اتهم النظام السوري السبت مقاتلي المعارضة السورية باستخدام اسلحة كيميائية في المعارك المستمرة في دمشق، فيما وصلت مسؤولة في الاممالمتحدة الى العاصمة السورية للتفاوض حول سبل اجراء تحقيق في شان اتهامات المعارضة للنظام باستخدام اسلحة كيميائية. وذكر التلفزيون السوري الرسمي ان "وحدة من قواتنا الباسلة تطوق المنطقة في (حي) جوبر (عند اطراف العاصمة السورية) التي يعتقد ان ارهابيين استخدموا سلاحا كيميائيا انطلاقا منها"، لافتا الى حصول العديد من "حالات الاختناق" في صفوف الجنود الذين دخلوا حي جوبر. واضاف التلفزيون ان "معارك عنيفة اندلعت في حي جوبر (الذي يسيطر عليه المعارضون) حيث تستعد قوات الجيش لشن هجوم لاستعادة السيطرة على هذا الحي". ولفت المصدر نفسه الى ان الجنود الذين اصيبوا بالاختناق تتم معالجتهم. واعلنت ايران، ابرز حليف اقليمي لسوريا، السبت ان هناك "ادلة" على استخدام مسلحي المعارضة السورية اسلحة كيميائية كما افادت وكالة الانباء الطلابية، محذرة من اي تدخل عسكري في سوريا. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية عباس عراقجي "نحن قلقون جدا ازاء المعلومات حول استخدام اسلحة كيميائية في سوريا وندين بشدة استخدام مثل هذه الاسلحة. هناك ادلة على ان المجموعات الارهابية قامت بهذا العمل" في اشارة الى الهجوم الذي وقع الاربعاء في ريف دمشق. وتحدث الرئيس الايراني حسن روحاني في وقت سابق السبت عن استخدام "عناصر كيميائية" في سوريا وقال ان "الوضع السائد اليوم في سوريا ومقتل عدد من الاشخاص الابرباء بسبب عناصر كيميائية امر مؤلم جدا" بحسب ما اورد موقع الحكومة، مضيفا ان ايران "تدين بشدة استخدام اسلحة كيميائية". في هذا الوقت، وصلت ممثلة الاممالمتحدة العليا لنزع الاسلحة انجيلا كاين السبت الى فندق "فور سيزنز" في دمشق بدون الادلاء باي تصريح. وستطلب من الحكومة السورية ان تسمح لخبراء الاممالمتحدة الموجودين في سوريا بالتحقيق في منطقة ريف دمشق في صحة هذه الاتهامات. وردا على سؤال لفرانس برس، رفض المتحدث باسم الاممالمتحدة في دمشق خالد المصري الادلاء باي تعليق حول تفاصيل زيارة كاين. والاربعاء، شن هجوم على الغوطة الشرقية ومعضمية الشام اللتين يسيطر عليهما مقاتلو المعارضة في ريف دمشق. وتحدثت المعارضة عن مقتل 1300 شخص متهمة النظام بارتكاب هذه "المجزرة" مستخدما سلاحا كيميائيا، الامر الذي سارعت دمشق الى نفيه. واعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الذي يقوم بزيارة لرام الله في الضفة الغربية السبت ان كل المعلومات تدل على ان النظام السوري ارتكب "مجزرة كيميائية" هذا الاسبوع في ريف دمشق. وقال فابيوس اثر لقائه رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمدلله "كل المعلومات التي لدينا تتقاطع لتؤكد حصول مجزرة كيميائية قرب دمشق ولتدل على ان نظام (الرئيس) بشار الاسد يقف وراء هذا الامر". واضاف "نطلب ان يتمكن فريق الاممالمتحدة في المكان من التوجه بسرعة الى الموقع والقيام بعمليات التحقيق الضرورية" مضيفا انه "ان لم يكن للنظام ما يخفيه، فلتجر عمليات التحقيق على الفور". وحذر من ان "المعلومات التي بحوزتنا تشير الى ان هذه المجزرة الكيميائية بالغة الخطورة الى حد انه لا يمكن بالطبع ان تبقى بدون رد فعل شديد". من جانبها، انتقدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل روسيا والصين اللتين حال موقفهما دون اعتماد بيان في مجلس الامن يطالب سوريا بالسماح لمفتشي المنظمة الدولية بالتحقيق في الموقع الذي اعلنت المعارضة السورية انه تعرض لهجوم كيميائي. وبحسب مقابلة مع مجلة فوكوس نشرت السبت اكدت المستشارة الالمانية انه "للاسف، حالت معارضة روسيا والصين دون اصدار بيان رسمي من مجلس الامن الدولي يدعو الى ضمان وصول آمن" لمفتشي الاممالمتحدة الى ريف دمشق حيث وقع الهجوم. وتنحصر مهمة فريق خبراء الاممالمتحدة الذي يتراسه اكي سيسلتروم والذي وصل الى دمشق في 18 الجاري بتحديد ما اذا تم استخدام اسلحة كيميائية في وقت سابق هذا العام في ثلاثة مواقع هي خان العسل في محافظة حلب والطيبة قرب دمشق وحمص (وسط). وفيما وصف الرئيس الاميركي باراك اوباما اتهام النظام السوري باللجوء الى سلاح كيميائي بانه "مقلق للغاية" مفضلا عدم الخروج باستنتاج متسرع، اعلن وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل الجمعة ان البنتاغون يقوم بعملية تحريك للقوات كي تكون جاهزة في حال قرر الرئيس باراك اوباما تنفيذ عمل عسكري ضد سوريا. واتى تصريح هيغل بعيد اعلان مسؤول عسكري اميركي لوكالة فرانس برس الجمعة ان البحرية الاميركية نشرت في البحر المتوسط مدمرة رابعة مجهزة بصواريخ كروز، وذلك بعد الاتهامات الاخيرة التي وجهت الى نظام الرئيس بشار الاسد باستخدام اسلحة كيميائية ضد مناطق في ريف العاصمة. وسيجتمع رؤساء اركان الجيوش في دول غربية وعربية عدة بينها الولاياتالمتحدة والسعودية في الايام المقبلة في الاردن لبحث تداعيات النزاع السوري، وفق مسؤول اردني. وكانت روسيا الحليفة للنظام السوري وصفت اتهام المعارضة لدمشق باللجوء الى سلاح كيميائي بانه "استفزاز"، لكنها دعت نظام الاسد الى التعاون مع خبراء الاممالمتحدة مطالبة المعارضة بتوفير "ضمانات" لهؤلاء للوصول الى مواقع الهجمات. وكان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون حذر الجمعة من ان استخدام اسلحة كيميائية يشكل "جريمة ضد الانسانية".