اعاد حكيم شاكر للعراق الامل بمستقبل واعد بعد ان كان قاب قوسين او ادنى من قيادة منتخب الشباب الى نهائي كأس العالم لدون 20 عاما قبل ان يخونه الحظ في نصف النهائي امام الاوروغواي التي خرجت فائزة بركلات الترجيح 7-6 بعد تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي. وعشية لقاء غد السبت امام غانا لتحديد صاحب المركز الثالث وبرونزية مونديال تركيا، قال حكيم شاكر "وصولنا الى المربع الذهبي (لاول مرة في تاريخ العراق) هو انجاز بحد ذاته لكن كنا نطمح للذهاب الى ابعد من ذلك والوصول الى المباراة النهائية الا ان ركلات الترجيح هذه المرة ادارت لنا ظهرها وخسرنا امام الاوروغواي بسببها". واضاف شاكر "الجمهور العراقي تفاعل معنا بشكل لافت وكان مساندا لنا وطالما افرحنا العراقيين فنحن سعداء ايضا بتحقيقنا شيئا مهما في هذه النهائيات. قدمنا منتخبا سيكون هو المنتخب القادم لنهائيات كاس العالم 2018، لقد حققنا معه انطلاقة قوية للكرة العراقية واستحق عن جدارة الاحترام عراقيا وعربيا ودوليا. هذا المنتخب سيحمل لواء الكرة العراقية في نهائيات كاس العالم بعد نسخة البرازيل (2014)". ويواجه منتخب شباب العراق غدا السبت نظيره الغاني في صراع المركزين الثالث والرابع بينما يقابل منتخب الاورغواي فرنسا في المباراة النهائية لمونديال تركيا للشباب الذي يسدل عليه الستار بهاتين المباراتين. وسبق لشاكر ان رفض مهمة تدريب المنتخب العراقي الاول في الدور النهائي من التصفيات المؤهلة الى مونديال 2014 خلفا للبرازيلي زيكو، مفضلا الاشراف على منتخبه الشبابي وقيادته الى تحقيق الانجاز في نهائيات كأس اسيا للشباب حيث حل ثانيا في الامارات نهاية العام الماضي وكان قريبا من اللقب حتى الثواني الاخيرة من المباراة النهائية امام كوريا الجنوبية التي ادركت التعادل 1-1 في الوقت القاتل قبل ان تبتسم لها ركلات الترجيح. وقاد شاكر الذي اشرف في مواسم سابقة على فريقي الدفاع الجوي السابق وكذلك الشرطة، منتخب بلاده الى المركز الثاني في بطولة غرب اسيا الاخيرة في الكويت نهاية عام 2012 وحقق مع اسود الرافدين المركز الثاني في خليجي البحرين مطلع العام الجاري وكان منتخبه ظاهرة البطولة. وبعد ترك البرازيلي زيكو مهمة تدريب المنتخب الاول في منتصف طريق التصفيات المؤهلة الى البرازيل 2014، كان جميع اعضاء الاتحاد العراقي لكرة القدم يرغبون بتسليم المهمة الى شاكر لكن الاخير كان متعلقا بلاعبيه الشباب الذي امضى معهم اربع سنوات ولم يستطع التخلي عنه رغم سحر مهمة قيادة اسود الرافدين فاسندت المهمة في ما بعد الى الصربي فلاديمير بتروفيتش . وبسبب النجاحات المتواصلة التي حققها منتخب العراق في مونديال تركيا لم يقاوم عدد من اعضاء الاتحاد العراقي فكرة بان يكون شاكر على راس الجهاز الفني التدرييبي للمنتخب الاول بعد مهمة تركيا، وقد اكد شاكر وجود هذه الرغبة باعلانه في صفحته على موقع "فايسبوك" للتواصل الاجتماعي بانه ناقش امر عودته الى المنتخب الاول مع رئيس الاتحاد ناجح حمود. واثار هذا الامر ارتياحا في الاوساط الكروية العراقية، وما عزز تلك الفرضيات التصريحات التي اطلقها اكثر من مسؤول في الاتحاد العراقي بان الاخير سيناقش مصير بيتروفيتش بعد العودة من تركيا. واكد شاكر في اكثر من مرة خلال مونديال تركيا بانه سيعمل على ايجاد منتخب قوي سيتم اعداده وتحضيره لاولمبياد البرازيل 2016 ايضا، ما يكرس فكرة بقائه مع هذا المنتخب الذي سياخذه بيده من مونديال تركيا الى اولمبياد البرازيل وحتى وصوله الى مونديال 2018. يذكر ان منتخب شباب العراق وصل ثلاث مرات سابقة الى مونديال الشباب اول مرة عام 1977 في تونس و1989 في الطائف في المملكة العربية السعودية وفي مونديال الارجنتين 2001 بقيادة المدرب العراقي الشهير عدنان حمد الذي اعتبر وصول منتخب بلاده الى المربع الذهبي في مونديال تركيا "امرا منطقيا وواقعيا لان الكرة العراقية تلد باستمرار اجيالا قوية ومتميزة في كرة القدم وهذا سر تالقها على الدوام ولدينا مدربين وطنيين متميزين". وبرزت في منتخب شباب العراق المشارك في مونديال تركيا اسماء واعدة على طريق الكرة العراقية لما قدموه في هذه البطولة منها علي فائز وعلي قاسم وفرحان شكور وسيف سلمان والحارس الشجاع محمد حميد الى جانب الساحر علي عدنان الذي قدم في بطولة خليجي 21 في المنامة اوراق اعتماده كاحد القادمين الاقوياء. واللافت ان هذا الجيل من واعدي الكرة العراقية قدموا من رحم الحروب والظروف الصعبة المعقدة التي عاشتها البلاد وترعرعوا في ملاعب لم تكن تحيط بها الورود والظروف المناسبة بل كانت تغلفها وتحيط بها دوامة العنف. وعانى المدرب شاكر كثيرا في مهمة البحث عنهم حتى تمكن من صياغة جيل جديد للكرة العراقية يريد ان يضيء من خلالها دربها مجددا بعد ما كان العراقيون يمنون انفسهم بتحقيق حلم اغلى بالوصول الى البرازيل 2014.