قالت وزارة الثقافة البريطانية إن الاتفاقات التي أبرمتها شركات الانترنت تفضي الى تغير أساسي في كيفية تناول صور انتهاك الاطفال على الانترنت، وذلك بعد اجتماع شركات مثل غوغل وميكروسوفت وتويتر في وايت هول (مقر الحكومة البريطانية) وسط دعوة تطالبها ببذل قصارى الجهود لازالة مواد غير قانونية من على الانترنت. واتفقت الشركات على إعطاء مؤسسة مراقبة الانترنت المزيد من السلطات والموارد لرصد هذه الصور الضارة. وقالت وزيرة الثقافة البريطانية ماريا ميلر إنها تأخذ القضية مأخذ الجد . وواجهت شركات تزويد خدمات الانترنت في بريطانيا جدلا كبيرا بشأن ما ينشر على الانترنت من صور تظهر انتهاكات جنسية للاطفال في أعقاب صدور أحكام قضائية بحق اثنين من المتهمين خلصت التحقيقات إلى أنهما بحثا عن صور إباحية على الانترنت تخص أطفالا. كان مارك بريدجر، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة في مايو/أيار الماضي على خلفية قتل الطفلة ابريل جونس البالغة من العمر خمس سنوات في مقاطعة باويز بشمال وسط ويلز، يبحث عن صور لانتهاك واغتصاب الاطفال. وقالت الشرطة إنها عثرت اثناء تفتيش منزل ستيورات هازيل، المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة في مايو/ايار على خلفية قتل الطفلة تيا شارب البالغة من العمر 12 عاما، على كم كبير من مواد اباحية لفتيات صغيرات. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قد تعهد بالضغط على الشركات لازالة المحتوى الاباحي وحجب الوصول الى الصور البذيئة ووضع الامر محل اولوية، وقال انه غير راض تماما عن الاجراءات الحالية. حضر الاجتماع الذي رأسته وزيرة الثقافة البريطانية شركات (ياهو!) و(غوغل) و (مايكروسوفت) و (تويتر) و (فيسبوك) و (بي تي) و (سكاي) و (فيرجن ميديا) و (توك توك) و (فودافون) و (او 2) و (إي إي) و (ثري). وقالت الحكومة إن الشركات اتفقت على السماح لمؤسسة مراقبة الانترنت برصد الصور الاباحية بأثر رجعي، بدلا من العمل بناء على تقارير تحصل عليها، وتخصيص مليون جنيه استرليني اضافي لتعزيز قدرتها. وقالت وزير الثقافة ان المواطنين يتوقعون انجاز كل ما يمكن انجازه لازالة المواد المقززة للغاية – من بينها صور انتهاك الاطفال – من على الانترنت. وقالت ميلر لاذاعة (راديو 4) لبي بي سي ما اتفق عليه اليوم هو تغيير اساسية في طريقة نهج القطاع في تناول صور انتهاك الاطفال وحجب رؤيتها. واضافت ذلك يعني امكانية ازالة الكثير من هذه الصور ايضا. وقالت ان الحكومة البريطانية ستواصل التعاون مع القطاع في التصدي لعملية توزيع الصور الاباحية عن طريق رسائل البريد الالكتروني والقنوات الاخرى. قالت كبرى اربع شركات بريطانية تعمل في مجال تزويد خدمات الانترنت وهي: (بي تي) و (سكاي) و (توك توك) و (فيرجين ميديا) انها كانت تتحلى بمنهج اللاتسامح تجاه مواد انتهاك الاطفال على الانترنت، وسوف تتعاون مع مؤسسة مراقبة الانترنت بشأن رفع الكفاءة واتخاذ المزيد من التدابير الرامية لمساعدة الاباء في حماية اطفالهم. وقالت في بيان شركات تزويد خدمات الانترنت هي بالفعل اكبر مصادر تمويل مؤسسة مراقبة الانترنت وهي تجعلها ابرز الخطوط الساخنة الفعالة في العالم من حيث ازالة محتويات انتهاك الاطفال جنسيا. واضاف البيان شركات تزويد خدمات الانترنت تتعاون على نحو وثيق مع مركز مكافحة استغلال الاطفال وحماية الانترنت في سبيل دعم عمله في القضاء على الانتهاكات الجنسية للاطفال لاسيما ما يتعلق منها بأنشطة الانترنت. وقال البيان ان الشركات ستتعاون مع الحكومة ومؤسسة مراقبة الانترنت ومركز مكافحة استغلال الاطفال وحماية الانترنت لتحديد أفضل سبل انفاق هذه التمويلات للتصدي لعملية اتاحة مواد انتهاك الاطفال على الانترنت. وقالت شركة (بي تي) في الاونة الاخيرة ان اي من عملائها ممن يسعون الى الوصول الى صفحات على الانترنت تتضمن مواد انتهاكات جنسية للاطفال تظهر لهم رسالة تخبرهم بحجب الموقع وسبب ذلك. افاد تقرير عام 2011 راجعه ريج بايلي، المدير التنفيذي لاتحاد الامهات، بان الاطفال يستهدفون بوابل من الصور الجنسية على الانترنت والتلفزيون والفيديو والاعلانات، وانه ينبغي ان يسهل على الاباء حجب المواقع غير المسموح لفئة عمرية بتصفحها. وقالت كبرى شركات الانترنت انهم سيواصلون تعزيز استخدام الرقابة الابوية لحماية الاسرة ، لكنها رفضت الدعوة لاجراء عملية تنقية تلقائية للمحتوى الاباحي المقدم اعتبارا من العام المقبل بحجة امكانية الاحتيال . وقال بايلي ان التنقية لا يمكن ان تتسم بفاعلية بالكامل، وقال انها توحي باحساس زائف بالامن لدى الاباء وتمنعهم من التحدث مع اطفالهم بشأن المخاطر التي يواجهونها في العالم الافتراضي. واضاف انه متحمس جدا ازاء رغبة القطاع في التعاون بشأن القضية، وقال انهم لا يرغبون في ان ينظر اليهم احد نظرة البائع للمواد الاباحية. فعندما يتعلق الامر بإباحية الاطفال، لا ينبغي ان يكون هناك اي تعليق ولابد من حجب هذه المواد وحجبها بسرعة.