شن مقاتلون جهاديون مرتبطون بتنظيم القاعدة هجوما جديدا على مناطق ذات غالبية كردية في شمال سوريا، في معارك ادت الى مقتل 18 شخصا على الاقل ونزوح العديد من السكان، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت. وافاد ناشطون ان المقاتلين الجهاديين يسعون الى استعادة السيطرة على مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا، والتي طردوا منها الشهر الماضي اثر اشتباكات عنيفة مع مقاتلين أكراد. وفي حلب (شمال)، افاد المرصد ان 16 شخصا قضوا في قصف للقوات النظامية الجمعة على أحد احياء المدينة. وقال المرصد السوري في بريد الكتروني "هاجم مقاتلو الدولة الإسلامية في العراق والشام صباح اليوم قرية الأسدية على طريق راس العين - الدرباسية والتي يقطنها مواطنون أكراد من الديانة الأيزيدية، حيث دارت اشتباكات بين مقاتلي الدولة الإسلامية وأهالي القرية". واشار المرصد الى ان الاشتباكات التي بدأت منذ الامس، ادت الى "حركة نزوح لأهالي الاسدية". من جهته، قال الناشط هفيدرا لوكالة فرانس برس عبر الانترنت ان مقاتلي الدولة الاسلامية وجبهة النصرة شنوا بدءا من الامس "هجوما بالاسلحة الثقيلة والدبابات على مدينة رأس العين" الواقعة في محافظة الحسكة (شمال شرق)، في محاولة منهم للسيطرة على البوابة الحدودية مع تركيا. واشار الى ان اشتباكات متقطعة تدور السبت في محيط بلدتي اصفر نجار وتل حلف القريبتين من رأس العين، موضحا ان وحدات الحماية الشعبية الكردية "صدت الهجوم" على المدينة. واشار الى "تزايد موجة نزوح أهالي المدينة إلى القرى والمدن التركية عبر الحدود، نتيجة الخوف والهلع" جراء القصف. واشار المرصد الى ان الاشتباكات المستمرة في مناطق عدة ادت الى مقتل 18 شخصا، بينهم 11 مقاتلا جهاديا وخمسة مقاتلين اكراد احدهم مسلح من قرية الاسدية، اضافة الى سائق سيارة اسعاف ومسعف كرديين. وشهدت الاسابيع الماضية اشتباكات عنيفة بين المقاتلين الاكراد والجهاديين في شمال وشمال شرق البلاد. ويحاول الاكراد عموما ابقاء مناطقهم في منأى من النزاع المستمر منذ اكثر من عامين بين النظام ومعارضيه. وفي شمال البلاد، افاد المرصد اليوم عن مقتل "16 مواطنا مدنيا بينهم اربعة اطفال وسيدتان في قصف للقوات النظامية امس على حي الكلاسة" في جنوب حلب، كبرى مدن الشمال السوري. في محافظة حمص (وسط)، افاد المرصد عن "مقتل خمسة عناصر من قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام واستشهاد ستة مدنيين بينهم سيدتان اثر هجوم نفذه مقاتلون من الكتائب المقاتلة على حواجز للدفاع الوطني على طريق الدير وطريق عين العجوز الناصرة"، والواقعة في منطقة وادي النصارى ذات الغالبية المسيحية. من جهتها، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان "ارهابيين ارتكبوا مجزرة قرب مفرق قرية عين العجوز على طريق الحواش/الناصرة في ريف حمص راح ضحيتها 11 مواطنا بينهم أطفال ونساء". ويستخدم نظام الرئيس بشار الاسد عبارة "ارهابيين" للاشارة الى مقاتلي المعارضة. وادت اعمال العنف في مناطق سورية مختلفة الجمعة الى مقتل 182 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا. من جهة اخرى، اعتبرت منظمة العفو الدولية ان الفنان السوري يوسف عبدلكي وعدنان الديس اللذين اعتقلا في 18 تموز/يوليو الماضي في مدينة طرطوس الساحلية هما "معتقلا رأي". وينتمي عبدلكي والدبس الى حزب العمل الشيوعي، وهما عضوان في هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي، والتي تعد ابرز اطياف المعارضة السورية في الداخل.