تواصلت محاكمة المسؤول الصيني السابق بو تشيلاي لليوم الثاني على التوالي بتهمة الفساد، مع بروز الى الواجهة تفكك علاقات الثقة داخل اسرته في 2011 ما اثار مشاعر حقد وفضيحة سياسية-اجرامية غير مسبوقة في الصين. وقال المسؤول السابق الجمعة "انها مجنونة وهي تكذب" متحدثا عن زوجته غو كايلاي التي اتهمته بانه كان على علم بالرشاوى التي تقاضتها، في شهادة عبر الفيديو بثتها المحكمة الجمعة. وغو مسجونة حاليا بعد ادانتها العام الماضي بقتل البريطاني نيل هيوود. وردا على سؤال حول ما اذا كان زوجها على علم ببطاقات السفر والاموال التي قدمها رجل الاعمال شو مينغ القريب من الزوجين، قالت "لقد اعلمته بالامر". وبث الفيديو في قاعة المحاكمة غداة يوم من المداولات رفض خلاله بو تشيلاي (64 عاما) التهم الموجهة اليه. وتراقب السلطات عن كثب هذه المحاكمة الحساسة التي ستنتهي بحسب الخبراء باعلان حكم مقرر مسبقا من القيادة الشيوعية. ويتوقع الخبراء ان تصدر بحق بو تشيلاي عقوبة بالسجن لفترة طويلة. وتصدر المحكمة بيانات بانتظام عن مضمون الجلسات ولم يسمح للصحافة الاجنبية بحضور وقائعها. ويترقب الصينيون معرفة تطورات هذه المحاكمة كما اظهرت التعليقات التي بثها رواد الانترنت. وتعقدت الامور بالنسبة الى بو الجمعة عندما تطرق القضاة الى ماض ليس بالبعيد (2011-2012) حافل بالاحداث واستمعوا الى شهادات افراد يعرفون جيدا هذا الزعيم الذي كان النجم الصاعد في الحزب الشيوعي الصيني. واضافة الى نجله بو غواغوا وزوجته غو كايلاي، تورط في القضية رجلا الاعمال الصديقان شو مينغ وتانغ شياولين والصديقان الاجنبيان البريطاني نيل هيوود والفرنسي باتريك دوفيليه. وبحسب الادعاء دفع رجلا الاعمال الصينيان رشاوى لقاء تسهيل الاستثمارات في منطقة داليان الصناعية (شمال شرق) التي كان يحكمها بو تشيلاي. وساعد هيوود ودوفيليه غو وبو لاستخدام هذه الاموال اما للسفر او لدراسة غواغوا في انكلترا او لشراء فيلا فخمة في مدينة كان. وفي شهادة خطية قدمت الجمعة للمحكمة ذكرت غو كايلاي الشركات العديدة التي اسست في الخارج لشراء هذه الفيلا من دون ان يظهر اسم بو. وفي شهادة اخرى اوضح الفرنسي انه كان يفترض دفع اقل ضرائب ممكنة لان شو مينغ هو من كان يدفع الاموال. لكن الفيلا التي كانت تؤجر خلال قسم من السنة لم تكن تأتي باموال وشكت غو من ذلك. وهذا ما رواه قائد الشرطة وانغ ليجون المساعد السابق لبو في شهادة اخرى ادلى بها الجمعة. واتهمت غو كايلاي البريطاني والفرنسي اللذين تعاقبا على ادارة شؤون الفيلا في كان بسرقتها. وكلف شو مينغ ادارة شؤون الفيلا وعهد بالامر الى صديقته فينغ جيانغ دولبي مقدمة البرامج السابقة في التلفزيون الصيني. وبحسب غو كايلاي هدد هيوود الذي غضب لاستبعاده، بالتعرض لغواغوا وانه حتى قد يكون خطط لخطف نجل بو وقتله. وقالت غو الجمعة في افادة خطية "في 2011 كانت سلامة غواغوا مهددة وكان بو على علم بالامر". وقررت الصينية عندها نصب كمين للبريطاني وقامت بتسميمه في 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2011. وكشف وانغ ليجون هذه الجريمة في شباط/فبراير 2012 ما اثار هذه الفضيحة. والجمعة انكر بو تشيلاي مجددا بانه تلقى رشاوى توزاي قيمتها 2,67 مليون يورو من شو مينغ. ونفى بانه اختلس 612 الف يورو من الاموال العامة. واكد انه لم يسمع سوى "اطراف حديث" عن الفيلا في كان. وطلب من قضاة المحكمة السماح له بمواجهة زوجته. وقال بو ان زوجته كانت تخال نفسها جينغ كي الذي يعتبر بطلا لانه حاول اغتيال الملك كين اول امبراطور في الصين. واضاف بو تشيلاي "هذا يثبت الى اي درجة تعاني من اضطرابات عقلية".