اطلقت شرطة مدينة ريو دي جانيرو الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي على متظاهرين شباب الثلاثاء بعد ان خرج عشرات الالاف في تظاهرات في عدد من كبرى المدن البرازيلية احتجاجا على ارتفاع تكاليف استضافة كاس العالم لكرة القدم 2014. وفي اكبر تظاهرات اجتماعية تشهدها البرازيل منذ 21 عاماً، خرج اكثر من 200 الف شخص في مسيرات في انحاء البلاد للتعبير عن غضبهم من إنفاق الحكومة مبالغ كبيرة على تحضيرات كأس العالم لكرة القدم، في تظاهرات بدأت احتجاجا على رفع اجور الحافلات. وفي مدينة ريو دي جانيرو التي تظاهر فيها نحو 100 الف شخص، اطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق الشباب الذي اضرموا النار في السيارات وكسروا نوافذ البنوك واقتحموا المتاجر ليل الاثنين الثلاثاء. وقامت مجموعات صغيرة من الشباب الذين يرتدون الاقنعة باعمال تخريبية بالقرب من مقر برلمان ولاية ريو. وقالت السلطات ان خمسة من رجال الشرطة على الاقل اصيبوا في الاضطرابات. كما وقعت بعض اعمال التخريب في بورتو اليغري، وتحدثت التقارير عن اصابة شاب عمره 18 عاما بعد سقوطه من جسر خلال الاحتجاجات وقالت ان حالته مستقرة. وجاءت التظاهرات احتجاجا على الاستياء العارم من التكاليف الباهظة لاستضافة مباريات كأس القارات في كرة القدم التي تجري حاليا ومباريات كأس العالم في كرة القدم التي ستجري العام المقبل في الوقت الذي تحاول فيه هذه الدولة الناشئة اقتصاديا سد الفجوة بين الاغنياء والفقراء. وفي العاصمة برازيليا احتل اكثر من 200 شاب لفترة وجيزة سطح الكونغرس الوطني. وبعد مفاوضات مع الشرطة وافق المتظاهرون على النزول عن السطح هاتفين بالشعارات وملوحين باللافتات فيما طوقت الشرطة المبنى. وفي وقت لاحق شكل نحو 5000 شخص سلسلة بشرية حول مبنى البرلمان. وزادت الشرطة اجراءاتها الامنية حول المبنى وحول القصر الرئاسي. وفي ساو باولو، العاصمة الاقتصادية للبلاد واكثر المدن اكتظاظا بالسكان، نظم نحو 65 الف شخص مسيرة سلمية لم تتكرر فيها مشاهد العنف التي شابت احتجاجات مماثلة الاسبوع الماضي. واشعل المتظاهرون النار امام مكتب محافظ الولاية الا ان الشركة منعتهم من دخول المكتب. وقالت الرئيسة ديلما روسيف في بيان على مدونة الرئاسة في محاولة لتهدئة الاجواء ان "التظاهرات السلمية مشروعة .. ومن الطبيعي ان يتظاهر الشباب". وقال ديو كويلهو (20 عاما) الذي شارك في مسيرة مع اصدقائه وهو يحمل الزهور في ساو باولو انه يحتج على عدد من الامور. واضاف "لقد جئت لانني اريد ان تستيقظ البرازيل. لم آت فقط للاحتجاج على ارتفاع اجور الحافلات، ولكن كذلك بسبب النواقص في التعليم والصحة". اما ديانا فيناشيو (24 عاما) طالبة الحقوق التي شاركت في مسيرة في ريو فقالت "انا هنا لاظهر ان البرازيل لا تتمحور فقط على كرة القدم والحفلات. لدينا قضايا اخرى تثير قلقنا مثل نقص الاستثمارات في امور تهنا كثيرا مثل الصحة والتعليم". ونظم نحو 30 الف متظاهر مسيرة في بيلو هوريزونتي كما شارك 10 الاف اخرين في مسيرة مشابهة في كوريتيبا و10 الاف اخرين في بيليم. وجرت تظاهرات اقل حجما في فورتاليزا وسلفادور وغيرها من المدن ومن بينها بورتو اليغري حيث سار نحو 3000 متظاهر امام مبنى البلدية. وتدخلت الشرطة بعد ان قام عدد من الشباب باعمال تخريب واحرقوا حافلة. وفي وقت سابق حذر وزير الرياضة الدو ريبيلو بان السلطات لن تسمح بان تعيق التظاهرات مباريات كرة القدم الدولية التي تعهدت البرازيل تنظيمها. وقال "لقد تولت الحكومة مسؤولية وشرف استضافة حدثين دوليين وسوف تتحمل مسؤولياتها وتضمن سلامة المشجعين والسياح". وتاتي هذه الاضطرابات في الوقت الذي تستضيف فيه هذه الدولة الجنوب اميركية كأس القارات حتى 30 حزيران/يونيو وتستعد لاستضافة مباريات كاس العالم لكرة القدم التي ستجري العام المقبل. وبدأت الاضطرابات بسبب رفع اجور الحافلات قبل اسبوع في ساو باولو. وانتشرت الاضطرابات بسرعة الى المدن الاخرى وركز المتظاهرون كذلك على مبلغ 15 مليار دولار خصصتها الحكومة للحدثين الرياضيين. ويطالب المتظاهرون بتخصيص هذه الاموال للرعاية الصحية وتحسين التعليم. والسبت تمكن نحو الف متظاهر من اختراق حاجز امني والاحتجاج امام بوابة الاستاد الوطني في برازيليا خلال المباراة الافتتاحية لكأس القارات. وفي اليوم التالي حاول نحو 3000 شخص اقتحام ستاد ماراكانا في ريو. وتاتي هذه الاضطرابات بعد ان اعلنت البرازيل ان اقتصادها سجل نموا ضعيفا (0,6% في الربع الاول) فيما وصلت نسبة التضخم الى 6,5% في ايار/مايو. وأضرت هذه البيانات الاقتصادية الضعيفة بشعبية الرئيسة خاصة بين الشباب والاغنياء، بحسب ما اظهرت الاستطلاعات.