قتل ستة اشخاص وجرح 19 اخرون الاربعاء بسقوط قذيفة اطلقها مقاتلون معارضون على حافلة تقل موظفين في مركز بحوث علمية في حي برزة في شمال دمشق، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية (سانا). في غضون ذلك، تواصلت اعمال العنف لا سيما في دمشق وريفها ومحافظة حلب (شمال) حيث تحاول القوات النظامية استعادة بلدة خان العسل، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقالت سانا ان ستة اشخاص قتلوا واصيب 19 آخرون "اثر سقوط قذيفة هاون أطلقها ارهابيون صباح اليوم على منطقة برزة مسبقة الصنع في دمشق"، في اشارة الى مقاتلي المعارضة الذين يعدهم نظام الرئيس بشار الاسد "ارهابيين". واضافت ان القذيفة "اصابت حافلة كانت تقل عددا من موظفي مركز البحوث العلمية" في برزة. من جهته، قال المرصد ان القذيفة اصابت الحافلة "بالقرب من المركز"، وادت الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل واصابة 20 آخرين. وكانت مقاتلات اسرائيلية استهدفت في الخامس من ايار/مايو الماضي، مركزا آخر للبحوث العلمية في منطقة جمرايا بريف دمشق. واكدت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في حينه ان المركز مسؤول "عن رفع مستوى المقاومة والدفاع عن النفس". ويضم حي برزة، كما غيره من الاحياء على اطراف العاصمة، جيوبا لمقاتلي المعارضة الذين يخوضون منذ اشهر معارك مع القوات النظامية التي تحاول استعادة هذه الاحياء. والاربعاء، قصف الطيران الحربي اطراف حي جوبر (شرق)، بينما تعرض حيا برزة والقابون (شمال شرق) ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين (جنوب) للقصف، بحسب المرصد. وفي محيط العاصمة، اقتل مسؤولان محليان كانا يعملان على المصالحة في مدينة الزبداني (شمال غرب)، برصاص مسلحين مساء الثلاثاء. وقالت سانا ان "مجموعة ارهابية مسلحة" اغتالت رئيس بلدية الزبداني ماجد تيناوي وعضو لجنة المصالحة في ريف دمشق غسان الحاج حمود "بعد خروجهما من اجتماع عقد بخصوص المصالحة الوطنية في المنطقة". من جهته، اوضح المرصد ان تيناوي "كان يعمل على ارساء هدنة بين مقاتلي الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في المدينة". ويضم ريف دمشق معاقل لمقاتلي المعارضة، ويشهد عمليات عسكرية في شكل دائم في محاولة من النظام فرض سيطرته على محيط العاصمة. وتم انشاء لجان المصالحة في عدد من المناطق بمبادرة من النظام منذ الاشهر الاولى لبدء النزاع قبل اكثر من عامين، ويقوم عدد منها بعمل جدي على صعيد تهدئة العلاقات بين ابناء البلدات والقرى. في شمال البلاد، تحدث المرصد عن اشتباكات عند اطراف بلدة خان العسل "في محاولة من القوات النظامية اعادة السيطرة على البلدة". وكان مقاتلون معارضون سيطروا على البلدة التي كانت أبرز المعاقل المتبقية للنظام في ريف حلب الغربي، في 22 تموز/يوليو بعد ايام من المعارك، وفقدت القوات النظامية فيها 150 عنصرا على الاقل بينهم 51 عنصرا اعدموا ميدانيا. وفي 19 آذار/مارس، تبادل طرفا النزاع الاتهامات باطلاق صاروخ يحمل مواد كيميائية على خان العسل ما تسبب بمقتل نحو ثلاثين شخصا، مع ورود معلومات متضاربة حول حصيلة الضحايا. وفي مدينة حلب، تعرضت احياء عدة للقصف من القوات النظامية، بينها الشيخ مقصود الذي قصف بالطيران، تزامنا مع اشتباكات تدور في بعض مناطق كبرى مدن الشمال السوري، بحسب المرصد. ونقلت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطة عن مصدر كبير ان "حلب كانت ولا تزال على الدوام في مقدمة أجندة وأولويات القيادة السياسية والعسكرية السورية"، مشددا على انها "ليست لقمة سائغة". وتحدث عن وصول تعزيزات عسكرية "ستحسن شروط القتال بكل ما لهذه الكلمة من معنى"، معتبرا ان "إنجازات الجيش الإستراتيجية في القصير وتلكلخ وخالدية حمص والغوطة الشرقية وغيرها من جبهات القتال جعلته أكثر عزيمة وإصرارا على إنجاز المهام الموكلة إليه في حلب". وكان النظام استعاد الاثنين حي الخالدية المحوري في مدينة حمص (وسط) ثالث كبرى مدن البلاد، بعد هجوم ومعارك عنيفة استمرت شهرا. وهو الاختراق العسكري الثاني الذي يسجله النظام في اقل من شهرين، بعد استعادته في الخامس من حزيران/يونيو، مدعوما من حزب الله اللبناني، منطقة القصير الاستراتيجية في ريف حمص. واتاحت السيطرة على الخالدية للنظام فصل المعاقل المتبقية للمعارضة في مدينة حمص، ما قد يمهد للسيطرة على كامل المدينة. واليوم، افاد المرصد عن تعرض احياء باب هود وحمص القديمة والوعر لقصف من القوات النظامية، علما بان هذه الاحياء محاصرة لاكثر من عام. وافاد الناشط في المدينة يزن الحمصي وكالة فرانس برس عبر سكايب ان "القصف مستمر اليوم على كل الاحياء المحاصرة". وعلى الطرف الغربي للمدينة، سقطت قذائف على مصفاة حمص لتكرير النفط، ما ادى الى اصابة شخصين بجروح، بحسب المرصد. واتهمت وكالة سانا "ارهابيين" بالوقوف خلف الهجوم. وفي شمال غرب سوريا، افاد المرصد عن مقتل تسعة اشخاص بينهم خمسة اطفال وسيدتان "جراء القصف بالبراميل المتفجرة على قرية البارة" في منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب مساء الثلاثاء. وكانت اعمال القصف والغارات الجوية في ارياف حمص وادلب وحلب ادت الثلاثاء الى مقتل 16 طفلا آخرين، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا ويقول انه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا. واحصى المرصد الثلاثاء سقوط 153 شخصا.