ابرزت صحف لبنانية الجمعة دور السعودية في تزكية النائب تمام سلام لرئاسة الحكومة المقبلة والذي ضمن تسميته بعد حصوله على تأييد قوى 14 آذار (المعارضة) والزعيم الدرزي وليد جنبلاط. وكان جنبلاط قال الخميس انه طرح اسم سلام على المسؤولين السعوديين الذين وافقوا عليه. كما زار سلام امس الرياض الداعمة للمعارضة، حيث التقى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، ابرز قادة 14 آذار المقيم خارج البلاد منذ سقوط حكومته قبل عامين. وعنونت صحيفة "السفير" المقربة من دمشق على صفحتها الاولى "السعودية +تعود+... بمرشح جنبلاط لرئاسة الوزارة!". وكتبت صحيفة "الاخبار" المقربة من دمشق وطهران على صفحتها الاولى "زمن الوصاية السعودية". واشارت الى ان سلام يأتي "بقرار سعودي اقنع به الرئيس سعد الحريري". واضافت ان قوى 8 آذار المتمثلة بحزب الله الحليف لدمشق وطهران، والقوى المتحالفة معه، تتجه ايضا الى تسمية سلام في الاستشارات النيابية الملزمة التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال سليمان اليوم وغدا السبت. من جهتها، كتبت صحيفة "النهار" المؤيدة لقوى 14 آذار، ان "البعد الاقليمي البارز الذي كاد يطغى على الوقائع الداخلية لعملية تسمية سلام، تمثل في ما سماه كثيرون +عودة+ المرجعية السعودية بقوة الى لبنان بعد انكفاء منذ اسقاط حكومة الحريري". وكانت حكومة الوحدة الوطنية برئاسة الحريري، سقطت في كانون الثاني/يناير 2011 بعد استقالة وزراء حزب الله وحلفائه. وانضم جنبلاط اليهم لاحقا في تسمية نجيب ميقاتي رئيسا لحكومة جديدة. ووصفت حكومة ميقاتي ب"حكومة اللون الواحد" نظرا الى ان اكثرية وزرائها انتموا الى حزب الله وحلفائه، في ما اعتبر تفوقا لسوريا وايران في التأثير على الوضع السياسي اللبناني، في مقابل انكفاء السعودية الداعمة للمعارضة رفضت المشاركة في الحكومة. واستقال ميقاتي في 22 اذار/مارس اثر خلافات مع شركائه الحكوميين حول التمديد للمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي المدعوم من المعارضة، وحول الاستحقاق الانتخابي. وضمن سلام تسميته رئيسا للحكومة بعد حصوله على تأييد 14 آذار وجنبلاط الممثلان ب67 نائبا في البرلمان المؤلف من 128 مقعدا. ويعتبر سلام (67 عاما) شخصية معتدلة في تحالف 14 آذار، اذ انه رغم التزامه بسياسة المعارضة وقراراتها، يعتمد خطابا هادئا غير صدامي.