ادى الزعيم المتمرد السابق ميشال دجوتوديا اليمين الدستورية الاحد فأصبح الرئيس السادس لافريقيا الوسطى، وبدأت معه رسميا مرحلة انتقالية تستمر 18 شهرا يفترض ان تؤدي الى اجراء انتخابات في بلد ينزلق نحو العنف وتهدده ازمة انسانية كبيرة. وبعد حوالى خسمة اشهر على تسلمه السلطة في بانغي، أقسم دجوتوديا اليمين على الميثاق الانتقالي، وهو وثيقة تقوم حاليا مقام الدستور منذ الاطاحة بفرنسوا بوزيزيه. وجرى الاحتفال الذي اقيم في الجمعية الوطنية في حضور الرئيسين الكونغولي دنيس ساسو نغيسو الذي اضطلع بدور الوسيط في ازمة افريقيا الوسطى، والتشادي ادريس ديبي اتنو، الرئيس الحالي للمجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الوسطى. وقال دجوتوديا ان "امنيتي الحارة ... هي ان اكون آخر مواطن في افريقيا الوسطى يضطر لاستخدام القوة من اجل الوصول الى السلطة السياسية، بحيث لا يكون النظام الدستوري في نهاية المطاف كلمة بلا معنى" في بلد يزخر تاريخه بحركات العصيان والتمرد والانقلابات منذ استقلاله في 1960. وقال الرئيس الجديد للدولة "انا، ميشال دجوتوديا ام نون دروكو، اقسم امام الله وامام الامة، بالحفاظ حفاظا تاما على الميثاق الدستوري الانتقالي، وضمان استقلال الجمهورية وديمومتها، وصيانة وحدة اراضيها والحفاظ على السلام وتعزيز الوحدة الوطنية وتأمين رفاهية شعب افريقيا الوسطى والقيام بأعباء مهمتي من دون اعتبار اتني او اقليمي اوديني". وينهي قسم اليمين تنظيم التدبير الدستوري الجديد للمرحلة الانتقالية في بانغي، بعد انشاء برلمان موقت والمجلس الوطني الانتقالي ومحكمة انتقالية دستورية. وكان رؤساء المجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الوسطى طالبوا بانشاء هذه الهيئات خلال قمة عقدت في نيسان/ابريل لاعطاء النظام الجديد قاعدة قانونية. ووصفت "جبهة عودة النظام الدستوري في افريقيا الوسطى" (فروكا) بزعامة بوزيزيه قسم اليمين بأنه "مهزلة". وقالت في بيان ان "قسم اليمين هذا غير شرعي لان دجوتوديا لا يدين بمركزه الا لبنادق الكالاشنيكوف والمرتزقة الاجانب". وفرنسوا بوزيزيه الذي اطاحه تمرد سيليكا في اذار/مارس موجود في الوقت الراهن في فرنسا. ويفتح قسم اليمين مرحلة تستمر 18 شهرا تعهد دجوتوديا بأن يجري في نهايتها انتخابات عامة. وتبدو مهمة الرئيس الجديد بالغة الصعوبة لأن افريقيا الوسطى تغرق يوما بعد يوم في العنف المترافق مع تجاوزات يرتكبها ضد السكان مقاتلون ينتمون الى تحالف سيليكا المتمرد الذي استولى على السلطة في 24 اذار/مارس. وحتى لو ان عيارات نارية لم يعرف مصدرها سمعت ليل السبت الاحد في بانغي، يميل الوضع الى الاستقرار على ما يبدو في العاصمة حيث بدأت قوة افريقية بالانتشار. اما في الاقاليم، فلا تخضع مناطق بأكملها لسلطة الحكم الجديد، ويعيش الناس " في اجواء من الخوف الدائم" الذي يزرعه المقاتلون، كما تقول الاممالمتحدة. وطلب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون من مجلس الامن "مناقشة الخيارات الملائمة بما في ذلك اقرار عقوبات او تشكيل لجنة من الخبراء" حتى لا يفلت مرتكبو التجاوزات من العقاب. وكرر الرئيس الجديد عزمه الاحد على وقف "العناصر غير المنضبطة". وقال ان "العملية ستتواصل وستتمدد تدريجيا الى مدن الريف حتى تتخلص بلادنا بالكامل من كل الاسلحة التي تزرع الرعب وتدمي قلوب عائلات بريئة". واضاف "اؤكد لكم انه لن يكون هناك مكان للافلات من العقاب، لاننا لا نستطيع ان نبني دولة قانون من دون عدالة". والى آفة التجاوزات، يواجه شعب افريقيا الوسطى البالغ 4,6 ملايين نسمة، التهديد باندلاع ازمة انسانية وصحية، مرتبطة جزئيا بعمليات السلب والنهب التي تعرضت لها المخزونات الغذائية والمراكز الصحية بعد سقوط نظام بوزيزيه. وتقول الاممالمتحدة ان 1,6 مليون مواطن من افريقيا الوسطى يحتاجون الى مساعدة عاجلة وان 206 الاف آخرين قد تهجروا وفر 60 الفا منهم الى البلدان المجاورة.