قتل 7 اشخاص واصيب 261 اخرون في اشتباكات وقعت ليلا على هامش تظاهرات لمناصري الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي في انحاء متفرقة من القاهرة، ذلك غداة دعوة الموفد الاميركي وليام بيرنز الى انهاء العنف في مصر. ونظم المئات من انصار مرسي مساء الاثنين تظاهرات في عدد من مناطق القاهرة للمطالبة بعودته، نجحوا من خلالها على قلة اعدادهم في ارباك عموم العاصمة، واشعلت اشتباكات قاتلة في منطفتي ميدان رميسس والجيزة. وقال نائب رئيس هئة الاسعاف المصرية محمد سلطان لوكالة فرانس برس ان "سبعة اشخاص قتلوا واصيب 261 اخرون في اشتباكات الاثنين"، واضاف "خمسة اشخاص قتلوا في حي الجيزة (جنوب غرب القاهرة) وقتل اثنان في ميدان رمسيس" القريب من احد الجسور الرئيسية على النيل وميدان التحرير. وقال مصدر امني مسؤول انه جرى القاء القبض على 401 شخص من مثيري الشغب خلال الاشتباكات التي شهدها ميدان رمسيس، وانه تمت إحالتهم إلى النيابة العامة التي تولت التحقيق"، ذلك حسبما نقلت عنه وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية في مصر. سياسيا، حث مساعد وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز الجيش على تجنب "الاعتقالات بدوافع سياسية" وسط تنديد دولي بتوقيف اعضاء من جماعة الاخوان المسلمين. وقال بيرنز "اننا نؤمن ان المرحلة الانتقالية المستمرة هى بمثابة فرصة ثانية تاتى بعد ثورة 25 يناير لخلق دولة ديمقراطية تحافظ على حقوق الانسان ودور القانون وتسمح بالرخاء الاقتصادى لمواطنيها". وتحت شعار "مليونية الصمود" خرجت في انحاء عدة من العاصمة تظاهرات لانصار الرئيس المعزول المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين، ورغم قلة اعداد المشاركين في كل من هذه التظاهرات قياسا الى تظاهرات اخرى، الا ان رقعة انتشارها الواسعة في العاصمة اربكت المشهد بشكل كبير. ولم تشهد التظاهرات احداث عنف تذكر باستثناء تلك التي جرت في ميدان رمسيس، احد اهم ميادين القاهرة حيث توجد محطة القطار الرئيسية بالعاصمة والتي تحولت لساحة مواجهات بين انصار مرسي والشرطة. وفي الساعات الاولى من فجر الثلاثاء تجددت المواجهات وعنفت بين قوات الامن ونحو الفين من انصار مرسي في ميدان رمسيس بعدما كانت الشرطة نجحت مساء الاثنين في اخلاء المتظاهرين من اعلى جسر 6 اكتوبر الرئيسي في العاصمة. واطلقت الشرطة المتمركزة فوق الجسر العشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين الذين هتفوا "الشرطة بلطجية" و"يسقط يسقط حكم العسكر"، في اشارة لعزل الجيش لمرسي المنتمي لجماعة الاخوان المسلمين. وخيمت سحابات الغاز البيضاء فوق الميدان المكتظ بالباعة الجوالين الذين اشتبكوا مع انصار مرسي الاسلاميين. واشعل المتظاهرون حلقات نيران لتخفيف اثر الغاز المسيل للدموع الذي سيطر على الاجواء. وفي النهاية، ادى الغاز الكثيف لتفرق المئات الى الشوارع الجانبية. وحلقت طائرات مروحية عسكرية فوق الميدان طيلة وقت المواجهات. وكان العشرات من انصار مرسي قطعوا مساء الاثنين جسر 6 اكتوبر الذي يربط اجزاء كبيرة من العاصمة في الاتجاهين في منطقة رمسيس الحيوية. وحمل العديد من المتظاهرين صورا للرئيس المعزول. وهتفوا "اسلامية اسلامية" و "مرسي الله اكبر"، كما ادى بعضهم الصلاة على الجسر. وعلى الاثر، وصلت مدرعات للشرطة وسيارات لقوات مكافحة الشغب (الامن المركزي) لفض التظاهرة. وقال ضابط شرطة في موقع الاحداث لفرانس برس ان "قوات الامن تلقت اوامر واضحة بفض اي تظاهرة تعرقل حركة المرور وتعطل مصالح المواطنين". ومن فوق مدرعة للشرطة وعبر مكبر للصوت، طالب نقيب شرطة المتظاهرين بفتح الطريق مرتين قبل اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع. وقال الشاب الملتحي حامد ابو السعود القادم من البحير (شمال البلاد) لفرانس برس "انا ادافع عن حقي قي الديمقراطية. الجيش اغتصب السلطة". اما الشاب احمد البنا فقال "لست من انصار مرسي ولكنني ضد عودة الجيش لحكم البلاد". وقد اكد عدد من المتظاهرين في رمسيس نيتهم الاعتصام في الميدان الى حين عودة مرسي الى الحكم، وذلك على غرار ما يفعل منذ اسبوعين عشرات الالاف من مؤيدي مرسي المعتصمين قبالة مسجد رابعة العدوية. وفي ميدان الجيزة المؤدي الى منطقة الاهرامات، عرقل تجمع لمئات من انصار مرسي حركة المرور بشكل كبير. وهتف انصار مرسي "اسلامية اسلامية" و"مرسي رئيسي"، فيما اعتلى عشرات منهم جسرا رئيسيا في الميدان ملوحين باعلام مصر. وقال كريم جوهر "نحن ننتشر في الشوارع اليوم للضغط على السيسي لاعادة مرسي للحكم"، وهو ما ايده احمد علي الذي قال "ليس امامنا سوى ايصال صوتنا للعالم بالنزول للشارع". وقال مصدر امني ان مئات من انصار مرسي حاولوا اقتحام قسم شرطة الجيزة في شارع البحر الاعظم القريب من ميدان الجيزة، لكن الامن تصدى لهم. وبحسب سلطان فان "3 مصابين سقطوا في تلك المواجهات". وقال مصدر امني آخر ان "عشرات من انصار مرسي قطعوا طريق جسر السويس في اقصى شرق القاهرة للمطالبة بعودة مرسي للحكم"، واضاف "حدث قطع اخر للطريق في طريق صلاح سالم" الذي يعد ممرا رئيسيا للوصول لمطار القاهرة. وكان مساعد وزير الخارجية الاميركية دعا الاثنين اثر محادثاته مع المسؤولين المصريين الى الحوار بدلا من العنف. وقال الاثنين "الاولوية الرئيسية يجب ان تكون وقف العنف والتحريض وتجنب العقاب والبدء بحوار جدي وجوهري بين كل الاطراف وكل الاحزاب السياسية". وكان بيرنز يتحدث بعد لقائه رئيس الوزراء المكلف حازم الببلاوي وكذلك الرئيس الموقت عدلي منصور ووزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي. واعتبر بيرنز، وهو اول مسؤول اميركي كبير يزور مصر منذ اقالة مرسي، ان البلاد غير معرضة لخطر السيناريو السوري حيث ادت الثورة والقمع الى نزاع عسكري. واكد بيرنز في تصريحات اوردتها وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية ان "الولاياتالمتحدة تريد مصر قوية مستقرة وديموقراطية" مضيفا "مصر اليوم لديها رئيس جديد ورئيس وزراء انتقالي وخارطة طريق من اجل تعديل دستور نوفمبر 2012 .. استفتاء عام تتبعه انتخابات برلمانية ورئاسية". وكان الجيش عزل مرسي في الثالث من تموز/يوليو الجاري عقب احتجاجات شعبية واسعة شارك فيها ملايين المصريين عبر البلاد، وقد قدم الجيش خارطة مستقبل تضمنت تعيين رئيس المحكمة الدستورية المستشار عدلي منصور رئيسا مؤقتا للبلاد.