غادر خبراء الاممالمتحدة حول الاسلحة الكيميائية دمشق صباح اليوم السبت، واعلن مسؤول امني سوري ان بلاده تتوقع الضربة العسكرية الاميركية في اي لحظة وهي جاهزة للرد. وقال المسؤول ردا على سؤال لوكالة فرانس برس عما اذا كانت هناك استعدادات معينة لمواجهة هجوم محتمل يهدد به الغرب ردا على هجوم كيميائي مفترض يتهم النظام بالوقوف وراءه، "نتوقع العدوان في كل لحظة، ونحن جاهزون للرد في كل لحظة". واضاف "سندافع عن شعبنا ووطننا بكل امكانياتنا وبكل ما اويتنا من قدرة. هذه البلطجة لن تمر من دون رد". ووصل مفتشو الاممالمتحدة حول الاسلحة الكيميائية الى لبنان صباح اليوم عن طريق البر قادمين من سوريا حيث انهوا مهمتهم في التحقيق في الهجوم الذي وقع في 21 آب/اغسطس في ريف دمشق. وعبر موكب المفتشين الدوليين الحدود اللبنانية قبيل الثامنة الا ربعا (4,45 ت غ). وكانوا غادروا قرابة الساعة الخامسة والنصف (2,30 ت غ) فندق "فور سيزنز" الذي كانوا ينزلون فيه في دمشق. واعلن المتحدث باسم الاممالمتحدة مارتن نيسيركي من نيويورك الجمعة ان الفريق انهى عمله في سوريا، وانه يعتزم اصدار تقرير "سريعا" بشأن الاستخدام المحتمل للاسلحة الكيميائية في النزاع السوري. وكان الفريق الذي يرأسه الخبير السويدي آكي سيلستروم وصل الى سوريا قبل ايام من وقوع الهجوم الكيميائي المفترض. وحصل على موافقة السلطات السورية بالتحقيق في هذا الهجوم الذي تسبب بمقتل 1429 شخصا، بحسب تقرير استخباراتي للولايات المتحدة. وزار المحققون الدوليون الاثنين معضمية الشام جنوب غرب دمشق، والاربعاء والخميس الغوطة الشرقية شرق العاصمة. وهي مناطق يفترض انها شهدت قصفا بالسلاح الكيميائي. واخذوا عينات من التربة ومن المصابين سيتم تحليلها في مختبرات اوروبية، بحسب ما ذكر مسؤولون في الاممالمتحدة. كما زاروا الجمعة مستشفى المزة العسكري غرب دمشق لمعاينة مصابين ذكر انهم تعرضوا لغازات سامة. وكان النظام السوري اتهم مقاتلي المعارضة باستخدام سلاح كيميائي، مشيرا الى اصابة عدد من جنوده في حي جوبر في شرق العاصمة بحالات اختناق نتيجة ذلك. واعلن الرئيس الاميركي باراك اباما الجمعة انه يدرس مع فريقه "مجموعة من الخيارات المتاحة" للرد على النظام السوري ومنعه من استخدام اسلحة كيميائية مرة اخرى، مضيفا "مهما حصل، لا نفكر في عمل عسكري يشمل نشر جنود على الارض او حملة طويلة (...) ندرس امكانية عمل محدود وضيق". وجاء ذلك بعد نشر تقرير للاستخبارات الاميركية حمل النظام السوري مسؤولية تنفيذ الهجوم بالقرب من دمشق في 21 آب/اغسطس. وقال اوباما "لا يمكننا ان نقبل بتعريض النساء والاطفال والمدنيين الابرياء للغازات السامة". واوضح وزير الخارجية الاميركي جون كيري ان الولاياتالمتحدة لن تكرر الخطأ الذي ارتكبته في العراق قبل عشر سنوات، عندما بدأت اجتياحا استنادا الى معلومات استخباراتية مغلوطة عن وجود اسلحة دمار شامل. وقال ان "اجهزة استخباراتنا اجرت تقييما متانيا واعادة تقييم للمعلومات (...). لن نكرر ما حصل" في العراق. وردت وزارة الخارجية السورية على الفور مؤكدة ان التقرير الذي نشرته واشنطن حول "ادلة" جمعتها الاستخبارات الاميركية مجرد ادعاءات "كاذبة" و"بلا دليل". وقالت الخارجية في بيان "ما قالت الادارة الاميركية انها ادلة قاطعة (...) انما هي روايات قديمة نشرها الارهابيون منذ اكثر من اسبوع بكل ما تحمل من فبركة وكذب وتلفيق"، مؤكدة ان "كل نقاط الاتهام للحكومة السورية هو كذب وعار عن الصحة". وأضافت انها "تستغرب فعلا ان دولة عظمى تخدع رأيها العام بهذه الطريقة الساذجة"، معتبرة ذلك "محاولات يائسة لاقناع شعوب العالم بعدوان امريكا المرتقب". وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم ابلغ في وقت سابق الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في اتصال هاتفي معه ان "سوريا ترفض اي تقرير جزئي يصدر عن الامانة العامة للامم المتحدة قبل (...) الوقوف على نتائج التحاليل المخبرية التي جمعتها" بعثة الاممالمتحدة، و"التحقيق في المواقع التي تعرض فيها الجنود السوريون للغازات السامة". وبعد اعلان بريطانيا انها لن تشارك في اي ضربة عسكرية احتراما لراي برلمانها الذي صوت بغالبيته ضد السماح للحكومة بالتدخل في سوريا، بدت دول عدة اخرى مترددة رغم تاييدها للضربة مثل المانيا. واشار مسؤولون اميركيون الى ان استراليا وفرنسا ستشاركان في عملية عسكرية الى جانب الولاياتالمتحدة، علما ان تظاهرات ضمت مئات الاشخاص سارت اليوم في استراليا رفضا للضربة العسكرية، فيما الراي العام الفرنسي غير متحمس بدوره لتدخل بلاده. ويعيش السوريون على وقع انتظار الضربة، وعبر العديد منهم خلال الساعات الماضية الحدود اللبنانية هربا. وحذر الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية في شريط فيديو بثه على موقعه على الانترنت من ان "الايام القادمة لن تخلو من الضيق". وتضمن الشريط سلسلة ارشادات الى المواطنين تشمل "تحضير كمية كافية من الشموع والكبريت ووسائل الاضاءة في حال انقطاع الكهرباء"، و"تخزين اكبر كمية ممكنة من الماء العذب"، و"تجهيز مواد للالسعافات الاولية" والادوية، و"توفير كمية من المعلبات والمواد الغذائية المناسبة للتخزين من دون كهرباء مثل العسل والجوز والتمر والفواكه المجففة". وبدت الطرق في دمشق صباح السبت شبه خالية، مع سماع اصوات انفجارات من الضواحي. بينما ذكر مواطنون لفرانس برس انهم يسعون الى تأمين الوقود لمولدات الكهرباء في حال تسبب الهجوم بقطع التيار الكهربائي.