وصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الثلاثاء الى موسكو حيث سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعيا لتحقيق تقدم في ملف النزاع السوري وتحسين العلاقات بين العدوين السابقين ابان الحرب الباردة. وبعد ان حطت طائرته في مطار موسكو-فنوكوفو يزور كيري بعد الظهر قبر الجندي المجهول عند اسفل الكرملين قبل ان يجتمع مع فلاديمير بوتين. ويقوم المرشح السابق الى الانتخابات الرئاسية الاميركية في 2004 باول زيارة له الى روسيا كوزير للخارجية، تعتبر من الزيارات الاكثر حساسية بعد التدهور الشديد الذي طرا على العلاقات الثنائية منذ سنة. وتتزامن الزيارة مع ذكرى عودة بوتين الى الكرملين في السابع من ايار/مايو 2012 لولاية رئاسية ثالثة بينما شهدت موسكو الاثنين تظاهرة كبرى للمعارضة الروسية. ومن المرجح ان يكون ملف سوريا في صلب المحادثات بين كيري وبوتين اللذين سيبحثان ايضا كوريا الشمالية وافغانستان وغيرها من الملفات الثنائية والدولية بحسب وزارة الخارجية الاميركية. وافاد دبلوماسي اميركي قبل مغادرة كيري واشنطن "لم تتوفر لدينا فرص للتحدث مباشرة مع الرئيس بوتين" مؤكدا ان الطرف الروسي "قال بوضوح انه مستعد للتحدث حول سوريا وكذلك الكثير من المسائل". وتشكل سوريا احد المواضيع الخلافية بين البلدين اذ ان روسيا تعتبر من اخر حلفاء نظام دمشق الذي تزوده بالاسلحة بينما تفكر الولاياتالمتحدة في تسليح المعارضة السورية. وعبرت موسكو الاثنين عن "قلقها الكبير" ازاء الغارات الاسرائيلية على مواقع قريبة من دمشق اواخر الاسبوع المنصرم، تقول الدولة العبرية انها ترمي الى منع نقل اسلحة الى حزب الله اللبناني حليف دمشق وطهران. وبعد مباحثاته مع بوتين سيلتقي جون كيري في الساعة 13,30 بتوقيت غرينتش مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي يبدي بعض التقارب معه وسبق والتقاه ثلاث مرات منذ بداية شباط/فبراير في برلين ولندن وبروكسل. وسيواصلان مناقشاتهما اثناء عشاء عمل. ولدى جون كيري جدول اعمال مثقل اثناء هذه الزيارة التي تستمر حتى الاربعاء، اذ ان محادثاته ستتناول ايضا موضوع ايران والارهاب بعد تفجيري بوسطن وكذلك الملف الحساس المتعلق باوضاع حقوق الانسان في روسيا، لكن عددا من المحللين لا يتوقعون الكثير من النتائج الهامة. فالمعارضة والمنظمات غير الحكومية الروسية لا تتوقف عن التنديد بانتهاكات متزايدة للحريات منذ عودة بوتين الى الكرملين لولاية رئاسية ثالثة بعد ولايتيه من 2000 الى 2008 وتوليه منصب رئيس الوزراء خلال السنوات الاربع الفاصلة. ومنذ ذلك الحين توترت العلاقات الروسية الاميركية ما اثر سلبا على "الانطلاقة الجديدة" التي ارادها الرئيس الاميركي باراك اوباما في 2009. وقد منعت موسكو تبني اطفال روس من قبل اميركيين في تدبير جاء ردا على نشر "قائمة مانييتسكي" في الولاياتالمتحدة، التي تضع مسؤولين روس على لائحة سوداء للاشتباه بدورهم في وفاة الحقوقي الناشط ضد الفساد سيرغي مانييتسكي في السجن في العام 2009. الى ذلك اوقفت روسيا ايضا نشاطات الوكالة الاميركية للتنمية الدولية (يو اس ايد) متهمة اياها بالتدخل في السياسة الروسية. لكن بالرغم من هذه الخلافات فان الروس والاميركيين يستمرون في التفاهم حول بعض الملفات الدولية، مثل مسالة نزع الاسلحة النووية وايران وكوريا الشمالية. ومن المتوقع ان يلتقي بوتين واوباما في موسكو قبل انعقاد قمة مجموعة العشرين مطلع ايلول/ستمببر في روسيا. وقرر الرئيسان تكثيف جهودهما في محاربة الارهاب على اثر التفجيرين اللذين استهدفا ماراتون بوسطن في 15 نيسان/ابريل الذي نسب الى اخوين يتحدران من جمهورية الشيشان الروسية الصغيرة.