غادر مفتشو الأممالمتحدة بشأن الأسلحة الكيماوية صباح السبت (31 آب/ أغسطس 2013) فندقهم في دمشق على متن سيارات تابعة للأمم المتحدة ستنقلهم إلى خارج الأراضي السورية، كما أفادت وكالة فرانس برس. وأوضحت الوكالة نقلاً عن شهود عيان أن المفتشين استقلوا خمس سيارات تابعة للأمم المتحدة تواكبها سيارتان أخريان وقد حملت حقائبهم على متنها، ثم غادر الموكب المكان. وذلك بعدما سبقتهم إلى مغادرة سوريا الممثلة العليا للأمم المتحدة لشؤون نزع الأسلحة انجيلا كاين، التي وصلت الجمعة إلى لبنان. وقد أنهى المفتشون عملهم في سوريا الجمعة وهم يعتزمون إصدار تقرير 'سريعا' بشأن الاستخدام المحتمل لهذه الأسلحة في النزاع السوري، وفق ما أعلن المتحدث باسم الأممالمتحدة. وقال المتحدث مارتن نيسيركي الجمعة إن 'الفريق أنهى جمع عينات وعناصر'. وسيقوم الخبراء ال13 بقيادة السويدي اكي سيلستروم بإحضار عينات تم سحبها من موقع الهجوم الكيماوي المفترض في الغوطة الشرقية بريف دمشق إلى مختبرات في أوروبا لإخضاعها لتحاليل. وكانت مصادر دبلوماسية قد كشفت إن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ابلغ الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن أن النتائج النهائية لتحليل العينات التي جمعها خبراء الأسلحة الكيماوية في سوريا الأسبوع الماضي قد لا تكون جاهزة قبل أسبوعين. وابلغ الدبلوماسيون وكالة رويترز شريطة عدم الكشف عن هوياتهم أن بان أبلغ مندوبي بريطانيا والصين وفرنسا وروسياوالولاياتالمتحدة بهذا الأمر خلال اجتماع في نيويورك. رسالة قوية من جانب آخر دعا الرئيسان الأمريكي باراك أوباما والفرنسي فرنسوا اولاند الجمعة (30 آب/ أغسطس 2013) المجتمع الدولي إلى توجيه 'رسالة قوية' إلى نظام الرئيس بشار الأسد، الذي يحملانه 'المسؤولية' عن الهجوم الكيماوي في 21 آب/ أغسطس، وفق ما أفادت الرئاسة الفرنسية. وقال الاليزيه في بيان صدر بعد ساعات على محادثة هاتفية بين اولاند وأوباما إن 'الرئيسين اتفقا على ضرورة عدم تسامح المجتمع الدولي مع استخدام أسلحة كيماوية، وضرورة تحميل النظام السوري المسؤولية وتوجيه رسالة قوية للتنديد باستخدامها'. وحددت الولاياتالمتحدة الجمعة موقفها بشأن مسألة القيام بعمل ضد النظام السوري بعد الهجوم الأخير بالأسلحة الكيماوية الأسبوع الماضي والذي قالت إنه قتل 1.429 شخصاً بينهم 426 طفلاً. وأكد أوباما أنه لم يتخذ بعدُ قراراً نهائياً حول ماهية العمل الذي ستنفذه الولاياتالمتحدة، مشيراً إلى أنه لا يخطط لتدخل عسكري طويل الأمد. وقال أوباما: 'نحن نفكر في القيام بعمل محدود يساعدنا في التأكيد على أنه ليست سوريا وحدها وإنما آخرون في أنحاء العالم سيدركون أن المجتمع الدولي يهتم باستمرار حظر استخدام الأسلحة الكيماوية'. تقرير للمخابرات الأمريكية وأشار تقرير علني للمخابرات الأمريكية صدر الجمعة أن 'مجموعة كبيرة من المصادر المستقلة' كشفت أن نظام الأسد شن هجوما بالأسلحة الكيماوية في ضواحي دمشق في 21 آب/ أغسطس الجاري. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه بصدور التقرير تبين أن الاستخبارات الأمريكية لديها أدلة واضحة على أن الحكومة السورية أعدت وشنت الهجوم. وتابع كيري: 'نعلم أنه قبل الهجوم بثلاثة أيام، كان العاملون في مجال الأسلحة الكيماوية التابعون للنظام السوري على الأرض، في المنطقة، يقومون باستعدادات.. ونعلم أن عناصر النظام السوري أعدوا للهجوم عن طريق وضع الأقنعة الواقية من الغازات وأخذ الاحتياطات المرتبطة بالأسلحة الكيماوية'. وأوضح وزير الخارجية الأمريكي أن الولاياتالمتحدة تعرف 'من أين أطلقت الصواريخ وموعد إطلاقها.. نعرف أين سقطت وموعد سقوطها'. وأضاف وزير الخارجية الأمريكي أن 'التاريخ سيحكم علينا جميعاً بقسوة غير عادية إذا قمنا بغض الطرف عن الاستخدام الوحشي من الديكتاتور لأسلحة الدمار الشامل رغم كل التحذيرات وضد كل فهم مشترك للياقة'. وأوضح تقرير المخابرات أنه لا يمكن للمعارضة السورية تنفيذ هذا الهجوم وأن الحكومة كانت المصدر الوحيد الذي يمكنه أن يفعل ذلك. وأشارت إلى أن إحباط الحكومة لعدم قدرتها على إخلاء أحياء المعارضة قد ساهم على الأرجح في الهجوم. 'أكاذيب لا أساس لها' من جهتها وصفت الحكومة السورية الجمعة الاتهامات الأمريكية بشأن مهاجمتها المدنيين بأسلحة كيماوية بأنها 'أكاذيب لا أساس لها' تعتمد على ' تقارير مختلقة' من جانب المتمردين. ونقلت وكالة الأنباء السورية 'سانا' عن مصدر بوزارة الخارجية السورية قوله: 'بعد أيام من المبالغات.. يعتمد وزير الخارجية الأمريكية جون كيري على أكاذيب بالية وتقارير مختلقة نشرها الإرهابيون قبل أكثر من أسبوع'. وأضاف المصدر: 'إن وزارة الخارجية تؤكد أن ما قاله كيري... هو أكاذيب ولا أساس له'. أما روسيا، الحليف المقرب لدمشق، قد شجبت التهديدات التي أطلقها الرئيس أوباما الجمعة بشأن إمكانية القيام بعمل عسكري محدود ضد سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية اليكسندر لوكاشيفيتش في تصريحات أدلى بها الجمعة في موسكو 'هذه التهديدات غير مقبولة'. وتأتي هذه التصريحات من جانب المتحدث الروسي في الوقت الذي تستمر فيه روسيا في عرقلة أي إجراء دولي ضد دمشق في الأممالمتحدة. وأوضح المتحدث الروسي أن 'استخدام العنف من جانب واحد' وتجاوز مجلس الأمن الدولي سيعتبر انتهاكاً للقانون الدولي ويزيد من صعوبة التوصل إلى حل سياسي للازمة في سوريا وسينتج عنه سقوط المزيد من الضحايا.