اعتبر الرئيس الايراني المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد خلال زيارة الى بغداد الخميس، ان دور العراق وايران في امن المنطقة "استثنائي"، مؤكدا ان البلدين يحملان "رسالة استقرار" مشتركة. وقال احمدي نجاد في تصريح مقتضب للصحافيين عقب محادثات مع نائب الرئيس العراقي خضير الخزاعي في المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد ان "دور البلدين في امن المنطقة (...) هو دور استثنائي". واضاف "لنا وعلى عاتقنا رسالة مشتركة، رسالة تقدم واستقرار وامن، وكذلك رسالة سلام". وشدد احمدي نجاد على ان "العلاقات العراقية الايرانية علاقات متميزة واستثنائية وعلاقات لها جذور حضارية وثقافية وكذلك الاعتقادات السماوية"، مضيفا ان "دور البلدين ايضا اشاعة الثقافة في المنطقة". واعلن الرئيس الايراني ان مباحثاته مع الخزاعي كانت "متميزة وبناءة (...) وفي اجواء من المودة"، معتبرا انه "لا توجد اي حدود خاصة بالنسبة لتطوير العلاقات بين البلدين او على صعيد المنطقة". كما شدد على ان "العزة والقدرة والامن للعراق، قدرة وامن وعزة لايران". وفي وقت لاحق، اصدر مكتب رئيس الوزراء العراقي بيانا اعلن فيه ان نوري المالكي استقبل احمدي نجاد والوفد المرافق له. وقال المالكي خلال اللقاء بحسب البيان ان "العراق يدعم الحلول السلمية لجميع مشاكل المنطقة ويتبنى سياسة الباب المفتوح في علاقاته مع جميع دول العالم على اساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة". ووجه رئيس الوزراء الشيعي الذي يحكم البلاد منذ 2006 والمدعوم من واشنطنوطهران، الشكر الى الشركات الايرانية "لتعاونها في مجالات الطاقة وتزويد العراق بالكهرباء والغاز لانتاج الطاقة الكهربائية". من جهته، أعرب الرئيس الايراني عن "استعداد بلاده لتطوير العلاقات مع العراق والتعاون في مجالات البناء والطاقة والسكن والسياحة الدينية". ولم يتطرق البيان الى الاحداث الجارية في سوريا المجاورة للعراق، والتي يحظى نظامها بقيادة الرئيس بشار الاسد بدعم طهران الكامل وسياسيين عراقيين، حيث يقوم الموقف الرسمي العراقي على رفض تسليح المعارضين للاسد والدعوة لحل سلمي في سوريا. ويذكر ان طهران تتعرض لاتهامات بنقل السلاح الى قوات الاسد عبر اجواء العراق، فيما ان بغداد تعلن بين الحين والاخر عن تفتيش طائرات ايرانية من دون ان تعثر فيها على اسلحة. وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري اعلن مؤخرا في تصريح صحافي ان العراق غير قادر اصلا على منع نقل السلاح من ايران الى سوريا حيث انه لا يملك الامكانيات التي تتيح له ذلك. وفي وقت سابق من اليوم، جرت مراسم استقبال رسمية للرئيس الايراني في مطار بغداد الدولي نقلها تلفزيون "العراقية" الحكومي مباشرة على الهواء. وشارك في استقبال احمدي نجاد مسؤولون كبار في الدولة، على راسهم خضير الخزاعي. وكانت الحكومة العراقية اعلنت الاحد ان الرئيس الايراني سيقوم بزيارة الى بغداد الخميس والجمعة بناء على دعوة سابقة وجهت اليه من الرئيس جلال طالباني الموجود في المانيا لتقلي العلاج من جلطة في الدماغ. وقال علي الموسوي مستشار رئيس الوزراء نوري المالكي في تصريح لوكالة فرانس برس ان "الرئيس الايراني سيلتقي برئيس الوزراء نوري المالكي وسيقوم بزيارة العتبات المقدسة في النجف وكربلاء". وانتخب حسن روحاني المتدين المعتدل في 14 حزيران/يونيو من الجولة الاولى للانتخابات الرئاسية الايرانية ليخلف احمدي نجاد الذي لم يكن يمكنه الترشح لولاية ثالثة على التوالي. ويتولى روحاني مهامه بداية اب/اغسطس. وشهدت العلاقات بين العراق وايران اللذين خاضا حربا ضارية لثماني سنوات بين عامي 1980 و1988، تعاونا استراتيجيا متينا في جميع المجالات خلال ولايتي احمدي نجاد، وخصوصا السياسية والاقتصادية. وكان احمدي نجاد اول رئيس ايراني يزور العراق منذ قيام الثورة الاسلامية عام 1979، وذلك في اذار/مارس 2008.