يتعين على الرئيس الايراني المنتخب حسن روحاني الانكباب سريعا على انجاز مهمته الشاقة باعادة انهاض الاقتصاد المترنح بفعل العقوبات الدولية، واطلاق الحوار مع الخارج لتحقيق تطلعات الناخبين الذين انتخبوه رئيسا لبلادهم من الدورة الاولى. ويؤكد نافد فتحي وهو مدير شركة متخصصة في المعلوماتية، ان انتخاب روحاني "بث فيه الطاقة". وبات يأمل في "رؤية التغيير" من خلال رفع بعض العقوبات المفروضة من الاممالمتحدة والتي تم تعزيزها بحظر نفطي ومصرفي من جانب الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة، لارغام طهران على تعليق برنامجها النووي المثير للجدل. وتشتبه الدول الكبرى في مجموعة 5+1 (الصين، الولاياتالمتحدة، فرنسا، بريطانيا، روسيا والمانيا) في سعي ايران الى امتلاك اسلحة نووية تحت ستار برنامج مدني، وهو ما تنفيه طهران بشدة. واوضح نافد فتحي ان "على الاختصاصيين التمكن من محاورة العالم، نحن بحاجة الى معدات و تبادل بيانات وعمليات مالية". ورغم انه لم يكن بعيدا عن الفريق الحاكم في ايران، يجسد روحاني الذي سيؤدي اليمين الدستورية في 3 اب/اغسطس بعد انتخابه في 14 حزيران/يونيو، صورة "التغيير" المنتظر من الايرانيين بعد ثماني سنوات من رئاسة محمود احمدي نجاد التي كان عنوانها المواجهة مع القوى الكبرى. وبعد ثلاثة ايام على انتخابه، وعد روحاني ب"مزيد من الشفافية" في الملف النووي بهدف اعادة "الثقة المتبادلة" في المفاوضات مع القوى الكبرى، المتعثرة منذ اشهر عدة. الا انه طالب باعتراف العالم بالحقوق النووية لايران. ويعتبر روحاني البالغ 64 عاما من الاشخاص الاكثر دراية بالملف النووي الايراني لكونه قاد المفاوضات الاولى مع البلدان الاوروبية بعد الكشف عن برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم مطلع العقد الاول من القرن الحالي. وعلقت ايران عندها برنامجها النووي وسمحت بعمليات تفتيش دولية غير معلن عنها لمواقعها النووية. وخلال الحملة، امتنع روحاني عن اي تصعيد لفظي مع الغرب، داعيا على العكس الى تشكيل حكومة "امل وحكمة". لكن برأي رئيس تحرير صحيفة في طهران طلب عدم كشف اسمه، فإن مهمة روحاني تتسم بالصعوبة خصوصا لان التوقعات منه كبيرة. وقال "رأينا رد الفعل شبه الايجابي من العالم (اثر انتخاب روحاني) لكن عليه الرد بقرارات عملية وليس بتوزيع ابتسامات". ويأمل رئيس التحرير هذا ب"عمق اكبر في المقالات كما رأينا في النقاشات المتلفزة خلال الحملة عندما جرت مناقشة مسألة النووي بشكل مفتوح". اما الرسام الصحافي جمال رحمتي فقال ان "اي شخص لديه عقل متزن يأخذ قرارات منطقية لها تأثير على حياتنا، وروحاني صاحب عقل متزن". واضاف "امل انه سيحسن وضع وسائل الاعلام وسيسمح بحرية اكبر"، في حين تعاني الصحافة من الرقابة الخانقة. ونادى روحاني خلال حملته الرئاسية خصوصا بحرية الصحافة لمكافحة الفساد. ويتوقع الايرانيون بشكل خاص تحسين الوضع الاقتصادي في البلاد التي تعاني انكماشا نسبته رسميا اكثر من 30% وارتفاع البطالة وتراجع قيمة الريال بنسبة الثلثين تقريبا. وقال سياماك الذي يدير محلا صغيرا في غرب العاصمة "اريد ان تتراجع الاسعار كي يتوقف زبائني عن الشكوى من غلاء المعيشة". ويعتبر صعود قيمة الريال الذي استعاد 15% من قيمته مقابل الدولار خلال اسبوع، من اول مؤشرات التحسن، على الرغم من ان العاملين في قطاع الصيرفة يحذرون من اثار سلبية لهذا الارتفاع. ولتتويج هذا الاسبوع الانتخابي، نزل الايرانيون الى الشارع مرة ثانية في 18 حزيران/يونيو للاحتفال بتأهل منتخب بلادهم الى كاس العالم في كرة القدم 2014 في البرازيل. وقال دبلوماسي يعمل في طهران "منذ وجودي هنا، لم ار الايرانيين فخورين كما كانوا في هذين اليومين الا مرة واحدة، عندما فاز المخرج اصغر فرهدي بجائزة اوسكار افضل فيلم اجنبي". اما سائق سيارة الاجرة حسين البالغ 55 عاما فيرى الامل على وجوه ركابه. ويقول "ركابي اكثر هدوءا وابتساما".