انتهى سباق الفورمولا 1 في البحرين الاحد بفوز الالماني سيباستيان فيتل، بدون حدوث اضطرابات بالرغم من مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين شيعة كانوا يسعون لاسماع مطالبهم بشان الاصلاح السياسي في المملكة. وفاز سائق ريد بول-رينو الالماني سيباستيان فيتو بجائزة البحرين الكبرى من بطولة العالم لسباقات الفورمولا واحد، متقدما على سائقي لوتوس رينو الفنلندي كيمي رايكونن والفرنسي رومان غروجان. وهي النتيجة ذاتها التي تحققت العام الماضي. وبعد ان حاول المتظاهرون سد الطرقات في الصباح وبعد مواجهات مع الشرطة، سجلت تظاهرات بعد الظهر في القرى الشيعية. وهتف عشرات المتظاهرين "كلا كلا لفورمولا الدم" قبل طردهم من قبل شرطيين سدوا مداخل العديد من القرى بعضها قريب من الطريق الموصل الى ميدان الصخير جنوب المنامة، بحسب شهود. واكدت السلطات انه تم اتخاذ كافة الاجراءات لضمان سير هذا السباق بلا حوادث. وعبأت المعارضة المنبثقة من الاغلبية الشيعية في البحرين التي تعتبر نفسها مهمشة من الاسرة الحاكمة السنية، منذ اسبوع انصارها لاسماع صوتها وابلاغ مطالبها لمناسبة هذا السباق لكن بدون تعطيل الحدث الرياضي. وشهدت قرى شيعية في البحرين عمليات قطع طرق ومواجهات مع الشرطة ليل السبت وفجر الاحد، قبل ساعات من انطلاق سباق الفورمولا واحد. وبحسب شهود، عمد محتجون معارضون للحكومة الى قطع عدد من الشوارع الرئيسية فيما اعلن "ائتلاف شباب 14 فبراير" الذي ينضوي تحت لوائه الجناح الاكثر تشددا من الشباب المعارضين، عبر تويتر مسؤوليته عن قطع احد المنافذ الرئيسية الى شارع البديع الذي يربط عدة قرى شيعية عبر حرق الاطارات. وذكر شهود ان عمليات مشابهة حصلت في قرية دار كليب التي تبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن حلبة الصخير حيث ينظم السباق في جنوب البلاد. من جانب اخر، دعا "ائتلاف شباب 14 فبراير" انصاره في القرى الشيعية للتظاهر في الرابعة بعد ظهر الاحد، اي بالتزامن مع السباق، وذلك في اطار التحرك الميداني الذي ينفذه انصاره منذ ايام تحت اسم "براكين اللهب"، وذلك احتجاجا على استضافة البحرين للحدث الرياضي العالمي. وفي بيان اصدرته وزارة الداخلية، اكد رئيس الأمن العام اللواء طارق الحسن ان السلطات الامنية "استكملت اجراءاتها المتعلقة باستضافة مملكة البحرين لسباق الجائزة الكبرى الفورمولا 1 لهذا العام 2013، وأنها على أتم الاستعداد للمساهمة في إنجاح هذا الحدث الرياضي العالمي الهام". واوضح الحسن الى ان "الاجراءات والخطط الموضوعة لتأمين هذا السباق العالمي وجماهيره وكافة المشاركين فيه، تم دراستها والتدريب عليها بشكل دقيق، انطلاقا من الخبرات التي توفرت لدينا من البطولات الاقليمية والعالمية التي نظمتها البحرين على مدار السنوات الأخيرة". واكد ان "قوات الأمن العام تتعامل مع أي خروج عن القانون بموجب الضوابط التي أقرها الدستور والقانون" وهي "سوف تتعامل بقوة مع كل من تسول له نفسه ارتكاب اي اعمال من شأنها الاخلال بالأمن والنظام العام أو الاضرار بالمصالح الوطنية". وابدى ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة السبت مرونة ازاء المعارضة مقرا بحقها في التظاهر السلمي كما حدث الجمعة مكررا رفضه "للمتطرفين العنيفين". واعرب على هامش السباق عن "تفاؤله" ازاء التوصل الى نتائج في اطار الحوار الوطني مع المعارضة. وقال الشيخ سلمان الذي يشغل ايضا منصب نائب رئيس الوزراء في مؤتمر صحافي "آمل ان تتسرع جلسات الحوار الوطني". واستؤنف الحوار في شباط/فبراير بعد فشل دورة 2011 لكن لا يبدو انه يحرز تقدما. ولم توقف المعارضة تظاهراتها التي كثيرا ما تتخللها اعمال عنف. وبحسب الاتحاد الدولي لحقوق الانسان فان 80 شخصا على الاقل قتلوا منذ بداية الاحتجاجات في البحرين في شباط/فبراير 2011. وتناى احزاب المعارضة التقليدية بزعامة حركة الوفاق الوطني، عن التظاهرات العنيفة وتؤكد انها لا تعارض تنظيم سباق فورمولا واحد في المملكة لكنها تسعى لاستغلال هذا الحدث للفت الانتباه الى مطالبها. وتطالب المعارضة باقامة ملكية دستورية في البحرين تنبثق الحكومة فيها من الاغلبية البرلمانية. في المقابل يطالب ائتلاف 14 فبراير باسقاط النظام.