واشنطن (رويترز) - دعا وزير الخارجية الامريكي جون كيري يوم الاثنين اسرائيل والفلسطينيين لتقديم "تنازلات معقولة" من اجل السلام في حين يستعد لاستضافة أول مفاوضات مباشرة بينهما منذ نحو ثلاث سنوات. وقال كيري والى جانبه السفير الامريكي السابق لدى اسرائيل مارتن انديك الذي عينه مبعوثا رئيسيا له في المحادثات الاسرائيلية الفلسطينية "ليس سرا أن المضي قدما عملية صعبة. لو كانت سهلة لحدثت قبل وقت طويل." واضاف "ولذلك ليس سرا ان امام المفاوضين والزعماء كثيرا من الخيارات الصعبة مع سعينا لتنازلات معقولة في قضايا صعبة ومعقدة ومحملة بالمشاعر والقيم الرمزية." وفي إشارة لحجم التحديات اختلف الطرفان بشكل علني بشأن جدول المحادثات وقال مسؤول اسرائيلي ان كل القضايا ستبحث في وقت واحد بينما قال مسؤول فلسطيني انهم سيبدأون ببحث قضايا الحدود والأمن. وتسعى الولاياتالمتحدة للتوسط في اتفاق يتعلق بحل الدولتين تقوم بموجبه بشكل سلمي الى جانب دولة اسرائيل دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة على الأراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967. وتشمل القضايا الرئيسية التي يلزم حلها لانهاء الصراع المستمر منذ أكثر من 60 عاما قضايا الحدود ومستقبل المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ومصير اللاجئين الفلسطينيين ووضع القدس. ويعتبر استئناف محادثات السلام إنجازا لكيري الذي قام بست جولات للمنطقة في الشهور الأربعة المنصرمة ليقنع الطرفين بذلك. وقال مسؤول امريكي ان المحادثات التي من المقرر ان تستمر تسعة أشهر ستستأنف على عشاء في مقر وزارة الخارجية الامريكية يوم الاثنين وتستمر يوم الثلاثاء. وحث الرئيس الامريكي باراك أوباما الجانبين في بيان على التفاوض بنية حسنة. وقال "الطريق لا يزال يحتاج إلى عمل شاق. وأنا متفائل بأن الاسرائيليين والفلسطينيين سيدخلون هذه المحادثات بنية حسنة وبتركيز وعزيمة قويين. "الولاياتالمتحدة مستعدة لدعمهم طوال المفاوضات." وسيمثل الجانب الاسرائيلي في المحادثات وزيرة العدل تسيبي ليفني واسحاق مولخو وهما من كبار مساعدي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وسيمثل الجانب الفلسطيني كل من صائب عريقات كبير المفاوضين الفلسطينيين ومحمد اشتيه عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. واشار انديك الذي عمل في السابق مبعوثا رفيعا لأمريكا للشرق الأوسط وعمل مرتين سفيرا لبلاده لدى اسرائيل الى ان أحدا لم يتوقع تقريبا نجاح كيري حين بدأ جهوده لاحياء المفاوضات هذا العام. وقال انديك "قبلت التحدي حين كان معظم الناس يرون انك في مهمة مستحيلة." وانديك خبير بالجهود الامريكية لحل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. فقد كان مسؤولا رفيعا في ادارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون التي أشرفت على قمة فاشلة في عام 2000 تفجرت بعدها أعمال العنف في اسرائيل والأراضي الفلسطينية. وانهارت آخر محادثات مباشرة في 2010 بسبب البناء الاستيطاني في الأرض المحتلة. وخلال المحاولات السابقة لحل الصراع الممتد منذ عقود سعى المفاوضون لتجنب الوصول لطريق مسدود واندلاع أعمال عنف من خلال تناول خلافات أقل حدة أولا وتأجيل القضايا الصعبة مثل مصير القدس واللاجئين الفلسطينيين. وقال سيلفان شالوم الوزير الاسرائيلي والعضو في حزب ليكود اليميني لراديو الجيش الاسرائيلي إنه سيجري هذه المرة "التفاوض في ذات الوقت على كل القضايا التي تمثل محور أي اتفاق دائم." وقال ياسر عبد ربه المسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية إن خطاب الدعوة الذي أرسلته الولاياتالمتحدة لحضور محادثات واشنطن لم يحدد أي الخلافات التي سيجري بحثها. لكن عبد ربه قال لإذاعة صوت فلسطين "من حيث المبدأ صحيح أن يبدأ البحث في قضايا الحدود والأمن." وقبل استئناف المحادثات كان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يقاوم نداءات الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقبول صيغة حدود 1967. وقال شالوم إن الموقف الاسرائيلي سيساعد على جعل المحادثات شاملة. ووافقت الحكومة الإسرائيلية يوم الأحد على الإفرج عن 104 سجناء فلسطينيين في قضايا أمنية على مراحل فيما وصفته بأنها بادرة تنم عن حسن النية. وما زال آلاف آخرون قابعين في السجون الاسرائيلية. وقال كيري لدى اختياره انديك انه اختار شخصا له دراية عميقة بالمنطقة ويحظى بثقة الجانبين. (إعداد محمد محمدين للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)