اقتحمت القوات النظامية السورية السبت مطار الضبعة العسكري شمال مدينة القصير الاستراتيجية، الذي يعد خط الدفاع الرئيسي المتبقي للمقاتلين المعارضين المتحصنين في شمال المدينة، بحسب ما افاد مصدر عسكري سوري وكالة فرانس برس، في وقت تستمر المعارك الضارية على كل محاور المدينة وداخلها بين قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني، والمعارضة المسلحة، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المصدر العسكري ان "الجيش السوري اقتحم مطار الضبعة عبر المحور الشمالي الغربي والاشتباكات تدور داخل المطار بعد سيطرة الجيش على خط دفاع المسلحين". ويقع المطار العسكري القديم على بعد نحو ستة كيلومترات الى الشمال من مدينة القصير، وعلى الطريق الوحيد الذي يخرج من المدينة في اتجاه ريفها الشمالي. وكان مقاتلو المعارضة سيطروا عليه في نيسان/ابريل. في المقابل، قال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "رغم القوة النارية الهائلة التي استخدمت اليوم في القصير لم يحصل اي تقدم يذكر على الارض"، موضحا ان "السيطرة على منطقة ما تفترض تامينها من الاشتباكات، بينما الواقع ان هناك عمليات كر وفر، وهذه ليست سيطرة". ووصف "ما يجري في القصير بانه مقاومة شرسة وبطولية من جانب مقاتلي المعارضة لم تشهدها سوريا في اي من المناطق الاخرى"، مشيرا الى سقوط اعداد كبيرة من القتلى بين هؤلاء المقاتلين "الذين لم يهربوا ولم يتركوا الميدان". وقال الناشط الاعلامي في مدينة القصير جاد يماني ان حزب الله "لم يتقدم في القصير"، وانه تعرض الجمعة ل"كمين محكم بعد ان تقدم حوالى 500 متر قتل فيه 23 عنصرا منه". وافاد ناشطون والمرصد السوري السبت عن تعرض المدينة والقرى الشمالية المتاخمة لها والتي تحاول قوات النظام مدعومة من حزب الله السيطرة عليها لاستكمال الطوق على المدينة، لقصف عنيف استخدم فيه الطيران وصواريخ ارض ارض من جانب النظام. وكتب المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبدالله من القصير على صفحته على موقع "فيسبوك" على شبكة الانترنت "القصير تتدمر وتحترق بالكامل. مئات القذائف والصواريخ بمختلف أنواعها تسقط علينا دون توقف.. المنازل تحترق وتتهدم". ونشرت تنسيقية القصير بيانا على صفحتها على "فيسبوك" توجهت فيه الى الائتلاف المعارض، وفيه "اسمعوا يا جماعة الائتلاف الوطني... يا جماعة المجلس الوطني... يا جماعة المجلس العسكري... يا جماعة المعارضة بكل اطيافها: ان سقطت القصير فلن تقوم لنا قائمة بعد ذلك واصبحت حمص ضمن الدولة العلوية!! لذلك اغيثوها بالمال والغذاء والدواء". وتعد القصير صلة وصل اساسية بين دمشق والساحل، وهي من ابرز معاقل المعارضة المسلحة المتبقية في محافظة حمص. ويقطنها قرابة 25 الف نسمة. وباتت قوات النظام وحزب الله تحكم الحصار عليها من الجهات الغربيةوالشرقية والجنوبية، بعد ان دخلت اجزاء منها لا يمكن التاكد من حجمها من الجهة الشرقية الاحد. وكان المرصد افاد منذ الصباح ان كل المحاور داخل القصير وخارجها "تشهد اشتباكات عنيفة اليوم، ويبدو ان حدة القصف والاشتباكات هي أعنف من اليوم الاول" للهجوم الذي بدا ليل السبت الاحد. وتسبب القصف والمعارك منذ الصباح بمقتل 30 شخصا هم 27 مقاتلا معارضا وثلاثة مدنيين، بحسب المرصد، واصابة العشرات بجروح، في حين لم يعرف حجم الخسائر في صفوف قوات النظام وحزب الله. وذكر سكان في منطقة بعلبك في شرق لبنان مساء السبت لوكالة فرانس برس ان خمس جثث لمقاتلين من حزب الله وصلت من القصير الى لبنان.