(رويترز) - مارست الولاياتالمتحدة ضغوطا على هونج كونج يوم السبت كي تتحرك بسرعة لتلبية طلبها بتسليم ادوارد سنودين الموظف الذي كان متعاقدا مع وكالة الأمن القومي الامريكي ويواجه اتهامات تجسس لكشفه النقاب عن برامج تجسس أمريكية سرية. وقال مسؤول كبير في إدارة أوباما تحدث بشرط عدم الكشف عن شخصيته "إذا لم تتحرك هونج كونج بسرعة فإن علاقاتنا الثنائية ستواجه مشكلات وستثير شكوكا في التزام هونج هونج بحكم القانون." وتقول مصادر إن سنودين الذي يعتقد أنه يختبئ في هونج كونج وكل محامين في مجال حقوق الإنسان لتمثيله قانونيا استعدادا للتصدي لمحاولات إعادته للولايات المتحدة بالقوة لمحاكمته هناك. وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي توم دونيلون لشبكة سي.بي.إس. نيوز إن الولاياتالمتحدة لديها "دليل قوي" ضد سنودين وتتوقع من هونج كونج الامتثال لاتفاقية تسليم المجرمين التي وقعتها مع الولاياتالمتحدة في عام 1998 . ومضى يقول "توجهنا إلى السلطات في هونج كونج طالبين تسليم سنودين وإعادته إلى الولاياتالمتحدة." وأضاف "هونج كونج كانت تاريخيا شريكا جيدا للولايات المتحدة في الأمور المتعلقة بتطبيق القانون ونتوقع منهم الالتزام بالاتفاقية في هذه القضية." وقال مصدر كبير في سلطات تنفيذ القانون الأمريكية إن التسليم "يمكن أن يكون بالطبع عملية طويلة وشاقة" لكنه أبدى تفاؤلا بتسليم سنودين. وذكرت صحيفة ذا ساوث تشاينا مورننج بوست يوم السبت أن سنودين ليس محتجزا ولا يخضع لحماية الشرطة - كما ذكرت وسائل إعلام أخرى - ولكنه في "مكان آمن" في مكان ما في هونج كونج. وذكرت الصحيفة أيضا أن سنودين قدم تفاصيل جديدة عن أنشطة التجسس الأمريكية من بينها اتهامات باختراق الولاياتالمتحدة لشركات هواتف محمولة صينية. وكشفت وثائق قام سنودين بتسريبها في السابق أن وكالة الأمن القومي الأمريكي لديها قدرة على الوصول إلى كميات هائلة من بيانات الانترنت مثل البريد الإلكتروني وغرف الدردشة ولقطات الفيديو عن طريق شركات كبيرة مثل فيسبوك وجوجل بموجب برنامج حكومي يعرف باسم بريزم. وأظهرت الوثائق أيضا أن الحكومة كانت تعمل من خلال محكمة مراقبة المعلومات الخارجية لجمع ما يعرف بالبيانات الوصفية - مثل وقت المكالمات التليفونية ومدتها وأرقام التليفونات - لجميع المكالمات التي تتم عن طريق شركات مثل فيرزون. وذكرت صحيفة جارديان يوم الجمعة نقلا عن وثائق تبادلتها مع سنودين أن قيادة الاتصالات الحكومية البريطانية قامت بالتنصت على كوابل ألياف بصرية تنقل مكالمات دولية وبيانات الانترنت وإنها تبادلت كميات هائلة من المعلومات الشخصية مع وكالة الأمن القومي الأمريكية. وأفادت لائحة اتهام جنائية أعلنت يوم الجمعة أن الولاياتالمتحدة اسندت إلى سنودين تهمة سرقة ممتلكات حكومية ونقل معلومات تتعلق بالدفاع الوطني دون اذن والنقل المتعمد لمعلومات مخابرات سرية لشخص غير مسموح له بالإطلاع. وينص قانون التجسس الامريكية على التهمتين الأخيرتين وتصل عقوبتهما للغرامة والسجن لمدة تصل إلى عشرة أعوام. وسلمت هونج كونج بموجب اتفاقية التسليم عشرات الأمريكيين وإعادتهم إلى الولاياتالمتحدة ليمثلوا للمحاكمة. لكن المحامين يقولون إن العملية قد تستغرق سنوات وإن قضية سنودين بشكل خاص يمكن أن تكون معقدة. وأثار استخدام الولاياتالمتحدة لقانون مكافحة التجسس جدلا بين الخبراء القانونيين حول ما إذا كان ذلك سيجعل تسليمه مسألة معقدة لأن الاتفاقية تتضمن استثناءات للجرائم السياسية وإن محاكم هونج كونج قد تختار تحصينه ضد المحاكمة. ويقول سنودين إن التفاصيل التي قام بتسريبها كشف عن برامج تجسس مسيئة وغير قانوينة تنتهك خصوصية المواطنين. (إعداد أشرف راضي للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)