استهدفت الولاياتالمتحدة شركتي صرافة لبنانيتين واتهمتهما بالمساهمة في غسل اموال عصابة دولية لتهريب المخدرات وتمويل حزب الله اللبناني. وقالت وزارة الخزانة الامريكية ان شركتي قاسم رميتي وشركاه وحلاوي وشركاه تحوم حولهما "شكوك أساسية في غسل الاموال" وهو ما سيحرمهما على الارجح من التعامل مع النظام المالي الامريكي. وقالت الوزارة وادارة مكافحة المخدرات الامريكية يوم الثلاثاء ان عشرات الملايين من الدولارات من عائدات المخدرات واموال أخرى غير شرعية حولت من خلال شركتي الصرافة اللتين تقومان بمعظم تحويلاتهما نقدا. ويأتي هذا الاجراء في اطار تحقيق استغرق سنوات وكشف عما تقول الولاياتالمتحدة انها صلات وثيقة بين مهربي المخدرات في امريكا الجنوبية والجماعات المتشددة في الشرق الأوسط مثل حزب الله. وتصنف الولاياتالمتحدة حزب الله على انه جماعة ارهابية. وقال ديريك مالتز رئيس قسم العمليات الخاصة في ادارة مكافحة المخدرات الامريكية في افادة صحفية "المخدرات والارهاب يتعايشان معا في انحاء العالم في اطار زواج يقوم على راحة الطرفين." واضاف ان التقديرات المتحفظة تشير الى ان نصف المنظمات "الارهابية" في العالم لديها صلات بتهريب المخدرات. وتابع ان مهربي المخدرات في امريكا الجنوبية يتوقون لتوسيع اسواقهم المربحة في اوروبا والشرق الاوسط من خلال مسارات شحن جديدة عن طريق دول غرب افريقيا. وأصبح من الصعب على جماعات مثل حزب الله الحصول على اموال من حكومات بشكل مباشر في اعقاب هجمات 11 سبتمبر ايلول التي استهدفت الولاياتالمتحدة عام 2001 اذ وسعت الحكومة الامريكية بشكل كبير حملتها ضد التمويل. ويقول مسؤولون امريكيون ان حزب الله يتلقى اموالا من ايران التي تخضع هي الاخرى لعقوبات مالية تشمل صادراتها من النفط بسبب برنامجها النووي. وقال ديفيد كوهين وكيل وزارة الخزانة الامريكية لشؤون الارهاب والمخابرات المالية "حزب الله هو منظمة ارهابية مكتملة تلقت تمويلا من ايران ببذخ على مدى سنوات وهو أيضا مؤسسة تتحول بشكل متزايد الى الجريمة لتمويل نفسها في وقت تتصاعد فيه الضغوط المالية على ايران وأصبح الوضع المالي لايران اكثر ضعفا." ولم يتسن الاتصال بكل من شركتي قاسم رميتي وحلاوي للتعليق بعد انتهاء ساعات العمل المعتادة في لبنان. وعلى موقعها الالكتروني قالت شركة حلاوي انها تقدم لعملائها خدمات الصرافة والتحويلات منذ عام 1960. وتحدث مسؤولون أمريكيون عن شبكة دولية يقوم من خلالها مهربو مخدرات في امريكا الجنوبية بارسال الكوكايين الى اسواق اوروبية عن طريق غرب افريقيا مستغلين غياب القانون في المنطقة. وأضافوا انه يتم غسل عائدات المخدرات من خلال شركات صرافة في لبنان ومناطق اخرى في الشرق الاسوط ويتم نقل بعض الاموال الى حزب الله. وتابع المسؤولون الامريكيون ان عصابة المخدرات تقوم ايضا بنقل العائدات من خلال تهريب كميات كبيرة من الاموال النقدية عن طريق وكلاء السيارات في الولاياتالمتحدة وشحنات البضائع الاستهلاكية المتجهة الى آسيا. وبدأت الولاياتالمتحدة التحرك ضد الشبكة عام 2011 ووضعت زعيمها المزعوم أيمن جمعة في قائمة كبار مهربي المخدرات مما اتاح للحكومة مصادرة أصوله. وقالت ان الشبكة كانت تجني ما يصل الى 200 مليون دولار شهريا. واستهدفت الحكومة الامريكية ايضا البنك اللبناني الكندي وهو ثامن اكبر بنك في لبنان في ذلك الحين بسبب مزاعم بمساعدته شبكة جمعة في غسل اموالها وقامت العام الماضي بمصادرة ما قيمته 150 مليون دولار من اصول البنك. وقال كوهين "كما توضح النتائج التي توصلنا لها اليوم فإن كلا من شركتي رميتي وحلاوي وسعت من تعاملها مع كبار مهربي المخدرات وغاسلي الاموال على مدى السنوات القليلة الماضية لسد الفجوة التي حدثت بعد استهداف عمليات البنك اللبناني الكندي وشركتي صرافة اخريين في شبكة جمعة من خلال الاجراءات التي اتخذناها في 2011." والاجراءات التي اتخذت ضد شركتي الصرافة هي الاولى التي تستهدف مؤسسات غير بنكية بموجب قانون مكافحة غسل الاموال الامريكي الذي أقر في اعقاب هجمات سبتمبر ايلول. وقال مسؤولون امريكيون ان هذا التطور يعكس كيف تحول الشبكات الاجرامية اتجاهها صوب مؤسسات مالية أقل في الكفاءة التنظيمية لغسل الاموال بعدما بدأت العقوبات الامريكية ضد بنوك اكثر استقرارا تؤتي ثمارها. وقال كوهين عن شركات الصرافة "هذه الشركات تعمل في تلقي الاموال النقدية. هذه مخاطرة بغسل الاموال. "سنواصل التركيز على ذلك محليا ودوليا بينما نتخذ اجراءات لمكافحة غسل الاموال والانشطة المالية غير المشروعة عموما." من انا يوخانانوف (إعداد محمود رضا مراد للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)