تسلم مفتي مدينة صيدا في جنوب لبنان سليم سوسان اليوم السبت المسجد الذي كان يؤمه الشيخ السني المتشدد احمد الاسير، المتواري عن الانظار بعد سيطرة الجيش اللبناني على مربعه الامني الاثنين اثر معارك استمرت اكثر من 24 ساعة، بحسب ما افاد مراسل فرانس برس. في غضون ذلك، سمح الجيش اليوم لسكان المباني المجاورة بتفقد منازلهم الواقعة ضمن "المربع الامني" السابق للأسير، مع بدء ورشة ازالة الركام من الطرق. وقال المفتي سوسان من امام باب مسجد بلال بن رباح في بلدة عبرا في شرق صيدا "تسلمنا هذا المسجد وسيكون بإدارة الاوقاف الاسلامية"، مشيرا الى انه سيعاد فتحه "ليؤكد على دوره في حماية السلم الاهلي والوفاق الوطني". وكانت اشتباكات عنيفة اندلعت الاحد بين مناصري رجل الدين المناهض لحزب الله والمتعاطف مع المعارضة السورية، وعناصر من الجيش الذي شن عملية عسكرية انتهت بعد ظهر الاثنين بسيطرته على "المربع الامني" للاسير المؤلف من المسجد وبعض المباني المحيطة به. وقتل 18 جنديا في العملية، بحسب قيادة الجيش. واثارت بعض الاجراءات العسكرية لا سيما الملاحقات والتوقيفات التي تطاول ابناء المدينة ذات الغالبية السنية، تحفظات من رجال دين سنة طالبوا الدولة بالتحقيق في انتهاكات الجيش ومجموعات مسلحة غير نظامية، في اشارة الى عناصر موالين لحزب الله الشيعي. وافاد مراسل فرانس برس ان آليات وجرافات عملت اليوم على ازالة الركام والسيارات المحترقة من وسط الطرق المحيطة بالمسجد، والتخلص من الدشم التي وضعها مناصرو الاسير عند المفترقات وبين الابنية. واشار المراسل الى ان عناصر الجيش سمحوا للصحافيين بدخول المسجد الذي لم تطاوله القذائف او الرشقات النارية، بل تناثر زجاج بعض نوافذه بسبب حدة القصف في محيطه. واوضح انه امكن رؤية بعض المعلبات من الطعام الجاهز داخل المسجد، اضافة الى نسخ مرمية على الارض من مطبوعات عربية واجنبية اجرت مقابلات مع الاسير. وبرز الاسير الى الساحة السياسية قبل سنتين نتيجة مواقفه الحادة ضد حزب الله والنظام السوري. واعلنت كل القيادات السياسية دعمها لعملية الجيش. الا ان خصوم حزب الله توقفوا عند ما اسموه "الكيل بمكيالين"، منددين بحرية الحزب في استخدام سلاحه وصولا الى نقله عبر الحدود للمشاركة في القتال الى جانب قوات النظام في المعارك السورية، مقابل استهداف المجموعات السنية التي يقولون ان سبب وجودها هو حزب الله والشعور بالغبن لدى الطائفة السنية بسبب "استقواء حزب الله بسلاحه لفرض ارادته على الحياة السياسية".