطرة على المدينة. وينتمي المقاتلون الذين دخلوا معلولا الى مجموعات مقاتلة عدة بينها، بالاضافة الى "كتائب بابا عمرو" و"جبهة تحرير القلمون" التي تعمل تحت لواء الجيش السوري الحر، جبهة النصرة الاسلامية المتطرفة. واوضح ادريس ان "وتيرة العمليات العسكرية اليوم خفيفة جدا، وان قوات النظام لا تقوم بتحريك آلياتها". واشار الى ان سكان معلولا المدنيين بدأوا يهربون من البلدة اعتبارا من الاربعاء الماضي، مع بدء المعارك. واكدت امرأة من سكان معلولا في اتصال هاتفي مع فرانس برس انسحاب الجيش خلال الليل وانتشار مقاتلي المعارضة "في كل مكان". وقالت رافضة كشف هويتها ان "الوضع هادىء"، موضحة ان "مسلحي المعارضة داخل معلولا وقوات الحكومة انسحبت". ومعلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر، تقع ضمن منطقة القلمون على بعد حوالى 55 كلم شمال دمشق التي يسيطر مقاتلو المعارضة على اجزاء واسعة منها. ويمكن ان تشكل القلمون بوابة لقطع طريق دمشق حمص على قوات النظام وبالتالي اعاقة الامدادات الى حمص الواقعة بمعظمها تحت سيطرة قوات النظام. كما ان السيطرة على القلمون من شانها ان تشدد الطوق على مدينة دمشق، لا سيما ان لمقاتلي المعارضة تواجدا في جنوب وشرق وغرب العاصمة. واندلعت المعارك في معلولا الاربعاء اثر تفجير رجل اردني من جبهة النصرة نفسه في حاجز القوات النظامية عند مدخل البلدة. وتلت ذلك اشتباكات عنيفة وكر وفر، بحسب المرصد. ثم استعادت قوات النظام الحاجز وهاجمت المقاتلين في محيط البلدة.