لم تحرز ايران والدول الكبرى اي تقدم في المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني وسط انتقاد طهران لعدم اعطائها ردا واضحا في ختام اليوم الاول من المفاوضات الجمعة في الماتي. وقال دبلوماسي غربي لوكالة فرانس برس "لا يوجد بعد جواب واضح وملموس على المقترح" الذي قدمته الدول الكبرى لايران خلال الاجتماع السابق في الماتي في نهاية شباط/فبراير. واكد مصدر ثان هذه المعلومات. واضاف الدبلوماسي ان "افكارنا اثارت تعليقات تنم عن اهتمام (المفاوضين الايرانيين) لكنها ليست واضحة تماما"، بتفاصيل العرض. من جهته قال علي باقري مساعد كبير المفاضين الايرانيين علي جليلي ان ايران تقدمت باقتراح مضاد، بدون ان يضيف اي تفاصيل. وبدأت المفاوضات بين الدول الست الكبرى وايران حول الملف النووي الايراني المثير للجدل الجمعة في الماتي بكازاخستان بهدف احراز تقدم في محادثات تبدو صعبة. وبدأت دول مجموعة 5+1، الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي (الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين) والمانيا "الجلسة العامة" في فندق في الماتي، كبرى مدن كازاخستان. وستستمر المفاوضات حتى السبت. واعتبر مسؤولون غربيون ان مقترحات طهران تشبه افكارا سابقة استبعدت في اجتماع في 2012 في موسكو. وصرح دبلوماسي غربي ان "عرضهم كان الى حد كبير تكرارا لما قدموه في موسكو (في محادثات العام الماضي). كانت هناك بعض الملاحظات العامة التي لم تتضح بالكامل على آرائنا". بعد جلستي مفاوضات تامتين اتفق الطرفان على مواصلة المحادثات السبت. وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون التي تقود وفد المفاوضين الغربيين، انها تتوقع من ايران "ردا مدروسا ومتوارنا وبعد طول تفكير للتمكن من الاتفاق على طريقة التقدم". لكن الردود التي قدمتها طهران اثارت "المزيد من الاسئلة" على ما صرح المفاوض الروسي سيرغي ريابكوف في اقوال نقلتها وكالة انترفاكس. واعتبر ان "هذا يثبت ان هذه المفاوضات جدية". وتقدمت مجموعة 5+1 قدمت في الاجتماع السابق في الماتي في شباط/فبراير بعرض جديد لطهران يطالبها ب"تعليق" بدلا من "وقف" انشطة تخصيب اليورانيوم بنسبة 20 بالمئة في ايران. ويقترح العرض في المقابل تخفيف بعض العقوبات على تجارة الذهب وقطاع البتروكيميائيات التي تضر كثيرا بالاقتصاد الايراني. كما تطالب الدول الست ايران باغلاق موقع فوردو للتخصيب، الوحيد الذي لا يمكن ضربه عسكريا، وارسال مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% الى الخارج. لكن كبير المفاوضين الايرانيين سعيد جليلي اكد الجمعة ان بلاده لا تنوي التخلي عن حقها في انتاج اليورانيوم وهو اهم تنازل تطالب به مجموعة 5+1. وتشتبه الدول الغربية واسرائيل في سعي ايران الى صنع قنبلة نووية تحت غطاء برنامج نووي مدني، لكن ايران تنفي ذلك قطعيا. وفرضت الاممالمتحدة على الجمهورية الاسلامية مجموعة من العقوبات عززها الاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة من جانب واحد بحظر مصرفي ونفطي. وتنفي ايران سعيها الى امتلاك قنبلة نووية وتقول ان برنامجها النووي هو لاغراض طبية واخرى تتعلق بالطاقة. من جانب اخر، استبعد جليلي اي لقاء على انفراد مع كبيرة المفاوضين الاميركيين ويندي شيرمان، وهي محادثات تسعى واشنطن لاجرائها منذ سنوات. وقال جليلي ان "ما ينتظره شعبنا هو ان تصحح الولاياتالمتحدة سلوكها ليس بالاقوال فقط وغدا في الماتي سيكون هناك اختبار جديد". وتابع ان "الذين يأتون الى المفاوضات يجب ان يأتوا بالمنطق وليس بالتهديدات والقول ان كل الخيارات مطروحة على الطاولة. هذا ليس حسا سليما". من جهته اعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ان على ايران ان "تثبت صدقها" للمجموعة الدولية وان "تثبت ان برنامجها النووي لا يطور الا لغايات سلمية". ويرى خبراء انه من غير المرجح احراز تقدم في المحادثات بين طهران والقوى الكبرى قبل الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 14 حزيران/يونيو في ايران والتي لا يمكن للرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان يترشح فيها بعدما شغل ولايتين متتاليتين.