كاد التحقيق في وفاة المنشق الروسي الكسندر ليتفيننكو في بريطانيا ان ينهار السبت بعد ان قال المحقق في اسباب الوفاة انه لا يمكنه الاستماع لادلة عن الدور المزعوم للكرملين في تسميمه. وقالت مارينا ارملة ليتفيننكو انها "مستاءة للغاية" للقرار. واتهمت بريطانيا بعقد صفقة مع موسكو لتحسين العلاقات التي اصيبت بنكسة اثر "اغتيال" زوجها الذي كان في فترة ما جاسوسا لروسيا. واعلن المحقق روبرت اوين قراره في جلسة تمهيدية الجمعة. وجاء قراره عقب طلب من وزارة الخارجية البريطانية لابقاء المعلومات المتعلقة بروسيا سرية. غير ان اوين قال انه يمكن ان يفشل في واجبه "القيام بتحقيق كامل ونزيه وجسور في اسباب وفاة السيد ليتفيننكو" اذا ما اجبر على تجاهل الادلة لاسباب تتعلق بالامن القومي. وقال انه يمكن استبدال ذلك باجراء تحقيق علني "يمكن ان تؤخذ فيه بعين الاعتبار" الادلة التي تزعم وجود دور للدولة الروسية. وبموجب القانون الانكليزي، لا يمكن الاستماع للادلة سرا في اطار تحقيق بل يمكن عرضها خلف ابواب مغلقة في اطار تحقيق علني. وقال المحقق انه يريد الان الاستماع لتقارير من مارينا ليتفيننكو وابنها حول احتمال اجراء تحقيق يتعين ان تتم اجزاء منه سرا. وتوفي ليتفيننكو (43 عاما) مسموما بمادة البولونيوم-210 المشعة التي دست له في الشاي في فندق فخم في لندن في 2006. وقال محامو مارينا ليتفيننكو انه "يوم حزين جدا للعدالة البريطانية". واضاف المحامون في بيان ان "السيدة ليتفيننكو مستاءة للغاية لقرار المحقق التخلي عن بحثه عن الحقيقة بشأن مسؤولية الدولة الروسية في وفاة زوجها". وتابع البيان "ان مفعول قرار اليوم هو حماية الجهات المسؤولة عن اصدار امر اغتيال مواطن بريطاني في شوارع لندن والسماح للحكومة الروسية بالاحتماء خلف مطالبة بالسرية تقدم بها وليام هيغ (وزير الخارجية البريطاني) بدعم من رئيس الوزراء ديفيد كاميرون". وقالت ان ذلك "سابقة مخيفة" للاشخاص الذين يسعون لكشف "مؤامرة المجرمين المنظمين الذين يعملون من الكرملين". واضافت "جميع المعنيين بكشف الحقيقة سيصابون بالصدمة والحزن لابرام صفقة سياسية بين الحكومتين لمنع الحقيقة من ان تبصر النور" ولم يصدر تعليق فوري من روسيا. وكان وليام هيغ سعى الى منع كشف معلومات متعلقة بوفاة ليتفيننكو خلال التحقيق المتوقع ان يبدأ في وقت لاحق هذا العام. وقال المحقق انه يوافق جزئيا على طلب هيغ. ويعتقد ان ليتفيننكو، العميل السابق لحساب وكالة الاستخبارات الروسية اف.اس بي، كان يعمل لحساب وكالة الاستخبارات البريطانية ام.آي-6 لدى وفاته، وتعتقد اسرته انه قتل بأمر من الكرملين. وسعت الشرطة البريطانية لاعتقال مواطنين روسيين هما اندري لوغوفوي وديمتري كوفتون، لعلاقة في الوفاة. لكن موسكو رفضت تسليمهما. وتسببت قضية ليتفيننكو بازمة عميقة في العلاقات بين روسيا وبريطانيا لم يخرجا منها الا مؤخرا. وقال اليكس غولدفارب، احد اصدقاء اسرة ليتفيننكو ان قرار المحقق "مؤسف للغاية". واتهم الحكومة البريطانية باعطاء الاولوية لعلاقتها بروسيا على الحاجة لاجراء تحقيق علني. وقال "يبدو ان الحكومة البريطانية معنية اكثر باستخدام الاسلحة الكيميائية في سوريا منها باستخدام الاسلحة المشعة في شوارع لندن". واضاف "وهو من جانب آخر، اقرار من الحكومة البريطانية بان الدولة الروسية مذنبة لانهم لو لم يكونوا كذلك لما طلبوا حصانة". وتابع "هذا بحد ذاته شبه انتصار لمارينا". وزار رئيس الوزراء ديفيد كاميرون روسيا الاسبوع الماضي لاجراء محادثات مع الرئيس فلاديمير بوتين سعيا للتوصل الى موقف مشترك من الازمة في سوريا. وقال متحدث باسم الحكومة انه "سيدرس بعناية" قرار المحقق.