اندلعت مساء الخميس اشتباكات عنيفة بين مجموعة سلفية واخرى موالية لحزب الله في وسط مدينة طرابلس في شمال لبنان، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس. وهي المرة الاولى التي تمتد فيها المعارك الى وسط طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، منذ العام 2008، تاريخ حصول معارك في مناطق لبنانية مختلفة بين انصار لحزب الله، حليف دمشق، وآخرين لقوى 14 آذار المناهضة لسوريا. وقال المصدر "تدور اشتباكات عنيفة في اسواق طرابلس الشعبية بين مجموعة سلفية مؤيدة للمعارضة السورية ومسلحين موالين لحزب الله الشيعي"، مشيرا الى اصابة مسلحين اثنين من الموالين لحزب الله بجروح. وتتألف نواة هذه المجموعة الاخيرة من اشخاص منتمين الى الحزب السوري القومي الاجتماعي. وغالبية افرادها من السنة ايضا. وتأتي هذه المعارك بعد ثلاثة اسابيع من الاشتباكات المتقطعة بين منطقتي باب التبانة ذات الغالبية السنية والمؤيدة اجمالا للمعارضة السورية وجبل محسن العلوية الموالية للنظام، اسفرت عن مقتل حوالى اربعين شخصا. وتقع هاتان المنطقتان في الطرف الشمالي من طرابلس. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان الجيش انتشر بعد وقوع الاشتباكات بقوة في شوارع طرابلس الرئيسية. وكان الجيش اشتبك في وقت سابق من النهار مع مجموعات مسلحة في منطقتي باب التبانة وجبل محسن خلال محاولته الانتشار في هذه المناطق لمنع الظهور المسلح ووضع حد للمواجهات. وقال بيانان صدرا عن قيادة الجيش ان "دورية تابعة للجيش تعرضت لاطلاق نار في منطقة جبل محسن من مسلحين"، وان "قوى الجيش ردت على مصادر النيران، ونفذت عمليات دهم لعدد من الأماكن المشتبه بها بحثا عن المسلحين، فضبطت أثناء ذلك مخزناً للسلاح يحتوي على كميات من القاذفات الصاروخية والقنابل اليدوية والبنادق الحربية، بالإضافة إلى كميات من الذخائر والأعتدة العسكرية". وكان الجيش افاد في وقت سابق عن ضبط مخزن آخر للسلاح فجرا في محلة سوق القمح في منطقة التبانة. واشارت الى انه يحتوي على "كميات من العبوات الناسفة ومدافع الهاون المحلية الصنع والبنادق الحربية والذخائر العائدة لها، بالإضافة إلى أعتدة عسكرية متنوعة". وعلى الاثر، ذكر مصدر امني ان الجيش تعرض لاطلاق نار في عدد من شوارع طرابلس احتجاجا على مصادرة السلاح. ومنذ بدء النزاع في سوريا، وقعت 16 جولة من المعارك بين باب التبانة وجبل محسن. وتصل تداعيات النزاع السوري ايضا الى شرق لبنان حيث تتعرض منذ اسابيع مناطق في الهرمل وبعلبك تعتبر معاقل لحزب الله لقصف من الاراضي السورية مصدره على الارجح الجيش السوري الحر، بينما تعرضت بلدة عرسال السنية المتعاطفة اجمالا مع المعارضة السورية لقصف بالطيران السوري.