القاهرة (رويترز) - رغم إصرار معارضي الرئيس المصري محمد مرسي ومؤيديه على أنهم يريدون تجنب إراقة الدماء أثناء مظاهرات حاشدة يوم الأحد إلا أنه من الواضح أن الفريقين يستعدان للمواجهة. وبينما يتحدث الجانبان باسم الثورة أقام أنصار مرسي نقاط تفتيش حول تجمع حاشد في القاهرة على نحو يعيد إلى الذهان السلاسل البشرية التي قامت بحماية المحتجين اثناء الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك في عام 2011. ويقف رجال اقوياء البنية في صفوف بجوار حواجز حراسة مسلحين بالعصي ويضعون على رؤوسهم خوذات ويرتدون دروعا واقية للبدن ويتحققون من بطاقات الهوية ويفتشون الزوار الجدد. وكتب على لافتة تحمل صورة لمرسي وضعت على منصة في المظاهرة التي ضمت عدة آلاف أمام مسجد "نحمي الثورة.. نحمي الشرعية". ويوم الأحد هو ذكرى مرور عام على تولي مرسي الرئاسة وهي فترة يقول معارضوه إنها طويلة بما يكفي ويلقون باللائمة على جماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها في تعثر اقتصاد البلاد ويتهمونهم بالسعي لفرض أفكار دينية متشددة على بلد متنوع. ويأمل المعارضون أن تؤدي المظاهرات الحاشدة للاطاحة به كما أطاحت بمبارك قبل عامين. وفي ميدان التحرير الذي كان مركز انتفاضة 2011 ضد مبارك أقام عبد الحميد ندا (32 عاما) ويعمل محاسبا خيمة في ساعة متأخرة يوم الجمعة مع ثمانية من أصدقائه الذين جاءوا من محافظة المنوفية في الدلتا. وقال إن عشرات آخرين سينضمون إليهم وسيزحفون إلى قصر الرئاسة يوم الاحد. وقال إن المتظاهرين لن يلجأوا إلى العنف إلا إذا استفزهم مؤيدو الإخوان. وتابع "سيرتكبون حماقة إذا أقدموا على ذلك وسننتصر إذا أقدموا على ذلك." وكان عمر رياض (26 عاما) يجمع توقيعات على عريضة حملة "تمرد" التي تقول إنها جمعت توقيعات 22 مليون مواطن يطالبون مرسي بالتنحي. وقال "نحن سلميين لكن لو لجأ من يعتدون علينا للعنف سندافع عن أنفسنا." ويتحدث أنصار مرسي بعبارات مماثلة. قال عبد الحكيم عبد الفتاح (47 عاما) إنه جاء من السويس للمشاركة في مظاهرة الإسلاميين. وقال إن البعض يتوقع أن يمر يوم الأحد بسلام لكن آخرين يخشون تكرار الاشتباكات التي اندلعت أواخر العام الماضي. وقال إن أنصار مرسي سيخرجون إلى الشوارع بأعداد أكبر إذا شعروا أن الرئيس مهدد. وتابع "سينزلون للدفاع عن شرعيته ليس بالسلاح وإنما بأجسادهم." واستطرد قائلا "الشرعية التي أتى بها الصندوق." وحث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الحكومة وأحزاب المعارضة في مصر يوم السبت على بدء حوار بناء والحيلولة دون انفجار العنف في شتى أنحاء المنطقة. وتجمع الإسلاميون والليبراليون والمسيحيون والمسلمون معا في ميدان التحرير أثناء الانتفاضة ضد مبارك وحافظوا على الميدان في مواجهة مهاجمين. لكن مواقفهم تباينت بشدة بعدئذ. ويزعم الجانبان الآن أنه الممثل الحقيقي للثورة ويرددون في بعض الحالات الشعارات ذاتها. ويقول خصوم مرسي إن الإسلاميين خطفوا الثورة التي بدأت كدعوة شاملة للديمقراطية للجميع. ويقول مؤيدوه إن معارضي الرئيس وضعوا ايديهم في ايدي المؤيدين لمبارك الذين يريدون الإطاحة بأول رئيس منتخب في مصر. قال محمد عامر (59 عاما) أحد المحتجين الإسلاميين عن المتظاهرين المناهضين لمرسي "هذه ليست معارضة. "هؤلاء مجموعة من العصابات يتلقون أموالا لا أحد يعلم من أين جاءت لتدمير البلد. لو كانوا معارضة سليمة للجأوا إلى الصندوق." وانتشر العنف بالفعل في الدلتا ومدن القناة. وتقول جماعة الإخوان المسلمين إنه تمت مهاجمة ثمانية من مقارها يوم الجمعة وإن خمسة من أنصارها قتلوا هذا الأسبوع. وقتل اثنان من بينهما طالب أمريكي عمره 21 عاما في الأسكندرية عندما اقتحم محتجون مقر الإخوان في الاسكندرية. وقتل رجل ثالث وأصيب عشرة في انفجار وسط محتجين في بورسعيد. ويطالب كثيرون من خصوم مرسي علنا الجيش المصري بالتدخل كما فعل عندما أطاح بمبارك في عام 2011 . ويقول الجيش إنه سيتدخل إذا خرجت الأمور يوم الأحد عن السيطرة. وقال رجل في مظاهرة الإسلاميين يوم السبت إن الإخوان حظروا على أنصارهم حمل مدي وأسلحة نارية لتفادي أي تصعيد. وأضاف "اننا نحمل العصي فقط." ومضى يقول "نتحمل ولن نرد إذا قتلوا واحدا أو اثنين أو عشرة. سنتحمل ذلك لتجنب الدخول في حلقة من العنف لن ينجو منها أحد." (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)