انقرة (رويترز) - قالت تركيا يوم الجمعة ان اي استخدام للأسلحة الكيماوية من جانب الرئيس السوري بشار الأسد "سينقل الأزمة الى مستوى آخر" لكنها ظلت على حذرها من أي تدخل عسكري اجنبي في الصراع على حدودها. وقال البيت الأبيض يوم الخميس إن حكومة الاسد ربما استخدمت أسلحة كيماوية على نطاق محدود لكن الرئيس الامريكي باراك أوباما بحاجة الى دليل قبل أن يتحرك. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية التركية ليفنت جومروكجو "نسمع مزاعم عن استخدام اسلحة كيماوية منذ فترة وهذه المعلومات الجديدة تأخذ الأمور الى مستوى آخر. إنها مثيرة لقلق بالغ." وأضاف "منذ ظهرت اول التقارير عن استخدام اسلحة كيماوية في سوريا ونحن نطلب ان تجري الاممالمتحدة تحقيقا شاملا للتحقق من هذه التقارير. لكن النظام السوري لم يسمح بذلك." وترفض سوريا حتى الآن استقبال محققي الاممالمتحدة وتعتبرهم اشخاصا غير مرغوب فيهم وتنفي استخدام اسلحة كيماوية وتتهم مقاتلي المعارضة باستخدامها. وقال وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في موسكو إن هذا فعلته تنظيمات منها القاعدة التي هددت باستخدام اسلحة كيماوية ضد سوريا وأضاف أن التنظيم نفذ تهديده قرب حلب مما أسفر عن سقوط ضحايا. ونقلت وكالة انترفاكس الروسية للانباء عن الزعبي قوله إن الجيش السوري لا يملك اسلحة كيماوية. وشبه مهمة الأممالمتحدة بمهمة المفتشين الدوليين الذين ارسلوا إلى العراق في التسعينات بحثا عن اسلحة دمار شامل كان يشتبه في أن الرئيس الراحل صدام حسين يمتلكها. وقبل نحو عشر سنوات استغل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش معلومات مخابرات غير دقيقة لتبرير غزو العراق بهدف تدمير أسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية تبين فيما بعد أنها لم تكن موجودة. وقال الزعبي إن هناك من يحرص على إرسال لجنة تحقيق إلى سوريا على غرار تلك التي عملت في العراق وأدت في النهاية إلى احتلاله وتدميره. وكانت تركيا في السابق من المؤيدين للتدخل الخارجي في سوريا لكنها أصيبت بإحباط متزايد بسبب تفكك المعارضة السورية وافتقار المجتمع الدولي الى موقف موحد. وعند سؤاله عما اذا كانت تركيا ستسمح بانطلاق عمل عسكري ضد سوريا من اراضيها قال جومروكجو إنه يجب إثبات الحقائق بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية اولا. وقال "دعونا لا نقفز الى هذا الآن. لنجري تحقيقا شاملا" مضيفا أنه اذا تبينت صحة هذه المزاعم فسيتعين مناقشة الرد بين اعضاء مجموعة "اصدقاء سوريا" التي تضم دولا غربية وعربية وحلفاء آخرين. ووضع هذا الإعلان الأمريكي أوباما في مأزق لأنه اعتبر استخدام الاسلحة الكيماوية "خطا احمر" يجب الا يتجاوزه الأسد. وأثار هذا نداءات من مشرعين في واشنطن برد عسكري أمريكي وهو ما يرفضه الرئيس. وكانت أنقرة تضغط من أجل إقامة "منطقة آمنة" تخضع لحماية اجنبية داخل سوريا تكون ملاذا للمدنيين الذين يحاصرون في الفوضى وتخفف العبء عن مخيمات اللاجئين في تركيا التي يقيم بها الآن اكثر من ربع مليون شخص. لكنها في الاشهر القليلة الماضية غيرت هذه اللهجة وعبر مسؤولون في أحاديث خاصة عن حذر إزاء الإعلان الامريكي الأخير. وقال مصدر قريب من الحكومة التركية "التصريحات مبهمة للغاية وهم انفسهم لا يبدون واثقين للغاية من حججهم." وأضاف المصدر "عبرت تركيا عن بعض المخاوف بهذا الصدد ايضا ولكن دون إثبات. لا أظن انه سيتم اتخاذ خطوات اكثر من مستوى التدخل الحالي." ومضى يقول "التدخل ينطوي على مجازفة كبيرة." واتسم رد فعل الاتحاد الاوروبي بالحذر وقال انه يتمنى أن تتمكن الاممالمتحدة من ارسال بعثة التحقيق التابعة لها الى سوريا للتحقق من استخدام الاسلحة الكيماوية. وقال مايكل مان المتحدث باسم مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون "مازلنا نتابع الامر الى جانب شركائنا الدوليين لتحديد ما حدث بالفعل لأنه لا يبدو واضحا تماما في الوقت الحالي." وأضاف "رأينا أن النظام في سوريا لا يحترم كثيرا فيما يبدو أرواح البشر لكننا لا نستطيع أن نجزم بحدوث هذا الى أن نرى أدلة حاسمة." من جوناثان بيرتش